أعلنت السلطات الأوغندية أن عدوى فيروس الإيبولا الضارى قد تفشت فى مقاطعة كيبالى Kibaale Discrit فى الجزء الغربى من البلاد. الأمر الذى أدى إلى وفاة ستة وعشرين شخصا منهم تسعة من عائلة واحدة. ويظل أكثر من مائتى شخص مشتبها فى إصابتهم بعدوى الإيبولا تحت الملاحظة فى العزل الصحى لرصد تطور الأمر لديهم خشية أن تتفشى العدوى فى المناطق المجاورة. تعد حمى الإيبولا النزفية من أكثر الأمراض التى عرفها الإنسان قسوة، إذ إنها تتسبب غالبا فى وفاة من يصاب بها بعد أن ينهكه النزف.
عدوى فيروس الإيبولا تعود تسميتها إلى أحد أنهار الكونغو «زائير سابقا» حينما تم الكشف عن طبيعة الفيروس المسبب لها عام 1976. يتفرع الفيروس إلى خمسة أنواع فيروسية منفصلة تسمى وفقا لمناطق انتشارها: إيبولا زائير، إيبولا سودان، إيبولا ساحل العاج، إيبولا باندبيجو، التى تصيب الإنسان بينما الخامس ويطلق عليه إيبولا ريستون فيصيب الحيوانات الثديية مثل الشمبانزى، الغوريلا، النسانيس، والظباء، والخفافيش.
لا يزال إلى الآن فيروس الإيبولا جغرافيا فيروس أفريقى تم رصده فى السودان، الكونغو، ساحل العاج، الجابون، وأوغندا لم ينتشر إلى الغرب أو الشرق. إجراء التجارب على الشمبانزى والنسانيس فى الولاياتالمتحدة وإيطاليا أصاب العديد من العاملين بحقل التجارب العلمية فيها لكنه لم يسفر عن حمى الإيبولا النزفية المعروفة وكان النوع الذى تم عزله من دمائهم هو النوع الخامس الذى يصيب الثدييات من الحيوانات.
ينتشر فيروس الإيبولا بملامسة دم المصاب أو أى من أنسجته المصابة بالعدوى لذا فمن المألوف أن ينتشر المرض بين أفراد العائلة بسهولة. كذلك ينتشر بسرعة بين أصحاب المهن الطبية الذين يعالجون المرضى دون اتخاذ الاحتياطات اللازمة مثل ارتداء القفازات الطبيعية أو الأقنعة الطبية الواقية إلى جانب سهولة انتشار الفيروس من خلال استعمال الأدوية الطبية مثل المشارط وإبر الحقن.
إذا انتقل الفيروس من مصاب لسليم ظل كامنا فترة حضانة تتراوح بين 2 12 يوما لتظهر فجأة الأعراض بلا مقدمات: حرارة مرتفعة، صداع ثقيل، آلام قاسية فى العضلات والمفاصل مع احتقان شديد فى الزور، يعقب تلك الأعراض إسهال شرطى وآلام فى المعدة يزيدها تعقيدا القئ المستمر. تتعقد الأمور فى حالات كثيرة ببدء النزيف الداخلى والخارجى أيضا «من الجلد». تنهار أجهزة الجسم الدفاعية أمام ذلك الهجوم الصاعق فيلقى الإنسان حتفه ليصبح مصدرا مفتوحا للعدوى يجب التخلص منه على الفور.
إلى جانب الأعراض يتم تشخيص المرض اعتمادا على تحليلات مناعية خاصة أيضا على عزل الفيروس من الدم متى كان ذلك ممكنا.
لكن العلاج يبقى دائما عند حدود دعم أجهزة الجسم المناعية ومحاولة موازنة السوائل فى جسم الإنسان حتى لا ينهار تحت وطأة العدوى والجفاف فى آن واحد. حتى الآن ليس هناك علاج معروف يلجأ إليه الأطباء.
الوقاية من عدوى حمى الإيبولا النزفية تبدأ باتخاذ كل الإجراءات التى تمنع انتقالها بملامسة المريض. عزل المريض وارتداء الأقنعة الواقعية والقفازات الطبية والملابس الملائمة التى يتم خلعها بعد الاقتراب من المريض مباشرة قد تفيد فى محاصرة الفيروس فى محاولة لمنع انتشاره فى صورة وباء.
تلك هى المرة الرابعة التى ينتشر فيها الوباء فى أوغندا. كانت المرة الأخيرة عام 2000 التى حصد فيها الإيبولا حياة مائتين وأربعة وعشرين شخصا. التى كانت تجربة سينمائية مؤثرة لفيلم أمريكى يحمل ملامح الفيروس لعب فيه داستين هوفمان أحد الأدوار التى سيظل العالم يذكرها طويلا له حيث لعب دور طبيب يقاوم انتشار فيروس ضار يحصد الأرواح.