سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رئيس مكافحة التهرب الجمركى: الترامادول والمنشطات الجنسية أهم قوائم السلع المهربة سبائك الذهب.. الكيماويات.. ولعب الأطفال والخردوات خط أحمر ممنوع الإفراج عنها
السلع المهربة إلى مصر سواء أكانت أصلية أو مقلدة تخلق تشوهات فى الأسواق نتيجة عدم تحقيق المنافسة العادلة، وإلى جانب تكبد الخزانة العامة للدولة خسائر نتيجة التهرب الجمركى إلا أن الخسارة الأكبر هى تضليل المستهلك ودخول الأسواق سلع قد تكون محظورة وخطيرة وممنوع دخولها البلاد كما هو وارد فى ضبط ملايين الأقراص من الترامادول أو المنشطات الجنسية المهربة التى تضر بصحة المواطن والألعاب النارية وغيرها.
حول تزايد وتيرة التهريب والقضايا التى يتم ضبطها ودور مصلحة الجمارك فى الحد منها كان حوار «الشروق» مع سعيد ناصر مدير الإدارة المركزية لمكافحة التهرب الجمركى، وإلى نص الحوار..
• كيف تواجهون مشكلة التهريب عبر المنافذ الجمركية وهل شهدت انتعاشا بعد الثورة وهل هناك إحصاء لعدد القضايا والمخالفات التى تم ضبطها على مدى العام وحتى الآن؟
لدينا إدارة عامة للاستخبارات تابعة للإدارة المركزية لمكافحة التهريب تعمل يوميا على جميع المواقع الجمركية من موانى ومطارات وغيرها توضح لنا خريطة معلوماتية عن كل مايدخل البلاد من حاويات ومن خلال هذه الخريطة نتحرك لضبط المخالفات، وللأسف ظاهرة التهرب الجمركى زادت بعد الثورة نتيجة الغيا بالأمنى حتى إن آخر إحصائيات الإدارة كشفت عن زيادة فى عدد القضايا والمخالفات التى تم ضبطها العام الحالى مقارنة بالعام الماضى فخلال الفترة من يناير حتى شهر سبتمبر 2012 قدر عدد القضايا ب867 قضية بإجمالى مستحقات جمركية 644 مليون جنيه مقارنة ب502 قضية مستحق عنها 443 مليون جنيه فى نفس الفترة من 2011 من سلع مرفوضة وأخرى تحت التحفظ.
• ما أكثر السلع التى يتم تهريبها وهل يتم ذلك عبر الموانى أم المنافذ الحدودية؟
يحتل عقار الترامادول والأدوية الجنسية المحظورة يحتلان المرتبة الأولى فى السلع المهربة تليها السجائر الواردة من دول شرق آسيا وتستهدف إغراق السوق المصرية باعتباره سوقا رائجة بأنواع من السجائر المغشوشة والمقلدة والمصنعة من مواد رديئة وآخر القضايا التى تم ضبطها الأسبوع الماضى كان وصول 10 حاويات قادمة من ميناء سنغافورة إلى ميناء الدخلية تجتوى على 82 مليون سيجارة مخبأة فى حاويات رغم أن المستندات المصاحبة للشحنة تفيد بأن الحاويات بها ماكينات خياطة وقد تم التحفظ على الرسالة، وسيتم إحالة الأمر للنيابة لاتخاذ القرار بشأنها كذلك تم ضبط 25 مليون قرص ترامادول المخدر بميناء العين السخنة فى شحنة زجاجات فارغة قادمة من الهند بعد أن تلقينا معلومات بذلك، وأحيل الأمر للنيابة بعد عرضه على وزارة الصحة
وتعد الموانى البحرية أكثر المنافذ التى يتم التهريب من خلالها خاصة ميناء قبرص الذى يعد مصدرا رئيسيا لتهريب السجائر نظرا لتسهيل تفريغ البضائع فيه من السفن العملاقة للسفن الصغيرة، حيث يتم التهريب أحيانا خارج المياه الإقليمية.
• السلع الغذائية الفاسدة ومنتهية الصلاحية تمثل خطورة على صحة المستهلكين وتم الكشف عن كثير من شحنات المواد الغذائية التى دخلت مصر وثبت أنها لا تصلح للاستهلاك الآدمى ما دوركم فى منع تسرب مثل هذه ا لسلع إلى الأسواق؟
الحقيقة ان المواد الغذائية لا تأتى عن طريق التهريب، لكن تشحن بمستندات حقيقية ومخالفتها غالبا تكون فى حقيقة الأسعار المدونة بالرسالة عند مقارنتها بقوائم الأسعار، لكن هيئة الرقابة على الصادرات والواردات هى التى تفصل فى صلاحية السلع الغذائية من عدمها بعد عرض الأمر عليها ويتم التحفظ عليها لحين ورود نتائج التحليلات المعملية، وقد يتم الإفراج عنها تحت الحظر يشرط عدم التصرف فيها إلا بعد ورود النتائج النهائية لتحقيق هدفين، أولهما تقليل تكلفة تخزينها بالموانى، وثانيها المحافظة على سلامة السلعة بإجبار صاحبها على تخزينها فى ثلاجات تبريد مناسبة مع التعهد بتقديم بيانات واضحة للمصلحة عن تاريخ التخزين وأماكنه وإذا تم رفض الرسالة بعد ذلك يتم إعادة تصديرها أو إعدامها على نفقة المستورد.
• ما البضائع المحظور استيرادها نهائيا وهل تمثل نسبة عالية من الرسائل التى ترد إلى الجمارك؟
هناك بضائع يفرج عنها عن طريق الخط الأخضر وفقا لنظم التيسيرات الجمركية، وهناك رسائل أخرى لا يفرج عنها والتى تمثل خطرا كبيرا وتخضع للخط الأحمر ومنها الحاويات التى تحتوى على سبائك ذهبية أو مواد كيماوية، وقد وصلت رسالة مفترض أنها تحتوى على عبوات طلاء، لكن بالفحص اكتشفنا أنها نترات أمونيوم، وحررت قضية بشأنها أيضا يحظر دخول الخردوات ولعب الأطفال التى قد تمثل خطرا عند ملامستها لما بها من دوائر كهربائية، كما يحظر الإفراج عن الألعاب النارية التى تشكل خطورة على حياة الأفراد، وهذه السلع لا تمثل نسبة كبيرة من حجم المضبوطات.
• تجارة الترانزيت تعد بابا واسعا للتهريب حيث لا توجد سيطرة عليها من قبل الجمارك وعن طريقها تدخل الأسواق سلعا مقلدة ورديئة ما الذى ترونه لمكافحة التهريب عبر تلك الوسيلة وهل هناك إمكانية لتشديد الرقابة على عمليات الإفراج الجمركى للرسائل الواردة بنظام الترانزيت والمتجهة لدول الجوار لسد ثغرات نظام الشحن البرى لرسائل الترانزيت، التى تستغل فى تهريب السجائر ومنتجات التبغ والخمور والتليفونات المحمولة والأقمشة والملابس الجاهزة وأدوات التجميل؟
تجارة الترانزيت نوعان، مباشر وغير مباشر، غير المباشر يأتى على سبيل المثال من ميناء السخنة للسويس أو أى منطقة حرة داخل مصر، وهذا يخضع للرقابة بينما الترانزيت المباشر الذى يشمل بضاعة ترد من بلد وتذهب إلى آخر عبر الموانى المصرية ولكن تغل يد الجمارك بشأنها إلا إذا توافرت معلومات تؤكد ارتكاب مخالفات كاحتواء الشحنة على مخدرات فيمكن تفتيش الحاوية وضبط المخالفة وقد وضعت مصلحة الجمارك عدة شروط لمحاصرة التهريب عبر تجارة الترانزيت منها إلا يتم تفريغ الشحنة على الرصيف، ويتم شحن البضائع على متن مراكب ذات خطوط عالمية لا تقل حمولتها عن 200 طن.
• عقوبات التهريب غير رادعة هل تقدمت المصلحة بمشروع باءجراء تعديلات على القانون تحد من ظاهرة التهريب؟
بالفعل العقوبة هزيلة لا تزيد على السجن عامين رغم تأثيرها الضار على الاقتصاد القومى، ولقد طلبنا تعديل المادة 30 من قانون الجمارك لسنة 66 بتغليظ العقوبة على من لم يقدم مستندات للبضاعة المستوردة بسداد مثل قيمة الرسالة من جمارك وضريبة أيهما أكبر بدلا من تغريم المخالف 25% فقط من قيمتها كما هو فى القانون الحالى كما طلبنا أيضا أن تطلق يد الجمارك فى منع دخول السلع المقلدة علامتها التجارية بدلا من أن يطلب المتضرر ذلك لأنه وفقا للقانون لا يحق لسلطة الجمارك منع دخول هذه المنتجات، إلا أنه يمكن أن تتولى الجمارك إخطار وكيل هذه العلامة التجارية فى مصر عن وجود رسائل مقلدة وهو الوحيد المنوط به اتخاذ إجراءات من شأنها منع دخول هذه الرسائل، لكن فى حالة عدم استجابته تدخل هذه المنتجات للسوق المحلية.