بكام الفراخ البيضاء؟ أسعار الدواجن والبيض في الشرقية الأربعاء 8 مايو 2024    أخبار السيارات| أرخص موديل زيرو في مصر.. أول عربية من البلاستيك.. وأشياء احذر تركها في السيارة بالصيف    بعد احتلال معبر رفح الفلسطيني.. هل توافق أمريكا مبدئيًا على عملية رفح؟    الخارجية: توقيت تصعيد الجانب الإسرائيلي الأحداث في رفح الفلسطينية خطير للغاية    القنوات الناقلة لمباراة ريال مدريد وبايرن ميونخ في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    المدرج نضف|«ميدو» عن عودة الجماهير: مكسب الأهلي والزمالك سيصل ل4 ملايين جنيه    اليوم.. دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ذي القعدة    تغير يكرهه المصريين، الأرصاد تحذر من طقس اليوم حتى يوم الجمعة 10 مايو    ياسمين عبد العزيز تكشف سبب خلافها مع أحمد حلمي    مقالب بطفاية الحريق.. ياسمين عبدالعزيز تكشف موقف لها مع أحمد السقا في كواليس مسرحة «كده اوكيه» (فيديو)    حسن الرداد: مش شرط اللي دمه خفيف يعرف يقدم كوميديا وشخصيتي أقرب لها|فيديو    عاجل.. أول رد من صالح جمعة على إيقافه 6 أشهر    مكاسب الأهلي من الفوز على الاتحاد السكندري في الدوري المصري    القاهرة الإخبارية: تعرض رجل أعمال كندي يقيم بالبلاد لحادث إطلاق نار في الإسكندرية    مفيد شهاب: ما قامت به إسرائيل يخالف اتفاقية السلام وتهديد غير مباشر باستخدام القوة    وفاة شقيقين مصريين في حريق شقة بأبو حليفة الكويتية    عزت إبراهيم: تصفية الوجود الفلسطيني في الأراضي المحتلة عملية مخطط لها    عيار 21 يسجل أعلى سعر.. أسعار الذهب والسبائك اليوم بالصاغة بعد الارتفاع الأخير    البيت الأبيض يعلق على السخرية من طالبة سوداء في تظاهرات دعم غزة    توقعات الأبراج حظك اليوم الأربعاء 8 مايو.. «هدايا للثور والحب في طريق السرطان»    محمد رمضان: فرق كبير بين الفنان والنجم.. واحد صادق والتاني مادي    تليجراف: سحب لقاح أسترازينيكا لطرح منتجات محدثة تستهدف السلالات الجديدة    «إنت مبقتش حاجة كبيرة».. رسالة نارية من مجدي طلبة ل محمد عبد المنعم    نشرة التوك شو| تغيير نظام قطع الكهرباء.. وتفاصيل قانون التصالح على مخالفات البناء الجديد    واشنطن: القوات المسلحة المصرية محترفة ومسئولة ونثق في تعاملها مع الموقف    بالمفتاح المصطنع.. محاكمة تشكيل عصابي تخصص في سرقة السيارات    ياسمين عبد العزيز: محنة المرض التي تعرضت لها جعلتني أتقرب لله    شاهد.. ياسمين عبدالعزيز وإسعاد يونس تأكلان «فسيخ وبصل أخضر وحلة محشي»    ندوة "تحديات سوق العمل" تكشف عن انخفاض معدل البطالة منذ عام 2017    ماذا يحدث لجسمك عند تناول الجمبرى؟.. فوائد مذهلة    5 فئات محظورة من تناول البامية رغم فوائدها.. هل انت منهم؟    «العمل»: تمكين المرأة أهم خطط الوزارة في «الجمهورية الجديدة»    مغامرة مجنونة.. ضياء رشوان: إسرائيل لن تكون حمقاء لإضاعة 46 سنة سلام مع مصر    رئيس البورصة السابق: الاستثمار الأجنبي المباشر يتعلق بتنفيذ مشروعات في مصر    الداخلية تصدر بيانا بشأن مقتل أجنبي في الإسكندرية    قبل مواجهة الزمالك.. نهضة بركان يهزم التطواني بثلاثية في الدوري المغربي    متحدث الزمالك: هناك مفاجآت كارثية في ملف بوطيب.. ولا يمكننا الصمت على الأخطاء التحكيمية المتكررة    تحت أي مسمى.. «أوقاف الإسكندرية» تحذر من الدعوة لجمع تبرعات على منابر المساجد    عاجل - "بين استقرار وتراجع" تحديث أسعار الدواجن.. بكم الفراخ والبيض اليوم؟    فوز توجيه الصحافة بقنا بالمركز الرابع جمهورياً في "معرض صحف التربية الخاصة"    رئيس إنبي: نحن الأحق بالمشاركة في الكونفدرالية من المصري البورسعيدي    «خيمة رفيدة».. أول مستشفى ميداني في الإسلام    رئيس جامعة الإسكندرية يشهد الندوة التثقيفية عن الأمن القومي    موقع «نيوز لوك» يسلط الضوء على دور إبراهيم العرجاني وأبناء سيناء في دحر الإرهاب    كيف صنعت إسرائيل أسطورتها بعد تحطيمها في حرب 73؟.. عزت إبراهيم يوضح    بعد تصريح ياسمين عبد العزيز عن أكياس الرحم.. تعرف على أسبابها وأعراضها    أختار أمي ولا زوجي؟.. أسامة الحديدي: المقارنات تفسد العلاقات    ما هي كفارة اليمين الغموس؟.. دار الإفتاء تكشف    دعاء في جوف الليل: اللهم امنحني من سَعة القلب وإشراق الروح وقوة النفس    صدمه قطار.. إصابة شخص ونقله للمستشفى بالدقهلية    وفد قومي حقوق الإنسان يشارك في الاجتماع السنوي المؤسسات الوطنية بالأمم المتحدة    انتداب المعمل الجنائي لمعاينة حريق شقة سكنية بالعمرانية    اليوم.. دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ذي القعدة لعام 1445 هجرية    طريقة عمل تشيز كيك البنجر والشوكولاتة في البيت.. خلي أولادك يفرحوا    الابتزاز الإلكتروني.. جريمة منفرة مجتمعيًا وعقوبتها المؤبد .. بعد تهديد دكتورة جامعية لزميلتها بصورة خاصة.. مطالبات بتغليظ العقوبة    إجازة عيد الأضحى| رسائل تهنئة بمناسبة عيد الأضحى المبارك 2024    القيادة المركزية الأمريكية والمارينز ينضمان إلى قوات خليجية في المناورات العسكرية البحرية "الغضب العارم 24"    ضمن مشروعات حياة كريمة.. محافظ قنا يفتتح وحدتى طب الاسرة بالقبيبة والكوم الأحمر بفرشوط    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. مرسى سعد الدين يفتح مخزن ذكرياته.. ويروى قصته مع السياسة وشقيقه بليغ حمدى(3-3):وردة حرمت بليغ من حلم الأبوّة وأجهضت نفسها مرتين وعبدالوهاب كان يغار منه

هل هناك عشق أبدى؟... سؤال أجاب عنه الفنان بليغ حمدى قبل أن يرحل عن دنيانا قائلا: «الإنسان ليس لديه القدرة على العطاء الأبدى.. أحيانا يعطى وأحيانا يأخذ.. أحيانا نفكر فى الحب وأحيانا نحب أن نفكر.. أحيانا صوت القلب أعلى من صوت هموم الحياة.. وأحيانا العكس».
لم يترك لنا بليغ حمدى فقط ألحانا تغنى بها من هم أهل لها، بل ترك لنا رسالة كانت هى تجربة حياة.. بدايتها كانت عشقه للتراث المصرى الأصيل ونهايتها لحن أبدعته جوارحه.. عاش حياته عاشقا للطرب، غنت له الأصوات المصرية وردد معه الشعب نغماته الباقية فينا «يا حبيبتى يا مصر»، قبل أن يكون المنفى آخر محطاته.
وفى الحلقة الأخيرة من الحوار مع شقيقه الدكتور مرسى سعد الدين، سنتعرف على بليغ الإنسان الذى أنهى حياته «متصوفا زاهدا» بحسب شقيقه، والذى تحدث فى الحلقتين السابقتين عن مشواره فى السياسة وعلاقاته بالعديد من الشخصيات التى عاصرها.
* حدثنا عن بليغ الطفل وترتيبه فى الأسرة؟
- بليغ يأتى ترتيبه الرابع بيننا، أنا أكبرهم ثم صفية وتليها أسماء ثم بليغ وأصغرنا حسام، وكان بليغ محبا للموسيقى ففى عامه الخامس كان يجلس منتبها بجوار والدتنا أثناء تلقيها دروسا فى العزف على آلتى العود والبيانو وبسؤاله ماذا تحب أن تكون حينما تكبر،
تأتى إجابته بأنه يحب أن يصبح «مزيكاتى»، وعلى الرغم من صغر سنه إلا أنه كان يجيد العزف، فضلا عن أنه كان يردد الأغانى الفلكلورية ويحفظها عن «الشغالات» اللاتى كن يعملن لدينا، وقد يكون هذا هو السبب الذى جعل بليغ يهتم بالفلكلور المصرى القديم.
* ولذا اشتهر بالجملة الموسيقية المصرية؟
- نعم، بليغ لم يحب خلط الموسيقى المصرية بتيمات غربية كما كان يفعل الفنان محمد عبدالوهاب، كما اعتبر صوت الفنانة شادية هو الصوت المعبر عن مصر فى كل ألحانه لها.
* وماذا عن مراحل الدراسة؟
- أنهى بليغ المرحلة الابتدائية والثانوية فى مدرسة شبرا ثم التحق بكلية الحقوق، وما إن وصل للفرقة الثالثة حتى ظهرت لديه رغبة حقيقية فى استكمال دراسة الحقوق، وحرصا من شقيقتى صفية على مواصلة بليغ فى الحقوق، ظلت تقدم له شهادة طبية للكلية لمدة 4سنوات حتى يتسنى له مواصلة الدراسة والغريب أنه لم ينه دراسة الحقوق بل قرر الالتحاق بمعهد الموسيقى كما اتجه للغناء والتلحين مع أصدقائه، وكان يحيى حفلات الكلية.
* من هم أصدقاؤه فى ذلك الوقت؟
- كانوا صلاح عرام وصلاح جاهين وفرقة ثلاثى أضواء المسرح، وعلى الرغم من صداقته لجاهين الذى كنا نسكن معه فى نفس المنزل إلا أن بليغ لم يلحن من كلمات جاهين سوى أغنية واحدة.
* وفقا لمعلوماتنا أن بليغ بدأ حياته مطربا وليس ملحنا، ما صحة ذلك؟
- عندما كون بليغ ورفاقه فرقة غناء كان موقعه فى الفرقة مغنيا وليس ملحنا، وحين أعلنت الإذاعة المصرية عن مسابقة للأصوات الجادة تقدم بليغ للاختبار وغنى أغنية من ألحانه فنصحه رئيس اللجنة بالاتجاه للتلحين، وكان أول ألحانه للفنانة فايده كامل.
* ذكرت أن والدك رحل فى سن مبكرة وكنت أنت المسؤول عن رعاية أشقائك، فهل أثر رحيل الوالد على بليغ؟
- الحقيقة أن والدنا رحل عن دنيانا فى سن لم يتجاوز 46 عاما، وكنت آنذاك أدرس فى لندن وبليغ لم يتجاوز13 عاما وقررت العودة للبقاء بجانب أسرتى إلا أن والدتى أصرت على استكمال دراستى وقالت هذه رغبة والدك، وعقب عودتى إلى مصر كان بليغ يدرس فى الجامعة، وكنا نلتقى كل يوم وحاولت أن أعوضه عن أيام ابتعادى عن الأسرة.
* اختيار بليغ لدراسة الموسيقى وترك الحقوق هل قوبل بالرفض من الوالدة؟
- لم تعارض والدتى دراسة بليغ للموسيقى لأنها درست العود والبيانو، وهذا الأمر كان شائعا وقتها بين الأسر المصرية، بل كانت تشجعه أحيانا كثيرة لاسيما أن بليغ أكثرنا قربا للوالدة.
* متى بدأت الشهرة تلاحق بليغ؟
- عندما لحن لأم كلثوم أولى أغنياته معها، وكانت من كلمات عبدالوهاب محمد «حب إيه اللى انت جاى تقول عليه».
* كيف جاء ترشح بليغ لأم كلثوم؟
- الفنان محمد فوزى هو الذى قدم بليغ لأم كلثوم عندما سمع مقطعا من «حب إيه»، فاصطحبه معه لأم كلثوم وقال لها أمامك موهبة جديدة، واستمعت له أم كلثوم وجلس على الأرض وعزف لها اللحن وأبدت إعجابها الشديد فى أول لقاء جمع بينهما، وطلبت منه أن ينتهى من اللحن، وقدم لها 12 لحنا من أروع ما تغنت به كوكب الشرق.
* هناك من يقول إن ثمة غيرة فنية أصابت الموسيقار محمد عبدالوهاب عندما نما إلى علمه أن هناك تعاونًا بين أم كلثوم وبليغ.. ما صحة ذلك؟
- لا شك أن الموسيقار عبدالوهاب كان يغار من أعمال بليغ، بدليل أن عبدالوهاب قام بالتلحين لأم كلثوم بعد أن لحن لها بليغ، والغريب أن عبدالوهاب أثنى على بليغ عند سماعه لألحانه ووصف بليغ فى جملة شهيرة بأن «ألحان بليغ تأتى فى أيام ونحن ننتهى من أعمالنا فى أشهر»، وما لبث أن تحول رأى عبدالوهاب فى بليغ عندما وصفه فى أحد مؤلفاته بأن «بليغ رخّص الغناء المصرى».
* يقال إن أم كلثوم اهتزت طربا بألحان بليغ على المسرح وإن لم يكن هذا معتادا منها؟
- أعتقد أن ألحان بليغ كانت نقطة مهمة فى حياة أم كلثوم، لأن ألحانه غيرت من جمهور كوكب الشرق وجعلت من الشباب مستمعا جديدا لها، بعد أن كان سميعة أم كلثوم من طبقة أصحاب الطرابيش. كما أن بليغ أضاف آلات موسيقية جديدة لتخت أم كلثوم مثل الساكس فون والأوركسترا الكبيرة، وكان ذلك بمثابة التحدى لها ولبليغ.
* ألم يحدث أى خلاف بين أم كلثوم وبليغ يوما ما؟
- مطلقا لم يحدث بينهما أى خلاف، وكانت تتعامل معه برفق، وقد اتصلت بى يوما ما تشكو تأخير بليغ عن مواعيده معها فقلت لها «ده آخر دلعك لبليغ»، حيث كانت تتقبل ذلك منه دون زعل.
* بمناسبة أم كلثوم، كيف كنت ترى هذه الفنانة العملاقة؟
- أم كلثوم إنسانة مصرية خالصة وبسيطة، ولا تعرف التكبر مثل عبدالوهاب، وآخر لقائى بها كان فى استوديو36 إذاعة، عندما كانت تسجل آخر ما تغنت به «حكم علينا الهوى» من ألحان بليغ، واشتد عليها المرض وكانت تسجل مقطعا ثم تستريح وتستمع إليه للتأكد من أدائها، كل ما أريد قوله أن أم كلثوم كانت محتضنة بليغ وكانت له بمثابة الأم.
* كيف تصف لنا ألحان بليغ؟
- من الصعب أن أصف ألحان بليغ، لكنى أقول عنها إن ألحان بليغ هى «ألحان بليغ» من يستمع إليها يعرفها على الفور ولايختلط عليه الأمر، فبليغ هو مهذّب الفلكلور المصرى وقدمه فى ثوب أنيق كما نسمعه فى ألحانه مع عبدالحليم حافظ ومحمد رشدى.
* وماذا عن علاقته بعبدالحليم حافظ، خاصة أن البعض حاول الوقيعة بينهما؟
- كانت العلاقة قوية بينهما، وحاول البعض إقناع عبدالحليم بأن بليغ يتعمد التلحين للفنانة وردة وتجاهل عبدالحليم، وسرعان ماانتهت تلك المزاعم.
* هل كانت الفنانة وردة أولى زيجاته؟
- لا، فأولى زيجات بليغ كانت من فتاة إسكندرانية تدعى أمنية وكانت من أسرة طيبة، وتم الطلاق بينهما على الرغم من أن الحب هو الذى جمع بينهما، وقد مرضت وتوفيت عقب الانفصال بفترة وجيزة، وحاول بليغ خطبة أخريات منهن سامية جمال.
* ولكن سامية جمال تكبره فى السن؟
- فى الواقع إننا أسرة تقدر الحب جيدا، وكانت هناك حكاية طريفة حدثت، فقد ذهبت معه لخطبة سامية جمال، واعترف بحبه لها فأجابت عليه بتلقائية «حب ايه اللى بتقول عليه» وكانت هذه الجملة مطلع أغنية «حب إيه اللى انت جاى تقول عليه» لأم كلثوم.
* وماذا عن فكرة ارتباطه بابنة الموسيقار عبدالوهاب وهل كان الهدف من هذا الارتباط هو التقرب من عبدالوهاب شخصيا؟
- لم يكن الهدف هو التقرب من عبدالوهاب، ولكن نمت مشاعر بين ابنة عبدالوهاب وبليغ وتقدم لها، إلا أن عبدالوهاب رفض هذا الارتباط وتوفيت الابنة.
* وكيف جاء الارتباط بين وردة الجزائرية وبليغ؟
- أنا لا أحب الخوض فى هذا الحديث، وإن كنت لا أنكر أن وردة تذكر بليغ بكل خير دائما، ولا أعرف إن كانت العلاقة بدأت فى الجزائر أثناء الاحتفال بالعيد القومى هناك أم أن العلاقة ولدت فى مصر، المهم أن بليغ كان يحب وردة حبا جما، وكرس كل ألحانه لها خلال 6سنوات كانت هى مدة الزواج بينهما، وأثناء ذلك زعلت أنا منه ونصحته بالتلحين لآخرين وعدم الاقتصار على وردة، وهذا الأمر أغضب الكثيرين أيضا.
* هناك أقاويل تؤكد أن بليغ كانت لديه رغبة جارفة فى الإنجاب وكانت وردة ترفض ذلك؟
- بليغ كانت له مشاعر جياشة تجاه الأطفال وهناك من أكد أن الفنانه وردة أجهضت نفسها مرتين، ولم ترغب فى الإنجاب من بليغ، وفى النهاية حُرم بليغ من تحقيق رغبته، ولهذا تبنى أبناء شقيقنا حسام الذى توفى فى سن مبكرة أثناء دراسته الدكتوراه فى أوروبا.
* العطاء المتبادل بين بليغ ووردة هل كان عطاء متكافئا؟
- نحن عائلة نعطى ولانفكر فيما نريد أن نأخذ، وكل ماأستطيع أن أقوله عن زواج بليغ بوردة أنه كان سعيدا بتلك السنوات التى أمضاها معها.
* وما سبب الانفصال بينهما؟
- لا أعرف السبب، وتُسأل فى ذلك وردة وإن استغربنا جميعا لهذه النهاية.
* لو أن هناك مساحة توجه فيها رسالة للفنانة وردة ماذا تقول لها؟
- أقول لها: وصلت إلى أقصى مجدك مع بليغ واليوم تقبلين أعمالا أقل بكثير من أعمالك السابقة، وأعتقد أنك لو اكتفيت برصيدك مع بليغ لكان أفضل، وإن كنت أعتقد أن الفنانين لا يحبذون الابتعاد عن الأضواء.
* انفصال بليغ فنيا عن وردة انتهى مع طلاقهما؟
- لا.. بل أرسل لها من منفاه فى فرنسا أغنية «بودعك» وعبر الهاتف أسمعها اللحن، وكانت مترددة فى البداية فى غناء هذه الأغنية، ولكنها قبلتها فى النهاية.
* وماذا عن أحلام بليغ الفنية الأخرى؟
- بليغ كان مكتشف الأصوات الجادة، وكان يرى فى الفنانة شادية صوت مصر، واختص بهذا الصوت أغانى الفلكلور المصرى مثل «يا حبيبتى يامصر» و«قولو لعين الشمس» و«نحن لانزرع الشوك» وغيرها من التيمة المصرية التى لم تختلط بالألحان الغربية. كما كان يحلم بتقديم مسرح غنائى وكانت له تجربتان، الأولى مسرحية «مهر العروسة»، وكان العمل الأول المصرى الذى يقدم على مسرح الأوبرا،
كما قدم العمل الثانى وهو «تمر حنة» بطولة وردة والفنان عزت العلايلى، ولكن وردة لم تحبذ استمرار تلك المسرحية الغنائية، وبمجرد علم الرئيس جمال عبدالناصر برغبة بليغ فى تأسيس مسرح غنائى أرسل له أنور السادات لمساعدته فى هذا المشروع إلى أن أفسد الموسيقار محمد عبدالوهاب هذا المشروع ولم يتسن لبليغ تحقيق أمنيته.
* كيف توطدت العلاقة بين الرئيس السادات وبليغ خاصة أنك كنت من المقربين للرئيس الراحل؟
- كان السادات يتصل بى ويقول «خلّى بليغ يجيب العود ويأتى إلينا» ،ويجلس السادات على الأرض بجوار بليغ ويستمع إلى عزفه، كما كلف السادات بليغ بتلحين أكثر من 30 عملاً فنيًا للشيخ النقشبندى نظرا لحب السادات هذا المنشد الكبير.
* نشعر مع ألحان بليغ بلمسة حزن لم تفارقه فى معظم ألحانه، فما سرها؟
- أعتقد أننا شعب يميل للحزن، وكان بليغ جزءا من هذا الشعب كما أن الظروف التى مر بها تركت لمسة أحزان سببها وفاة الوالد وبليغ صغير السن، ثم جاءت وفاة شقيقنا حسام، فضلا عن أن الفلكلور المصرى يحمل كثيرا من أوجاع المصريين ويغلب عليه مقام الكرد الحزين، كما لا نستطيع أن نعمم ألحان بليغ بالحزن بل كانت له نغماته السعيدة أيضا.
* نأتى إلى الحادث الشهير الذى وقع فى منزل بليغ والذى أبعده عن مصر لسنوات.. فهل التاريخ أنصفه؟
- أستطيع أن أقول إن القضاء أنصف بليغ فى حكم الاستئناف من تهمة لاذنب له فيها، القصة باختصار أن بليغ أقام حفلة لوزير مغربى فى بيته وكان هناك مسؤولون من مصر وإحدى الشخصيات السعودية المعروفة وجاء إلى الحفل بصحبة سميرة مليان المغربية،
وعندما شاهدت سميرة صديقها السعودى يغازل أخرى هددته- مداعبة- بإلقاء نفسها من الشرفة لكن توازنها اختل ووقعت بالفعل وتوفيت، وإن كان بليغ ترك الحفل متوجها إلى غرفة نومه نظرا لشعوره بالإجهاد وترك الأصدقاء واستيقظ بعد وقوع الحادث، ويمكن الرجوع إلى شهادة الإذاعى كامل البيطار أحد ضيوف تلك الليلة.
* هل كان بليغ على معرفة بسميرة المغربية أو وجه لها الدعوة للحفلة؟
- أنا مازلت مستاءً من التهمة التى وجهت لبليغ بأنه كان فاتح بيته «للدعارة»، وهذا أسوأ ما فى القضية لأن بليغ شخصية عامة وكان بيته مفتوحا لجميع الأصدقاء، أما سميرة فلم توجه لها الدعوة، ولكنها جاءت بصحبة صديقها السعودى الجنسية الذى وجه بليغ له الدعوة له.
* من واقع ماكتب على صفحات الجرائد والمجلات تمت محاكمة بليغ مرتين الأولى كانت فى ساحة القضاء والأخرى محاكمة صحفية فما تعليقك على هاتين المحاكمتين؟
- أنا أستغرب من محاكمة الصحافة لبليغ، حيث لم يقف قلم واحد بجانبه باستثناء الصحفى محمود صلاح، الذى كان يأتى الى ويسأل عن كيفية الاتصال ببليغ فى فرنسا، ووقف بجانبه إلى أن رحل عنا.
* هل الصحافة شكلت رأيًا عامًا ضد بليغ وأثرت على ساحة القضاء آنذاك؟
- نعم كانت هناك مذبحة ومحاكمة يومية على صفحات الجرائد لبليغ، وإن كنت أرى أن مثل هذه القضايا يجب أن يحظر فيها النشر ويجب أن تتسم بالسرية.
* هل تعتقد أن هذا الحادث مدبر.. ولمصلحة من؟
- الحادث غير مدبر، ولكن ماترتب على الحادث من أقاويل كان مدبرا وهذا مافسره مقال للكاتب فوميل لبيب. وهناك قصة أخرى يروى فيها أن إحدى الشخصيات تعمل بالنيابة كانت لها شقيقة مخطوبة للسعودى الذى تواجد فى منزل بليغ بصحبة سميرة القتيلة، وأن ذلك الشخص الذى يعمل بالنيابة علم أن السعودى غادر مصر فقال: «هالبّسها لبليغ».
* لو كنت مقربا من النظام أثناء وقوع ذلك الحادث لشقيقك هل كان بليغ سيلجأ للهروب من مصر؟
- أحد الأصدقاء همس فى أذنى حينها قائلا: «لو كان السادات عايش ماكنش وقع هذا الظلم على بليغ»، وإن كان الفنان الراحل صلاح قابيل قال للرئيس مبارك فى لقائه مع الفنانين نريد إنصاف بليغ، وجاء رد الرئيس مبارك: إن شاء الله القانون هاينصفه.
* كيف قضى بليغ سنوات غربته الخمس؟
- كان لبليغ جملة يرددها: «أنا أحب السفر ولكن لا أحب أن أرغم عليه» وكان يعتمد على دخله من حقوق التأليف، كما تلقى دعوى من الملك الحسن ملك المغرب بإرسال طائرة خاصة وجواز سفر دبلوماسى، إلا أن بليغ رفض هذا العرض، وبالرغم من ذلك كانت حياته جيدة والغربة كانت تؤلمه وأصيب بأمرض عديدة منها أمراض الكبد.
* وكيف كانت لحظة العودة إلى حضن الوطن؟
- ذهبت إليه فى باريس ولم نتمكن من استقلال طائرة مباشرة إلى القاهرة، وكانت العودة عبر الأجواء البريطانية إلى مصر، واستقبلنا الأصدقاء وعلى رأسهم الفنان عادل إمام فى مطار القاهرة وظل الجميع مستيقظين لحين موعد حكم النقض الذى حكم لبليغ بالبراءة.
* وماذا عن مرض بليغ؟
- الوحدة قتلته فى الغربة وأصابته بأمرض مزمنة منها الكبد، وكان يزور طبيبه فى لندن إلى أن رحل عنا.
* من هم أصدقاء بليغ بعد عودته من منفاه الذى اختاره لنفسه؟
- من بين أصدقائه الذين لم يفارقوه لحظة كامل البيطار ووجدى الحكيم ومحمد حمزة والأبنودى ومحمود صلاح، وأنا مدين لهم بالفضل جميعا.
* وما الذى تتمناه لبليغ بعد رحيله؟
- كنت أتمنى أن نحتفظ بمكتبه الكائن فى 3 شارع بهجت على بالزمالك ونحوله إلى متحف يضم كل متعلقاته، كما نطمح إلى إطلاق اسم بليغ حمدى على شارع بهجت على وهذا أمر متروك إلى محافظ القاهرة.وكنا بصدد إصدار عملة باسمة بعد موافقة وزارة المالية والثقافة وتعثر المشروع نظرًا لتقدم آخرين بعد أن نما علمهم فكرتنا.
* وماذا تبقى من أسرار بليغ؟
- بليغ اتجه فى نهاية حياته إلى الفكر الصوفى، ويبدو أن الغربة والوحدة خلقت لديه هذا التوجه، وما يؤكد ذلك هو ماكتبه بليغ بخط يده من كلمات وأفكار عن العشق الإلهى كما دوّن معانى لكلمات القرآن الكريم، وإن كنت أعتقد أن فترة صداقته للشيخ النقشبندى هى التى جعلته يجتر هذا المخزون الفكرى فى غربته بعد أن زهد أنعام الحياة ومباهجها.
.. وفى النهاية تركنا الكاتب الدكتور مرسى سعد الدين وحيدا بين جدران منزله الكائن بشارع ابن إياس بمنشية البكرى، التى شعرت ببرودتها، حيث لاشىء يؤنس وحدته سوى الذكريات والصور التى زينت بها زوجته الراحلة «مسز عنايات» - كما كان يلقبها تلاميذ مدرستها - كل أرجاء المنزل، بعد أن رحلت عنه العام الماضى.
كان قد سبقها فى الرحيل وحيدهما «حمدى».. والان تحرص حفيدته منة الله على تناول وجبة الغداء معه يوم السبت من كل أسبوع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.