السلام عليكم، أنا أم لطفلة ذات أربع سنوات أعانى من عنادها منذ كان عمرها أربعة شهور، فهى لا تستجيب لطلبى إلا بالصراخ، والآن أشعر بحدة المشكلة مع دخولها العام الرابع من عمرها، فلا تتجاوب ولا تستقبل أى أمر إلا بالصراخ، مع العلم أننى لم أعتد الصراخ؛ لكنى أصرخ عندما أكون عصبية، ولكن بدأت أفقد أعصابى من التعامل مع طفلتى بهذه الطريقة، حتى وصل الأمر إلى ضربها من كثرة عنادها.. فهل يمكن أن يكون عنادها خطأ فى التربية؟ أم أنه عامل وراثى؟ أفيدونى أثابكم الله. يجيب عن هذه الاستشارة، ياسر محمود، مستشار تربوى، فيقول: أهلا ومرحبا بك أختى الفاضلة، وأرجو الله تعالى أن يعينك على حسن تربية أبنائك. فى البداية، أود أن أطمئنك أن من سمات مرحلة الطفولة المبكرة التى تمتد من (2 إلى 6 سنوات) أن تظهر نوبات الغضب المصحوب بالاحتجاج اللفظى، والأخذ بالثأر أحيانا، ويصاحبها أيضا العناد والمقاومة، خاصة عند حرمان الطفل من إشباع بعض حاجاته، وفى مواقف الإحباط أو الصراع، وكثيرا ما تُسمع كلمة "لا" فى هذه المرحلة. إذن فظهور سلوك العناد فى هذه المرحلة ليس مشكلة فى حد ذاته، ولكن يحتاج منا إلى التعامل معه بشكل جيد حتى لا تصبح سمة فى شخصيته. ومن الأمور التى يمكنك من خلالها التعامل بشكل ناجح مع عناد طفلك: 1- لاحظى سلوكيات طفلك ورغباته وما يقبل عليه وما يرفضه، وما احتياجاته، وهل يقول "لا" لكل ما تطلبينه منه، أم لأمور محددة مثل نوع معين من الأكل أو الذهاب إلى النوم مبكرا أو ارتداء ملابس بعينها فى أوقات خاصة؟.. وهل طريقتك فى طرح ما تريدين دائما هى الأوامر؟ هذا الأمر يحتاج منك ملاحظة دقيقة لتتفهمى لماذا يصدر منه هذا السلوك. 2- مراعاة الحال والظروف التى عليها طفلك حين تطلبين منه القيام بعمل ما، وعدم وضعه فى ظروف ومواقف تكون استجابته المتوقعة فيها رفض ما يطلب منه، كأن تطلبى منه أن يرتب حجرته وهو مستغرق فى اللعب، ففى الغالب سيكون رد فعله الرفض. 3- استخدمى أسلوب البدائل والخيارات، أى لا تطلبى منه ما تريدنه بشكل مباشر، كأن تقولى له: اشرب اللبن أو تناول الأرز أو ارتد القميص أو غير ذلك، لكن امنحيه فرصة ليختار بين أمور عدة، كأن تقولى له: هل تريد شرب اللبن قبل الأكل أم بعده؟ هل تريد أكل الأرز فى الطبق الأخضر أم الأحمر؟ هل تريد أن ترتدى القميص الأبيض أم اللبنى؟ فهذه الخيارات تشعره بذاته، وأنه صاحب القرار، ومن ثم ستكون استجابته أفضل مما لو طلبنا منه هذه الأمور بشكل مباشر. 4- لا تتوقعى منه تنفيذ ما تطلبينه منه بشكل فورى، واتركى له مساحة من الوقت لتنفيذ طلباتك. 5- استجيبى لطلباته المعقولة والمقبولة، وتجنبى كثرة اللاءات والمرفوضات التى تُضيّق الخناق عليه وتدعوه إلى العناد. 6- لا تستجيبى لطلباته المصحوبة بالضغط عليك (البكاء أو الغضب.. إلخ)؛ لأن الاستجابة له فى هذه الحالة سترسخ فى نفسه أن العناد والإصرار على ما يريد وسيلة مناسبة وناجحة فى تحقيق ما يريده. 7- احرصى على تجنب مقارنة طفلك أو لومه أو نقده أو جرح مشاعره أمام الآخرين، فقد يدفعه ذلك للعناد، كرد فعل على ما فعلتينه معه. 8- تغاضى عن بعض أخطائه الصغيرة، والتى لم يدرك أنك كنتِ تراقبينه وهو يقوم بها. 9- جنبى وصفه بأنه عنيد؛ لأن ذلك يؤكد لديه سلوك العناد. 10- امتدحى استجابته، فعندما يستجيب الطفل لما تطلبيه منه، فمن المهم أن تمتدحى هذه الاستجابة وتشكريه عليها، فهذا يدفعه ويشجعه على الاستجابة. 11- تحلى بالهدوء فى التعامل مع عناده؛ لأن مقابلة العناد بعناد مثله أو بالصراخ يأتى بنتيجة عكسية، ويساعدك على ضبط انفعالك والتعامل معه بطريقة هادئة: - الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم. - الإكثار من ذكر الله تعالى. - أخذ نفس عميق عدة مرات.. والعد تنازليا من 1 إلى 10. - تغير الوضع الذى أنت عليه، من الوقوف إلى الجلوس، ومن الجلوس إلى الاتكاء، أو بالخروج من المكان. - المسارعة إلى الوضوء. أسأل الله تعالى أن يسعدك بصلاح أبنائك ونجاحهم فى الدنيا والآخرة.