ارتبطت المطربة الراحلة وردة بالعديد من العلاقات الفنية مع مجموعة كبيرة من نجوم الموسيقى والغناء ومن الشعراء. مثل الراحل بليغ حمدى وعبدالوهاب ورياض السنباطى ومحمد الموجى وغيرهم ولكن هناك علاقة فنية مع مطرب وملحن وأستاذ بأكاديمية الفنون تبدو غريبة إلى الجميع لأنه من جيل آخر. ولأنه أيضا هوجم كثيرا عندما احترف الغناء وأحدث بهذا الاحتراف زوبعة كبيرة فى عالم الغناء لأن البعض اعتبر ما يقدمه من غناء فنا غير راقٍ. وأتصور أن الجميع سوف يندهش عندما يعلم أن مطرب لولاكى على حميدة عمل لمدة عام كأستاذ للعود للمطربة الكبيرة. كيف جاءت الحكاية؟
وقتها كان على حميدة خريجا جديدا من معهد الموسيقى العربية. وكانت تربطه علاقة صداقة بالمطرب محمد الحلو الذى كان فى ذلك الوقت قريب من المطربة الراحلة وكانت مهتمة بصوته وقدمته لأول مرة فى حفلها ببورسعيد. وطلبت منه أن يبحث لها عن مدرس للعود. وبالفعل وقع اختياره على هذا الشاب الذى كان متفوقا فى دراسته وهذا أهله ليكون معيدا بالمعهد.
تحدث الحلو إلى على حميدة وطلب منه تدريس العود لوردة فما كان من على إلا أن امتلكه الخوف كيف يدرس لهذه القامة الكبيرة كيف يقف أمامها ويملى عليها تعليمات. نفض حميدة الخوف بعد مجموعة من نصائح الحلو وذهبا معا فى نفس اليوم إلى منزلها بميدان سفنكس حيث كانت تسكن فى ذلك الوقت. تقدم الحلو نحو وردة طالبا منها استقبال المدرس الجديد. وبالفعل خرجت وعندما شاهدته «شهقت» ووجهت كلامها للحلو انت جايب مدرس ولا تلميذ على اعتبار أنه كان صغير السن. وذكرتهم بمشهد عبدالحليم حافظ فى فيلم «شارع الحب» مع صباح. وضحك الجميع وتحمست لعلى حميدة على اعتبار أنه شاب فى بداية المشوار وهو متفوق فى دراسته. عن تلك الفترة تحدث المطرب على حميدة. قال للأسف الشديد إننى أتذكر هذه الأيام الجميلة فى أيام بكينا فيها جميعا بسبب رحيلها المفاجئ. بالفعل رشحنى الحلو للعمل كأستاذ للعود للست وردة عام 1979 تقريبا وكنت خريجا جديدا. فى البداية كنت خائفا جدا وبعد أول حصة زال هذا الخوف إلى الأبد. لأنها كانت إنسانة رقيقة المشاعر لا تتعالى على أحد فهى كانت النجمة الكبيرة وأنا مجرد معيد فى المعهد أبدأ طريقى ووقتها لم أكن أنوى الغناء أو التلحين كان كل همى هو استكمال دراستى الأكاديمية.
● سألته لماذا طلبت تعلم العود؟ هذا السؤال سألته لها لماذا تتعلمى العود وأنت نجمة كبيرة. فكان ردها أن هناك أسماء كبيرة مثل أم كلثوم وسعاد محمد وفايزة يجيدن العزف عليه.
● هل كان لديها عود خاص بها؟ أول عود اشتريته لها ب200 جنيه من شارع محمد على. وتشاء الأقدار أن يكون هذا العود هو نفسه الذى لحن عليه الموسيقار الكبير رياض السنباطى قصيدة لا تقل لى ضاع عمرى. التى غنتها وردة.
● هل كانت تلميذة مطيعة؟ بالطبع كانت تتقبل أى معلومة باهتمام شديد. وهى بالمناسبة بدأت العزف بعد أسبوع من بداية مشوارى معها.
● خلال هذه الفترة هل كنت ترافقها فى جلساتها الفنية؟ اصطحبتنى معها إلى الإذاعة خلال تسجيل أدعية دينية لرمضان كانت من ألحان محمد الموجى. وكذلك خلال تسجيل تتر أفواه وأرانب للإذاعة.
● كم كنت تتقاضى منها نظير هذا لعمل؟ كانت كريمة جدا وكانت تعطينى كل عدد من الحصص ما بين 500 و400 جنيه. وفى المناسبات كانت تمنحنى الهدايا.
● هل كانت تعلم أنك تجيد الغناء؟ محمد الحلو قال لها إن صوتى جيد وبالفعل طلبت منى الغناء وغنيت لها أعمالا لفايزة وهى بالمناسبة كانت تعشق صوتها جدا. وغنيت لها أعمالا لسعاد محمد. وبالمناسبة طلبت منى ذات المرة الغناء معها فى إحدى الحفلات لكننى خفت جدا. ورفضت.
● هل كانت تتحدث معك عن الأصوات التى تحبها؟ كانت تحب صوت أم كلثوم. وفايزة كما قلت. وصباح. وكانت تتحدث عنهن كثيرا.
● هل كانت خلال هذه الفترة متزوجة بليغ؟ وقتها كان يبدو أن هناك خلافا بينها عندما علم الموسيقار الكبير بليغ حمدى أننى أقوم بالتدريس لها صمم أن يتعرف على من باب «مين ده» وهى كانت تتوقع هذا، وقالت لى أكيد بليغ عندما يعلم إنك تدرس لى سوف يحرص على التعرف عليك.
● كم استمر تدريسك لها؟ عام بعدها سافرت للتدريس بالكويت.
● هل قابلتها بعد لولاكى؟ التقينا مرة فى الكويت. ولكن قبل هذا اللقاء تحدثت عنى بشكل جيد لأنها كانت تعلم دراستى للمزيكا. وأبدت تعاطفها معى بعد الحرب التى تعرضت لها عقب لولاكى.
● هل كانت لك معها ذكريات؟ كانت تطلب منى أحيانا أن أقوم بطهى بعض الأكلات البدوية وهى كانت تعتبر أن بدويتى كأحد أبناء مطروح أحد أسباب قربى منها لأنها جزائرية وهناك ربما تشابه فى بعض العادات والتقاليد. وكانت أحيانا تتحدث معى باللهجة البدوية.