مسلسل تهريب السلع المغشوشة والمقلدة الى مصر لا يتوقف وآخرها ما تنفرد بنشره «الشروق» وهو وصول 10 حاويات من سنغافورة الى ميناء الدخيلة بالاسكندرية تحتوى ثمانى حاويات منها على 82 مليون سيجارة مهربة مكتوب عليها كليوباترا وصنع بالشركة الشرقية للدخان وكانت ادارة الجمارك قد تلقت معلومات من جهات معاونة تفيد بوصول حاويات تشمل ماكينات خياطة مستخدمة بكل حاوية ماكينتان وبالكشف عليها يوم الأربعاء الماضى تم التأكد من المعلومة وأظهر الفحص وجود حاويتين بهما ماكينتان للخياطة والثمانية بها عدد 8176 كرتونة سجائر كل كرتونة تحتوى على 50 قاروصة تحمل العلامة المصرية وكتب عليها صنع فى مصر ليتم التحفظ عليها.
تحفظنا على الشحنة
قمنا بالكشف بالأشعة على الحاويات القادمة من سنغافورة وثبت بالفعل صحة المعلومات التى وردت الينا عن كميات السجائر المهربة بحسب سعيد نصر مدير ادارة مكافحة التهريب بمصلحة الجمارك وقال ما زلنا بانتظار ان يتقدم مستورد الشحنة لاتخاذ الاجراء المناسب بعد ان تم التحفظ على الشحنة ويضيف نصر أن ظاهرة التهريب مستمرة والمصلحة تتصدى لها بكافة الوسائل مشيرا إلى ان السجائر تأتى فى المرحلة الثانية من السلع المهربة التى يتم ضبطها بعد المنشطات الجنسبة والمواد المخدرة مثل اقراص الترامادول.
كانت دراسة حديثة قد أكدت ان ظاهرة تهريب السجائر مستمرة وتؤثر بالسلب على السوق المحلية وأنها احتلت نسبة 20% من حجم سوق السجائر المصرى خلال الربع الأول من عام 2012 بزيادة ملحوظه عن عام 2011 وتسجل خسارة سنوية قدرها وزير المالية ب4 مليار جنيه نتيجة عدم حصول الدولة على الضرائب والجمارك من هذه التجارة غير المشروعة.
الترانزيت السبب
الشركة الشرقية للدخان اكبر محتكر لسوق السجائر فى مصر تعانى من ظاهرة تهريب السجائر خاصة من مثل تلك الشحنة الأخيرة التى تحمل علامتها التجارية وتضلل المستهلكين بحسب فرج مراد رئيس قطاع التصدير بالشركة موضحا ان السوق المصرية أصبح مرتعا خصبا لترويج أنواع عديدة من السجائر مجهولة المصدر والمقلدة والتى ترد من سنغافورة وبنجلاديش، وفيتنام وكمبوديا وغيرهما وتصل ل70 صنفا مقلدة لأصناف واسعة الانتشار فى مصر. وتصنع هذه السجائر من أنواع تبغ شديدة الرداءة ويضاف إليها مواد مخدرة بنسب محددة مما يجعلها بالغة الخطورة على الصحة العامة وهو ما أكدته نتائج فحص عينات من هذه السجائر أجريت بمعرفة المركز القومى للبحوث بناء على طلب من الشركة الشرقية للدخان. اكتشف بها 24 عنصرا تعرفوا على 11 منها والباقى مجهول يسبب امراضا سرطانية.
ويشير مراد الى الخسائر التى تتعرض لها الشركة والخزانة العامة للدولة معا نتيجة بيع هذه الأنواع بالسوق المحلية وبسعر يقترب من سعر الشركة الوطنية لتصب الأرباح فى جيب مافيا التهريب ويضيف أن الشركة تبيع علبة سجائر كليوباترا للمستهلك ب6،5 جنيه تحقق ربحا منها 175 قرشا ويذهب الباقى لوزارة المالية وهو20 مليار جنيه سنويا قيمة ضريبة المبيعات وأرجع فودة تفاقم الظاهرة الى زيادة اسعار السجائر وفرض مزيد من الضرائب على السلعة الأكثر استهلاكا فضلا عن عدم إخضاع تجارة الترانزيت التى تمثل مصدرا رئيسيا للتهريب لقانون الجمارك واشار الى ان الشركة ارسلت مذكرة للجنة الدائمة بمنظمة التجارة العالمية كى تساعدها فى حماية العلامة التجارية الوطنية من السطو إلا أنها عجزت عن ذلك بسبب خلو القانون من نص يحمى السوق من تجارة الترانزيت.
لقد تأثرت مبيعاتنا بشكل كبير وانخفضت بنسبة 40% خلال العام المالى 2011/2012 بسبب التهريب يقول مراد.
استنفار الموانئ
منذ عام 2008 هناك حالة من الاستنفار من جمارك الميناء لا يمر كونتير دون تفتشيه يؤكد ذلك فؤاد سيد احمد الخباصلى مدير الادارة المركزية بجمارك الدخيلة مشيرا الى ان معدلات التهريب عبر الموانئ البحرية اقل من منافذ الحدود نتيجة احكام السيطرة عليها والاستعانة بالأجهزة الحديثة فى الكشف عن السلع المهربة كما فى جهاز الجاسوس «الذى يفحص ما بداخل الحاوية دون الحاجة الى فتحها والذى امدتنا به القوات المسلحة والذى حد كثيرا من ظاهرة تهريب الأرز»، ويشير الى ان الألعاب النارية والترامادول والمنشطات والسجائر من اكثر السلع التى يتم تهريبها عبر الموانئ وقال ان شحنة السجائر الى وردت لميناء الدخيلة من سنغافورة تحت التحفظ وبانتظار اذن النيابة للتعامل معها ويشير الى ان مسئولى الجمارك لا يكتفون بما هو مدون فى المانفستو المصاحب للرسالة «مستندات الشحن» ولكن يتم التأكد من صحة هذه البيانات مشيرا الى ان بعض الرسائل كان مكتوبا عليها امتعة دبلوماسية لكن اتضح أنها تحتوى على أقراص الترامادول المخدرة.
يقدر ايهاب يوسف رئيس شركة ريسك فرى للاستشارات وادارة المخاطر قيمة مبيعات السجائر التى تم ضبطها فى حال بيعها بالسوق المصرية بنحو 26،570 مليون جنيه بالإضافة الى 940 مليون جنيه قيمة الضريبة المحصلة عنها والتى كانت سوف تضيع على الدولة وقال ان السوق المصرية مستهدفة لتهريب السجائر نظرا للاستهلاك الكبير من السجائر فضلا عن صعوبة تفرقة المستهلك بين السيجارة الأصلية والمقلدة واشار الى مشكلة التكلفة المرتفعة لاعدام السجائر المهربة التى قد تتحملها الشرقية للدخان حماية للمستهلك وللمنتج الأصلى للشركة.