اتهم أهالى قرية صنصفط مركز منوف، بمحافظة المنوفية التى شهدت أزمة التسمم الأخيرة بسبب تلوث مياه الشرب الحكومة، بالفبركة والكذب والتضليل، بعدما أرجع وزير الصحة الدكتور محمد مصطفى حامد سبب تسمم المئات بالقرية إلى قيامهم بتوصيل الطلمبات الحبشية بشبكة المياه الرئيسية، وإدانة الأهالى والمحطة الأهلية بجانب الحكومية فى الكارثة.
وعمت حالة من الغضب الشديد أرجاء البلدة أمس، مهددين بالدخول فى اعتصام مفتوح لحين اعلان الحقيقة، كما تجمر الأهالى أمام الوحدة الصحية عقب قرار الأطباء بمغادرة المصابين للوحدة، وصدور تقارير تفيد بأن ما أصاب أهالى القرية من قىء وإسهال وارتفاع فى درجات الحرارة لم يكن نتيجة تسمم وإنما نزلة معوية.
وكشف الاهالى عن مفاجأة، مدوية، بأنه لا وجود لطلبمات حبشية داخل الكتلة السكنية أو منازل القرية، وربطها على شبكة المياه الحكومية، مؤكدين «أن هذا الكلام الذى جاء فى المؤتمر الصحفى للوزير عار تماما من الصحة».
وقال محمد الطحان من أهالى القرية «اللجنة التى جاءت إلينا ظنت أن حنفيات الحريق المنتشرة فى شوارع القرية هى الطلمبات الحبشية»، بينما أكد عبدالفتاح يحيى الشاعر، من أهالى القرية، أن حالة استياء الشديدة تسود القرية بعد إعلان النتائج التى تؤكد تلوث محطة مياه الحاج رأفت قائلا: «من سنتين وإحنا بنشرب من محطة الحاج رأفت وما حصلش لحد حاجة».
وعقب، مواطن آخر، وهو طه رجب فليفل، عن دهشته من تأكيد وزير الصحة بقيام أهالى القرية بتوصيل الطلمبات الحبشية على مواسير الشبكة الرئيسية للمحطة الحكومية وقال: «ما ينفعش طلمبة أرضية تتوصل بشبكة مياه رئيسية وتعالوا اثبتوا صحة تقاريركم، وبعدين هى فين الطلمبات الحبشية أصلا..ده كلها موجودة فى الحقول الزراعية خارج الكتلة السكنية».
وقال عادل أبو قورة إننا اعترضنا على تقارير مستشفى حميات منوف التى ذكرت أن الحالات مصابة بنزلة معوية حادة ونظرا لاعتراضنا الشديد على إدارة المستشفى تم تغيير التقارير ليكتب فيها أن الحالات مصابة باشتباه تسمم.
وطالب المواطن حسام فليفل بضرورة فتح محطة مياه الحاج رأفت الطحان، لأنها المصدر الوحيد للمياه النظيفة الصالحة للشرب بالقرية، وقال : «كلنا نشرب منها منذ عامين ولم يحدث شىء»، وأضاف «يعنى القرية كلها جت لها نزلة معوية مرة واحدة.. هما عايزين يخبوا ايه بالظبط».
وتابع فليفل بعصبية، «كل يوم عايزين يخدوا عينات جديدة، لما هى مية الحكومة كويسة غيروا موظفين المحطة ليه، وبيجيبوا عربيات للقرية ليه، ما يسيبونا عشان نبقى مجبرين نشرب تانى من مية الحنفية ونجرب».
وبالرغم من عمل المحطة التابعة للشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى لليوم الثالث على التوالى إلا أن سيارات المياه التابعة للشركة ذاتها مازالت تجوب القرية لتوزيع المياه، وقال إبراهيم الطحان شقيق الحاج رأفت مالك المحطة الأهلية «يعنى المحطة الحكومية شغالة والمحطة الخيرية مقفولة.. وجايين تانى ياخدوا عينات جديدة ومفيش نتائج للعينات القديمة، محدش فاهم حاجة.. ومحدش بيقول لنا الحقيقة».
وردا على تقرير وزارة الصحة الذى أدان المحطة الأهلية، وأكد أن مياهها مخلوط بالصرف الصحى، قال الطحان أحد ملاك المحطة إن الأهالى يشربون من هذه المياه منذ إنشاء المحطة قبل سنتين ولم يتعرضوا لأى أذى كما أن تقارير مديرية الصحة بالمنوفية قبل الأزمة لم تجد أى أثر لمياه الصرف الصحى، كما أن الأهم أن المحطة كانت مغلقة طوال أيام العيد ومازالت مغلقة، وبالتالى فإن مياه المحطة ليست السبب فى تسمم الأهالى لأنها لم تستخدم خلال فترة العيد.
ولفت الطحان مجددا إلى أن العينات التى أخذتها وزارة الصحة من المحطة الحكومية أخذتها بعد التطهير والتنظيف ورغم ذلك وجدت كوارث فى تحليلها، بينما العينات التى أخذت من المحطة الأهلية أخذت بعد أسبوع من إغلاقها.
وأشار وليد الجمل، أننا لا نثق فى المياه التى توفرها الشركة القابضة من خلال الفناطيس ونطالب بفتح محطة المياه الأهلية مرة أخرى.
وأكد المستشار أشرف هلال محافظ المنوفية أنه سيتم توفير مصدر مياه آخر خلال 30 يوما لأهالى القرية والانتهاء من محطة المياه الجديدة الجارى إنشاؤها فى أسرع وقت.
وقال المحافظ لا تهاون مع المقصرين عن وقوع أزمة التسمم بالقرية وتشكيل لجنة على أعلى مستوى لمتابعة جميع محطات المياه والتأكد من غسيل الشبكات طبقا للمواصفات المقررة فضلا عن تكثيف الحملات المشتركة بين التموين والصحة وشركة المياه للمرور المكثف على محطات المياه الخاصة للتأكد من ترخيصها وأخذ عينات منها للتأكد من صلاحية مياه الشرب بها.
وقالت الدكتورة هناء سرور وكيل مديرية الشئون الصحية بالمنوفية إن أزمة تسمم الأهالى بالقرية انحسرت تماما ولم تستقبل الوحدة الصحية بالقرية أو مستشفى حميات منوف أية حالات إصابات جديدة خلال أمس وأشارت إلى أن عدد المصابين المحجوزين بمستشفى حميات منوف توقف عند 34 حالة و4 حالات بمستشفى منوف العام فيما خرجت جميع الحالات التى تم حجزها بمستشفى حميات شبين الكوم مؤكدة أن الحالات المحجوزة بمنوف العام وحميات منوف جميعها مستقرة ومن المقرر خروجها خلال الساعات القليلة القادمة وكشفت أنه رغم انحسار الأزمة إلا أن المديرية ما زالت ترفع حالة الاستعداد القصوى داخل القرية بوجود 4 عيادات متنقلة و4 سيارات إسعاف وتوفير جميع المستلزمات الطبية للتعامل السريع مع أية حالات جديدة من خلال فريق طبى متكامل.