«أحدث قصائد الفاجومي».. لعلها العبارة الأكثر انتشارا التى استقبلها البريد الإلكترونى لأكثرنا، والتى زادت حدتها فى أواخر حكم الرئيس الأسبق مبارك، للهجوم والتهكم على مبارك وعائلته، خاصة ابنه جمال. وهى قصائد تحاول أن تمشى على خطى الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم 1929-2013، مقتطفة كلمة من هنا وكلمة من هناك من قصائد نجم الشهيرة، حتى ظنها الناس فى البداية أنها من أشعاره، لكن بعد قراءة أكثر من سطر منها، يكتشف أنها هجين مشوه لأشعار نجم. وكان موقف نجم من تلك القصائد غريبا، ففى حوارات كثيرة له، واحدة منها للزميل محمد خير، قال نجم فيها: «إنّهم يحتمون بى. لا ضرر. المهم أن يتجرّأوا على الأصنام التى تحكمنا». وحين يتدخل محمد هاشم ناشر «ميريت» معترضا، ويلفت إلى سوء مستوى تلك القصائد فى معظم الأحيان. يهز نجم رأسه حسب وصف خير كمن سمع هذا الرأى من قبل: «صافيناز قالت لى إن تلك القصائد لا بد من أن تحتوى حدا أدنى من الشعر على الأقل، لكنى أجبتها: «دعوهم يستخبوا فيّا، وماله؟». وموقف نجم من تلك القصائد شجع كثيرين من أصحاب الأقلام المقلدة على كتابة قصائد عديدة منسوبة لنجم، كان آخرها قصيدة هجاء ضد الفريق أول السيسى. هذا فى الوقت الذى ينسب لنجم أيضا قصائد محترمة ومهمة، وجاء الالتباس بينها وبين قصائد لمجرد أن الشيخ إمام صاحب توكيل نجم غناها فاشتهرت؛ فربط الناس بينها وبين نجم. ومن تلك القصائد «اتجمّعوا العشاق»، وهى للشاعر زين العابدين فؤاد، وليس نجم، والتى يقول فيها: «اتجمّعوا العشاق فى سجن القلعة اتجمعوا العشاق فى باب الخلق والشمس غنوة من الزنازن طالعة ومصر غنوة مفرعة فى الحلق. ولعل هذه القصيدة هى الأشهر فى نسبها خطأ لنجم، لدرجة أن شبكات التواصل الاجتماعى فيس بوك وتويتر ممتلئة حديثا عن هذه القصيدة باعتبارها من إبداع الراحل الكبير فؤاد نجم. وقد كشف الشاعر زين العابدين فؤاد، أنه كتب القصيدة وهو فى السجن عام 1972، أثناء تواجد الشاعر أحمد فؤاد نجم، موضحا أن الشيخ إمام عيسى قام بتلحينها، بعد تهريبها. وعن نسب القصيدة لنجم قال زين العابدين: «فى أوائل السبعينيات طبع بالخطأ من إحدى دور النشر فى بيروت ديوان بالقصائد التى ألقيت فى جلسة شعرية شهدت غناء الشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم لتلك القصائد وكتب عليه «أشعار أحمد فؤاد نجم وألحان الشيخ إمام عيسى»، وذلك الديوان كان به 13 قصيدة ليست من أشعار نجم. والذى يحدث أن نجم لا يهتم بهذا كثيرا، وفى أى لقاء تليفزيونى يقول: «إننا قلنا».. ويقصد الشعراء دون أن يحدد من صاحب القصيدة بالضبط». وهناك قصيدة أخرى كتبها إبراهيم عبدالفتاح «دا شعب فقرى»، الكل نسبها إلى أحمد فؤاد نجم، وفيها يقول عبدالفتاح: «نظرا لأن النعمة فاقت حدها ولأننا مش قدها ولأن فعلا انجازاتك فوق طاقتنا نعدها ولأننا غرقنا فى جمايل مستحيل حنردها نستحلفك....... نسترحمك نستعطفك....... نستكرمك ترحمنا من طلعة جنابك حبتين، عايزين نجرب خلقة تانية ولو يومين، اسمع بقى إحنا زهقنا م النعيم ونفسنا فى يومين. وكذلك يتعامل الناس مع قصيدة «يامصر قومى وشدى الحيل» للشاعر نجيب الدين شهاب باعتبارها خارجة من فم نجم.