«جمال مبارك يلوح في الأفق من جديد».. لسان حال فئة من الشعب المصري عقب حكم محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار محمود كامل الرشيدي، ببراءة الرئيس الأسبق حسني مبارك ونجليه، ووزير داخليته ومساعديه الستة في قضية قتل المتظاهرين، الأمر الذي تناولته بعض الصحف عبر منشتاتها الرئيسية، وتطور النقاش في وسائل الإعلام عبر البرامج الحوارية للحديث عن إمكانية عودة نجل الرئيس الأسبق الى المشهد السياسي من جديد واحتمالية ترشحه في الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2018 استطلعت «الشروق» آراء عددا من خبراء السياسة وشخصيات ساهمت في صنع المشهد السياسي في مصر بعد ثورة 30 يونيو بحكم منصبهم الوزاري حول إمكانية ترشح نجل الرئيس الأسبق للرئاسة من عدمه، أو أن الأمر لا يتعدى كونه «جس نبض». بعد البراءة.. «آل مبارك» ينوون العودة للرئاسة توابع حكم البراءة امتدت لتشمل تصريحات وبيانات لعدد من القوى السياسية، وقالت حركة 6 إبريل الجبهة الديمقراطية، «إن الحكم ببراءة رموز النظام الأسبق، يعني أن دولة الرئيس الأسبق حسني مبارك لم تنته وما زالت هي الحاكمة، مؤكدة أن هناك ترتيبات لخوض جمال مبارك الانتخابات الرئاسية المقبلة 2018». وركز عددا من المواقع الإخبارية حديثه عن الأمر وأشاروا وفقا لمصادرهم أسموها بالمطلعة أن جمال مبارك، نجل الرئيس المخلوع حسني مبارك، أمين لجنة السياسات بالحزب الوطني المنحل، قرر خوض انتخابات رئاسة مصر 2018، وذلك بعد حصوله على حكم البراءة من قتل متظاهري ثورة يناير، مؤكدين أن ترشح جمال مبارك لا يتعارض مع القانون، بعد البراءة، وأن بعض قيادات الحزب المنحل تستعد لتصدر المشهد السياسي المصري من جديد، برئاسة أمين لجنة السياسات بالحزب المنحل، والدفع به في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وزير تعليم «الببلاوي»: رجال مبارك يسيطرون على مجلس الوزراء حتى الآن ويرى الدكتور حسام عيسى، وزير التعليم السابق في حكومة الدكتور حازم الببلاوي، أن القضية لم تتمثل فقط في إمكانية ترشح جمال مبارك للرئاسة وإنما خطورة الأمر تمتد الى رجال مبارك بقدرتهم المالية وقوتهم الاقتصادية، مؤكدا أن رجال مبارك ما زالوا مسيطرين على مجلس الوزراء وتوجهاته الاقتصادية وما يتعلق بالمشاريع الخدمية والمصريين أصبحوا خاضعين لتأثيرهم في تلك الفترة. وقال عيسى: «إن مشروع مبارك ما زال مستمر ويبسط سيطرته على الدولة المصرية من خلال رجال الأعمال الذين يمتلكون مفاتيح المشاريع الاقتصادية ومقدرتهم على التوغل في المجتمع المصري وخداع البعض من المصريين بالأموال كما كان يفعل الإخوان»، لافتا إلى أنه من الممكن عودة أعضاء الحزب الوطني للبرلمان وما يمثله الأمر من خطورة بالغة إذا استطاعوا تشكيل الحكومة في المستقبل ومعارضة قرار الرئيس مهما كان، على حد قوله. عبد المجيد: عودة جمال «منخوليا».. والشعب وضعه ب« مزبلة التاريخ» بينما وصف الدكتور وحيد عبد المجيد، أستاذ العلوم السياسية والبرلماني السابق الحديث عن عودة جمال مبارك بأنها نوع من «المنخوليا السياسية» التي انتابت البعض، مؤكدا أن جمال مبارك أصبح مثل الأشباح التي حكمت عليهم المحكمة الشعبية المصرية ووضعتهم في مزبلة التاريخ بغض النظر عن منطوق الحكم الصادر من محكمة جنايات القاهرة. وأوضح عبد المجيد أن أعضاء الحزب الوطني غير قادرين على إنقاذ جمال مبارك أو الدفع به في الانتخابات الرئاسية القادمة، معللا بأنه لم يعد هناك شىء يجمعهم، وأن شبكة المصالح تفرقت وأصبحت مختلفة وأغلبيتهم الساحقة نطلق عليهم نحن السياسيون عبارة «حزب كل رئيس»، مضيفا أن جمال أصبح بالنسبة لهم «كارت محروق» ولو عاد الملك رمسيس الأول إلى منصب الرئاسة لدعموه، بحسب وصفه. نور فرحات: أعضاء الوطني «أغلبية البرلمان» القادمة من الناحية القانونية، أوضح الفقيه الدستوري نور فرحات، عضو المجلس الاستشاري السابق في عهد المجلس العسكري، أنه لا يوجد مانع على الإطلاق من ترشح أعضاء الحزب الوطني للانتخابات البرلمانية المقبلة، وأنهم سيحصلون على عدد كبير جدا من الأصوات في الانتخابات البرلمانية القادمة، وما يتعلق بمسألة دعمهم لجمال مبارك في الانتخابات الرئاسية القادمة فأن الرؤية ما زالت ضبابية ولم تتضح بعد. وقال: «إنه إذا كانت الدولة راغبة في محاكمة رموز النظام السابق عن جرائم الفساد السياسي لأصدرت القانون رقم 247 لسنة 1956 والقانون رقم 79 لسنة 1958 بشأن محاكمة رئيس الجمهورية والوزراء، وبالتالي تختص محكمة استئناف القاهرة بمحاكمة رئيس الجمهورية والوزراء عن الجرائم التي وقعت منهم أثناء تأدية وظائفهم، وتنشئ محكمة استئناف القاهرة دوائر تسمى دوائر محاكمات الفساد السياسي تتولى محاكمة رئيس الجمهورية والوزراء عن هذه الجرائم». ترشح جمال للرئاسة «عته».. والإخوان يستغلون الموقف «كلام كاذب» .. هكذا بدأ إبراهيم عيسى حديثه في برنامج «25/30» عبر فضائية «أون تي في» وصف ترشح جمال مبارك للانتخابات الرئاسية القادمة، موضحا أن الحديث عن هذا الأمر في مواقع التواصل الاجتماعي أشبه بالعته، الغرض هو استغلال الموقف لصالح الإخوان ومحاولة استقطاب شباب الثورة لصفوفهم ضد السلطة والدولة. بينما عقب عمرو أديب، مقدم برنامج «القاهرة اليوم» عبر شبكة «أو إس إن» الفضائية قائلا: «إن من يرغب في ترشح مبارك أو نجله للانتخابات الرئاسية المقبلة عليه الانتظار ثلاثة سنوات ونصف أي الولاية الأولى من حكم السيسي وعندها من الممكن أن يبلغ مبارك من العمر 89 عاما لكي يترشح للرئاسة»، مضيفا أن الشعب المصري لم ينضج سياسيا بعد ثورة 25 يناير ويونيو والتحول الكبير في مصير الأحداث السياسية في مصر.