بعض الأطفال يصابون بنوبات من الصراخ والعناد والعصبية وتجدين نفسك غير قادرة على التعامل معه أو احتمال تلك العصبية.. وقد تقابلين صراخه بمزيد من الصراخ لعله يهدأ، وتقابلين عناده بمزيد من الإصرار على موقفك مما يسبب تفاقم الأزمة بينكما. عندها تعجزين عن التصرف معه خصوصا إذا ما كانت عصبيته سلوكا دائما وليس بمجرد نوبة غضب. إذا كنت تبحثين عن عودة الهدوء إلى بيتك جربى تلك الطرق التى نعرضها عليك لعل الهدوء يعود إلى بيتك من جديد. قبل سن الثالثة يمر الأطفال بفترات صعبة خصوصا لدى الأولاد فتنتابهم نوبات من الغضب الحاد ويكون مزاجهم عصبيا أحيانا أو يصابون بالتوتر. فى حالات نادرة يتطلب الأمر اللجوء للطبيب أو الإخصائى النفسى لكن فى غالبية الحالات يمكن التحايل على الأمر بقليل من الدهاء وكثير من الذكاء. تصيب تلك الحالة نسبة كبيرة من الأطفال قد تصل إلى 10% مع بداية سن الدراسة.. ويتبعها صعوبة فى التركيز والمتابعة لأن الطفل يكون بدوره كثير الحركة ومندفعا مما يمنعه من التحصيل الجيد. ويمكن اكتشاف تلك العصبية لدى طفلك قبل دخوله المدرسة من خلال ردود أفعاله.. هل من السهل استثارة غضبه؟ هل يتمسك برأيه للنهاية ولا يتنازل عن تحقيق رغباته؟ هل طفلك يتعرض لنوبات من تغير المزاج بصورة مفاجئة مما يجعل علاقته تسوء بكل من حوله؟ على كل أم الاجابة عن تلك الأسئلة فإن كانت الاجابات بنعم فنحن أمام طفل عصبى حاد المزاج ويتأثر تحصيله الدراسى من جراء هذا الأمر مما يتطلب التعامل معه بشكل سليم.. فمع مرور الوقت قد تؤدى لشخص بالغ غير قادر على التكيف مع المجتمع المحيط به. كيف تواجهين عصبية طفلك؟ يختلف الامر وفقا لكل طفل وسلوكه وأمامك عدة حلول اختارى من بينها ما تعتقدين أنه الأنسب لحالة طفلك. طفل كثير الحركة.. ثرثار.. لا يهدأ: لا تستخدمى معه أى شكل من أشكال الإجبار أو القمع فكلها تزيد من حدة عصبيته.. تأكدى دائما من ارتدائه الملابس المريحة والبعد عن الضيقة حتى يمكنه التحرك بحريه بدون قيود.. يمكنك بقليل من الدهاء التغلب على حركته الزائدة باحتضانه بهدوء وتركه يتمتع بحضنك الدافئ لفترة وجيزة حتى يهدأ. عند التنقل بالسيارة لا تقومى بشد حزام الأمان حوله بشدة فكل ما يمسك بجسمه يثير انفعالاته أكثر. طفل كثير الشجار.. غيور: قد تجدين نفسك عاجزة امامه فلا شىء يمكن أن يعيد له هدوءه ولكن هل جربت جلسات الموسيقى الهادئة.. فمعظم الأطفال يعشقون الموسيقى وأذا بدأ فى تحريك جسمه عند الاستماع للموسيقى فقد نجحت خطتك فى تهدئته. عندما يبدأ طفلك فى البكاء أو الصراخ وعندما تشتد نوبات عناده لا بد أن تستدعى كل هدوئك معه.. إذا كان طفلك لايزال صغيرا فيجب أن تحمليه إلى حضنك ليشعر بنبضات قلبك وبالتالى تهدأ مخاوفه.. أما إذا كان أكبر سنا فلا بد من الجمع بين الحسم والحنان فقد يستغل الطفل ضعفك أمام عصبيته لابتزاز عواطفك وتحقيق مطالبه. أيا كان عمر طفلك فتحدثى معه بهدوء وبصدق وكونى القدوة فكلما علا صوتك فى مواجهة غضبه نمت لديه الفكره بأن الصوت المرتفع هو الصوت الأقوى.. كونى أكثر هدوءا ليتخلص هو ايضا من عصبيته. كما يجب مراقبة ما يشاهده طفلك قبل النوم على وجه الخصوص من أفلام وكارتون وما يمارسه من ألعاب على الكمبيوتر فبعضها يسبب زيادة توتره.. احرصى قبل نومه بفترة كافية على إبعاده عن التلفاز والعاب الفيديو التى تجعله اكثر عصبية وحدة. كيف تساعدين طفلك العصبى على النوم الهادئ؟ يطلب طفلك عند النوم أن تبقى بجانبه لتحكى له حكاية أو تناوليه كوبا من الماء أو أن تتركى باب الغرفة مفتوحا. فوقت الخلود للنوم هو أكثر الأوقات التى تثير توتره ويظهر الأمر أكثر حدة لدى الطفل العصبى فهو يجيد التعبير عن مخاوفه بصور شتى.. معظم هؤلاء الأطفال يعانون ايضا من الكوابيس الليلية ويجدون صعوبة فى تركهم فى حجرة منفردة وعندما يهب مفزوعا من نومه قد يتعرف عليك ولكنه لا يسمع أى كلمة من الكلمات التى تسعين لتهدئته بها.. ابقى بجانب فراشة قليلا حتى يطمئن واتركى له ضوءا خافتا فى الحجرة لتخفيف حدة توتره. يمكنك ايضا وضع الراديو بجوار سريره مع الاستماع للموسيقى أو القرآن حتى يشعر بالاطمئنان وضعى بجانبه لعبته المفضلة. طفلك العصبى يحتاج للمسات الحنان ليشعر بالأمان ويهدأ فحاسة اللمس هى الحاسه الأولى التى تكتمل لدى الطفل وتربطه بالعالم الخارجى فلا تحرميه منها.