رغم التوتر والقلق، وضغط الوقت والأعصاب، والتركيز الشديد لمراجعة منهج الثانوية العامة، لم ينس طلاب المرحلة الأولى، بمدرسة الجمهورية الخاصة بالزيتون، صديقهم الشهيد محمد خالد، الذى استشهد فى مباراة الموت، أو مذبحة بورسعيد، مطلع فبراير الماضى، وتبادلوا فيما بينهم على مواقع التفاعل الاجتماعى، رسالة بعنوان «طلاب الثانوية العامة.. مش ناسيين القضية». الرسالة بدأت ب«أحب أفكر الناس إن فيه شاب فى ثانوية عامة، كان كل أحلامه إنه يحرر بلده، إن الثورة تنجح، إنه يعيش فى حرية وعدالة اجتماعية وكرامة إنسانية، إنه يشوف الرياضة فى بلده بشكل مختلف وبتشجيع مختلف، إنه يكون طيار.. الشاب ده كان اسمه محمد خالد، بكره كان بالنسبة له يوم بداية تحقيق أحلامه بعد اجتهاد سنة، بس للأسف اتقتل عشان الحلم ممنوع تحت حكم العسكر زى ما كل حاجة شريفة ومتحضرة ومفيدة ممنوعة، الشاب ده مات وبكرة هيكون فى مكان أحسن بكتير من لجنه الامتحان لأنه تخطى الامتحان الأكبر فى الدنيا، محمد خالد مات شهيد وفى قلبى عايش أكيد، وأكيد إننا نمتحن ونحلم بهندسة وطب مش هيشغلنا أبدا عن حق أخونا، حتى لا ننسى، محمد خالد 1995:2012 مات شهيد بأيادى البلطجية، طلاب الثانوية.. مش ناسيين القضية».
أصدقاء محمد خالد، دافعوا عنه، أمس الأول، فى أول أيام امتحانات الصف الثانى الثانوى، عندما حاول المراقب فى اللجنة التهكم منه، باعتباره «مش شهيد ومات علشان بيشجع كورة»، مما أثار غضب الطلاب فى اللجنة، ودارت مناقشات حادة بينهم وبين المراقب، الذى اعتذر لهم بعد ما شاهده من غضب وغيرة على «أخوهم الشهيد».
ومن بين كلمات أصدقائه على صفحته الخاصة على موقع «فيس بوك»، ليلة الامتحان «مش عارف إزاى هقدر أدخل الامتحانات من غيرك يا حمو»، و«أخويا مات شهيد، من الغدر فى بورسعيد، ويوم ما أفرط فى حقه.. هكون ميت أكيد»، و«سامح محمد خالد بيقول لكم: ربنا يوفق الجميع».
محمد هو الابن الأكبر فى أسرته، كان طالب فى الصف الثانى الثانوى، شعبة علمى، لم يكن قد بدأ حياته حين اغتالتها سياسات التسيب والإهمال والفوضى الأمنية، التى لا تبالى بعمر شباب الأمة وأحلامهم، كان قد ذهب لحضور مباراة الأهلى والمصرى مع عدد من أصدقائه يوم 1 فبراير الحالى، وغابت أخباره تماما. بحث عنه أهله وأصدقاؤه على مدى أربعة أيام وثلاث ليال فى جميع مستشفيات ومشارح وأقسام ومراكز الإسعاف فى محافظات القاهرة وبورسعيد والإسماعيلية والسويس، فضلا عن سجون الأحداث والشرطة العسكرية، وكانت تلك هى المرة الأولى له التى سمح له فيها والده أن يذهب لحضور مباراة
كان ما بين آخر ما كتبه الشهيد على صفحته الخاصة على موقع «فيس بوك»: «مش مصدق نفسى إنى رايح الماتش، ادعوا لى بس أرجع بالسلامة».