دفعت أزمة ارتفاع أسعار اللحوم العديد من المواطنين للبحث عن البديل الذى طرحته بعض الجمعيات الخيرية فيما يعرف ب«صك الأضحية»، الذى من خلاله يوكل الشخص الجمعية الذبح نيابة عنه بأسعار أقل عن سعر الأضحية فى السوق، ولتتولى الجمعية أيضا توزيع اللحوم على المحتاجين. «80% من المضحين يتركزون فى القاهرة والإسكندرية ومحافظات الوجه البحرى، بينما يتركز 80% من المحتاجين فى مصر فى محافظات وجه قبلى»، وفقا لمصطفى زمزم، المستشار الإعلامى لجمعية الأورمان الخيرية، مشيرا إلى أن صكوك الأضحية التى تصدرها الجمعيات الخيرية تهدف إلى جمع الأموال لشراء الأضاحى، على أن تنوب الجمعية فى الذبح عن المتبرع وتوزيع لحوم الأضحية.
وبحسب زمزم، ارتفع عدد المتبرعين لصكوك الأضحية خلال العام الحالى، بنسبة 100%، مقارنة بالعام الماضى، لرغبتهم فى التخلص من عناء الذبح والتوزيع على الفقراء، وتوصيل لحوم أضاحيهم للمستحقين.
وتوجد صكوك الأضحية لدى العديد من الجمعيات الخيرية، منها على سبيل المثال جمعية الأورمان وبنك الطعام المصرى، وتبلغ قيمة صك الأضحية فى الأورمان نحو 890 جنيها للمستورد، و1190 و1390 جنيها للبلدى، بينما تبلغ قيمة صك الأضحية فى بنك الطعام 700 جنيه للأضحية المستوردة، و1100 جنيه للأضحية البلدى.
وتقوم الجمعية بتوزيع نحو 100 طن من اللحوم فى أيام العيد بأموال صكوك الأضحية البلدى، وفقا لزمزم، مضيفا أن الجمعية تقوم بشراء عجول من البرازيل من أموال صكوك الأضحية المستوردة، «حيث تشترى نحو 400 طن من اللحوم البرازيلية، ويتم ذبحها خلال أيام العيد، على أن يتم توزيعها على مدى العام بأكمله على المحتاجين».
وقد أجازت دار الإفتاء المصرية شراء صكوك الأضحية بدلا من قيام الفرد بالتضحية، كما أجازت تقسيط ثمن صكوك الأضحية دون فوائد أو زيادة فى الأسعار، حيث إن قيام المضحى بشراء صك الأضحية بالتقسيط هو عبارة عن عقد شراء للأضحية، وعقد توكيل بالذبح، ولا مانع من أن يكون هذا الشراء مقسطا.
«تستهدف الجمعية من خلال صكوك الأضحية جمع نحو 20 مليون جنيه سنويا»، وفقا لزمزم، مشيرا إلى أن الجمعية قد رفعت عدد الأفراد المستفيدين من خلال صكوك الأضحية إلى نحو 2.5 مليون مستفيد هذا العام.
وبحسب مصدر فى بنك الطعام المصرى، طلب عدم نشر اسمه، فإن توزيع لحوم الأضحية على الحالات المستحقة تكون مسجلة لدى الجمعيات طبقا للبحوث التى تجريها طوال العام لتحديد المستفيدين وإدراج أسمائهم على قاعدة البيانات الخاصة بالجمعيات، مشيرا إلى أن الذبح يتم فى المحافظات المختلفة وليس فى القاهرة والإسكندرية فقط لضمان وصوله للمحتاج فى كل مكان، بالتنسيق بين معظم الجمعيات والمؤسسات الخيرية لعدم تسجيل أسماء المستحقين فى أكثر من جمعية.
ويوضح مستشار جمعية الأورمان أن الجمعيات تقوم بإرسال سيارات للمتبرعين لمشاهدة عمليات الذبح، «وفى حالة اشتراك المتبرع فى صكوك الأضحية المستوردة، تقوم الجمعية ببث عمليات الذبح مباشرة من البرازيل على الموقع الخاص بالجمعية»، وفقا لزمزم.
حسن سعيد، أحد مشترى صكوك الأضحية، يقول إن «جشع التجار وارتفاع الأسعار ساهم فى عدم استطاعة راغبى التضحية شراء الأضحية، وهو ما دفعه إلى شراء صك الأضحية، فسعر الكيلو القائم يتراوح ما بين 34 و40 جنيها، مما يعنى أنه يحتاج ما لا يقل عن 2500 جنيه لشراء خروف 50 كيلو أما الصك فهو أقل قيمة من شراء الأضحية، ويأخذ به ثواب الأضحية كاملا طبقا لفتوى الأزهر الشريف».
ويتفق معه كمال يوسف، أحد مشترى الصكوك، معتبرا أن الصك يوفر أيضا عناء الذبح، إضافة إلى أنه يمكن من خلاله مساعدة المحتاجين الحقيقيين وليس معتادى التسول والذين يذهبون لكل من يذبح ليحصلوا على اللحوم.