سعر الريال السعودي اليوم الجمعة 3 مايو 2024 بالتزامن مع إجازة البنوك وبداية موسم الحج    مصرع أكثر من 29 شخصا وفقد 60 آخرين في فيضانات البرازيل (فيديو)    ارتفاع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي على منزلًا شمال رفح الفلسطينية إلى 6 شهداء    تركيا تعلق جميع المعاملات التجارية مع إسرائيل    الخضري: البنك الأهلي لم يتعرض للظلم أمام الزمالك.. وإمام عاشور صنع الفارق مع الأهلي    جمال علام: "مفيش أي مشاكل بين حسام حسن وأي لاعب في المنتخب"    "منافسات أوروبية ودوري مصري".. جدول مباريات اليوم والقنوات الناقلة    10 أيام في العناية.. وفاة عروس "حادث يوم الزفاف" بكفر الشيخ    كاتبة: تعامل المصريين مع الوباء خالف الواقع.. ورواية "أولاد الناس" تنبأت به    اليونسكو تمنح الصحفيين الفلسطينيين في غزة جائزة حرية الصحافة لعام 2024    "نلون البيض ونسمع الدنيا ربيع".. أبرز مظاهر احتفال شم النسيم 2024 في مصر    هل يجوز الظهور بدون حجاب أمام زوج الأخت كونه من المحارم؟    حكم البيع والهبة في مرض الموت؟.. الإفتاء تُجيب    بعد انفراد "فيتو"، التراجع عن قرار وقف صرف السكر الحر على البطاقات التموينية، والتموين تكشف السبب    العثور على جثة سيدة مسنة بأرض زراعية في الفيوم    تعيين رئيس جديد لشعبة الاستخبارات العسكرية في إسرائيل    أيمن سلامة ل«الشاهد»: القصف في يونيو 1967 دمر واجهات المستشفى القبطي    بركات ينتقد تصرفات لاعب الإسماعيلي والبنك الأهلي    مصطفى كامل ينشر صورا لعقد قران ابنته فرح: اللهم أنعم عليهما بالذرية الصالحة    مصطفى شوبير يتلقى عرضًا مغريًا من الدوري السعودي.. محمد عبدالمنصف يكشف التفاصيل    سر جملة مستفزة أشعلت الخلاف بين صلاح وكلوب.. 15 دقيقة غضب في مباراة ليفربول    الإفتاء: لا يجوز تطبب غير الطبيب وتصدرِه لعلاج الناس    محمد هاني الناظر: «شُفت أبويا في المنام وقال لي أنا في مكان كويس»    نكشف ماذا حدث فى جريمة طفل شبرا الخيمة؟.. لماذا تدخل الإنتربول؟    قتل.. ذبح.. تعذيب..«إبليس» يدير «الدارك ويب» وكر لأبشع الجرائم    برلماني: إطلاق اسم السيسي على أحد مدن سيناء رسالة تؤكد أهمية البقعة الغالية    أحكام بالسجن المشدد .. «الجنايات» تضع النهاية لتجار الأعضاء البشرية    رسميًّا.. موعد صرف معاش تكافل وكرامة لشهر مايو 2024    عز يعود للارتفاع.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 3 مايو 2024 بالمصانع والأسواق    فريدة سيف النصر توجه رسالة بعد تجاهل اسمها في اللقاءات التليفزيونية    ملف رياضة مصراوي.. هدف زيزو.. هزيمة الأهلي.. ومقاضاة مرتضى منصور    انقطاع المياه بمدينة طما في سوهاج للقيام بأعمال الصيانة | اليوم    السفير سامح أبو العينين مساعداً لوزير الخارجية للشؤون الأمريكية    كيفية إتمام الطواف لمن شك في عدده    الأرصاد تكشف أهم الظواهر المتوقعة على جميع أنحاء الجمهورية    معهد التغذية ينصح بوضع الرنجة والأسماك المملحة في الفريزر قبل الأكل، ما السبب؟    خبيرة أسرية: ارتداء المرأة للملابس الفضفاضة لا يحميها من التحرش    ضم النني وعودة حمدي فتحي.. مفاجآت مدوية في خريطة صفقات الأهلي الصيفية    "عيدنا عيدكم".. مبادرة شبابية لتوزيع اللحوم مجاناً على الأقباط بأسيوط    محمد مختار يكتب عن البرادعي .. حامل الحقيبة الذي خدعنا وخدعهم وخدع نفسه !    الحمار «جاك» يفوز بمسابقة الحمير بإحدى قرى الفيوم    أول ظهور ل مصطفى شعبان بعد أنباء زواجه من هدى الناظر    اليوم.. الأوقاف تفتتح 19 مسجداً بالمحافظات    قفزة كبيرة في الاستثمارات الكويتية بمصر.. 15 مليار دولار تعكس قوة العلاقات الثنائية    سفير الكويت: مصر شهدت قفزة كبيرة في الإصلاحات والقوانين الاقتصادية والبنية التحتية    جامعة فرنسية تغلق فرعها الرئيسي في باريس تضامناً مع فلسطين    الغانم : البيان المصري الكويتي المشترك وضع أسسا للتعاون المستقبلي بين البلدين    مجلس الوزراء: الأيام القادمة ستشهد مزيد من الانخفاض في الأسعار    خالد منتصر منتقدًا حسام موافي بسبب مشهد تقبيل الأيادي: الوسط الطبي في حالة صدمة    برج السرطان.. حظك اليوم الجمعة 3 مايو 2024: نظام صحي جديد    تعرف على طقس «غسل الأرجل» بالهند    جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات    البطريرك يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يحتفل برتبة غسل الأرجل    بطريقة سهلة.. طريقة تحضير شوربة الشوفان    مدير مشروعات ب"ابدأ": الإصدار الأول لصندوق الاستثمار الصناعى 2.5 مليار جنيه    القصة الكاملة لتغريم مرتضى منصور 400 ألف جنيه لصالح محامي الأهلي    صحة الإسماعيلية تختتم دورة تدريبية ل 75 صيدليا بالمستشفيات (صور)    بالفيديو.. خالد الجندي يهنئ عمال مصر: "العمل شرط لدخول الجنة"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د‏.‏ مرسي سعد الدين يكشف سر أحذية اميلدا ماركوس‏!‏
نشر في الأهرام اليومي يوم 18 - 06 - 2010

البحر الهادئ لا يصنع بحارا جيدا هذا هو مغزي تجربة د‏.‏مرسي سعد الدين الرئيس الأسبق لهيئة الاستعلامات فقد مرت في عهده أحداثا كانت بمثابة الوقود الذاتي الذي أشعل وهج هيئة الاستعلامات‏..‏ يمثل د‏.‏ مرسي حالة انسانية خاصة من الطيبة والتصالح مع النفس والتواضع عن مقدرة شأن سنابل القمح التي تنحني لامتلائها‏. ينتمي لأسرة فنية تهوي الأدب والشعر والموسيقي فهو شقيق الملحن الفذ بليغ حمدي يحمل د‏.‏مرسي علي كاهله خبرة أكثر من ستين عاما تداخلت فيها الأزمان‏..‏ لكنه لايبادر بالحديث والسرد ومع ذلك لايرد سائله ولكنه يعامله كما يحب أن يعامل اقرعوا تفتح لكم الأبواب وقد فعلها كثيرا حين كان رئيسا لهيئة الاستعلامات فقرع الأبواب وأزال الكثير من السدود من خلال التعاون الثقافي فهو أول ملحق ثقافي لمصر في لندن ولأن الثقافة استثمار بعيد المدي لذلك كان حريصا علي الإلمام بآليات كل عصر‏,‏ فالعبرة باسلوب العرض وطرح القضية و إبراز الصورة المشرقة لمصر‏..‏فقد أصبحنا نخوض حربا اعلامية تستخدم فيها أسلحة ذكية تصيب قلب الهدف مباشرة‏.‏ انتهي زمن الحملات الإعلامية المضادة التي نقرأها الآن قراءة تاريخية نستخلص منها الدروس المستفادة‏..‏ عمل د‏.‏مرسي سعد الدين مع د‏.‏ثروت عكاشة وتوفيق الحكيم ولازم صديقه الصدوق يوسف السباعي ولم يفترقا في أسفارهما إلا في حادث اغتياله‏..‏ يكتب بكرامة علي صفحات الأهرام والتعبير من صكه وبنات أفكاره فهو مترجم أدبي رفيع يجيد نحت كلماته ولأنه صاحب لسانين كلاهما فصيح فهو يكتب بالانجليزية باحتراف لذلك صنع جسرا ثقافيا في هدوء ودون صخب بين اللغتين‏..‏ لم تهادنه الحياة في أحبائه ولكنه كان دائما في موضع اختبار وعزاؤه ايمانه بالله وأن الإنسان يشيخ فقط إذا توقف عن العشق‏..‏ عشق الفن والأدب والفكر‏,‏ أما النهاية فستأتي وحدها فهو لايخشي الردي فالموت حق ولكنه يخشي دائما فوات الأوان كما يقول عمر الخيام‏.‏
هناك مسافة ما بين حياة الإنسان ونشأته من جهة وأعماله وإنجازاته من جهة أخري فهل كانت الحياة العملية انعكاسا لفترة التكوين بصفة عامة ؟
المسافة بعيدة وقريبة في آن لأن الحظ أو القدر كان له دور رئيسي في معظم مراحل حياتي حيث لم أسع يوما لأي منصب فأنا الابن الأكبر في أسرتنا والدي كان أستاذا في الفيزياء في كلية العلوم ومترجما ووالدتي كانت سيدة متعلمة من سيدات الوفد تكتب الشعر في مدح سعد زغلول وكانت صديقة لصفية زغلول كثيرا ما كانت تصحبني معها وأنا لم أتجاوز العاشرة لزيارة قبر زعيم الأمة وكانت صفية زغلول تداعبني وتحنو علي بعاطفتها الفياضة فالوالد كان ليبراليا حرص علي تعليم بناته صفية وأسماء وكان يسمح لهن بممارسة الرياضة وكانت إحداهما بطلة في السباحة والأخري في الغطس في مجتمع الثلاثينيات‏..‏ بالإضافة لأخي الموسيقار الشهير بليغ حمدي وشقيقي الأصغر حسام‏..‏ ومن المعروف أن هناك وشائج بين الموسيقي والرياضيات تتمثل في بعض المعادلات العلمية لذلك كان والدي بحكم تخصصه في الفيزياء له أصدقاء عديدون من المطربين والملحنين أما والدتي فقد كانت تمتلك بيانو ودرست العود علي يد الشيخ محمد صبح‏..‏ واختلاف أسمي عن أسم بليغ له قصة تعود لعادات ذلك الزمان‏..‏ حيث كان معهودا أن يحمل غالبية الأشخاص أسماء مركبة فوالدي كان اسمه‏(‏ عبد الحميد حمدي‏)‏ وكان وحيدا لأبيه حين ولدت أطلق علي اسم جدي‏(‏ مرسي‏)‏ تيمنا ونظرا لمحبة والدتي لسعد زغلول استقر رأيهما علي أن يصبح اسمي‏'‏ مرسي سعد‏'.‏ كنا نسكن في حي شبرا العريق في نفس العمارة التي كان يسكنها صلاح جاهين حصلت علي التوجيهية عام‏1939‏ من مدرسة التوفيقية‏.‏
كيف تدخل القدر لتغيير المسار ؟
حدث ذلك حين تقدمت عام‏1944‏ لإدارة البعثات التي كان مسئولا عنها أحمد نجيب هاشم‏_‏ الذي أصبح وزير التعليم في عهد الثورة‏_‏ حيث كنت أسعي للحصول علي بعثة في المعهد البريطاني لاستكمال دراستي في إنجلترا ولكن ظروف الحرب العالمية حالت دون إتمام ذلك ولجأ نجيب هاشم لحيلة واختبر قدراتي في اللغة الإنجليزية وغادرت المكان حزينا كنت منذ التحاقي بالجامعة أكتب الشعر بالإنجليزية وأصدر مجلة وعاشقا للصحافة والإعلام ومضي عام علي هذا اللقاء ثم فوجئت بنجيب هاشم يطلبني تليفونيا ويبلغني أنه أصبح مديرا للمعهد المصري بلندن ذلك المعهد الذي أسسه د‏.‏ طه حسين ورشحني د‏.‏ نجيب لأكون سكرتيرا للمعهد وكان منوطا به عرض القضية المصرية المتمثلة في الجلاء علي الشعب الإنجليزي ونقل صورة ثقافية وحضارية عن مصر وأصر والدي علي ضرورة زواجي قبل سفري وبالفعل تزوجت من زميلتي عنايات وكانت بيننا صداقة في الكلية وهي أول مديرة مصرية للمدرسة الإنجليزية بمصر الجديدة بعد جلاء الإنجليز عام‏1956‏ واعتبر أنني قضيت إثني عشر عاما من عمري أستمتع بالثقافة وأنهل من معينها في بلد الآداب والمسارح‏,‏ وظللت في منصبي من عام‏1945‏ حتي قيام الثورة عام‏1952‏ ففي العهد الملكي لم تكن هناك مدة محددة للدبلوماسي فعملت مع عدة سفراء مثل عبد الفتاح عمرو باشا ومحمود فوزي وعبد الرحمن حقي‏..‏ وحين قامت الثورة أصبحت أول ملحق ثقافي لمصر في لندن وتم الأخذ بنظام الأربع سنوات فمكثت من‏1952‏ حتي عام‏1956..‏ ووصفت الجرائد الإنجليزية الثورة آنذاك بأنها انقلابا عسكريا‏.‏
كيف كانت علاقتك برجال الثورة عقب عودتك إلي مصر‏..‏ فالانتقال من عهد إلي عهد يصاحبه أحيانا تغييرات نفسية لدي البعض هل استشعرت ذلك ؟
يبتسم في هدوء د‏.‏ مرسي ويسترسل في ذكرياته قائلا‏:‏ حين كنت طالبا في الجامعة كنا نحرص علي تقليد الملك في ملابسه أنا ومعظم أبناء جيلي‏..‏ ولم أكن منخرطا في العمل السياسي كانت توجد أحزاب وديمقراطية لكن دائما يساء استخدامها‏..‏ لكن العمل التطوعي كان مزدهرا للغاية مقارنة بعدد السكان‏..‏ جاءت الثورة ومعها أحلام إصلاح وتعديل أسعدت الملايين والتف الجميع حول عبد الناصر لما يتمتع به من كاريزما غير معهودة ولم أكن أعلم من رجال يوليو إلا جمال سالم والعلاقة تعود لعام‏1948‏ حين قدم إلي لندن للعلاج وكنت علي صلة دائمة به وأحيانا أرجع سبب بقائي في لندن بعد الثورة لتلك العلاقة كان رجلا وطنيا مخلصا لكنه كان عصبيا للغاية قد يضرب وكلاء وزارته بالشلوت وأذكر أن اللواء طيار حسن محمود عقب عودته من لندن رفض تحية عبد الحكيم عامر لأنه رقي من رائد إلي لواء وتولي حسن محمود فيما بعد رئاسة مصر للطيران‏..‏ والثورة في مجملها مليئة بالقصص المضحكة التي تشبه العسكر والحرامية التي كنا نلعبها ونحن صغار إضافة إلي أنه يوجد الكثير من أوجه الشبه بين الملك فاروق وعهد الثورة‏..‏ فكلاهما كان مفتقدا للخبرة والتجربة وعاني من سوء طوية الحاشية ويحسب للثورة أنها كانت بيضاء ليست دموية مثل الثورة الفرنسية أو الروسية أو كما حدث في العراق مثلا وعلي المستوي الشخصي تعاملت مع عبد الناصر أثناء عملي في منظمة التضامن الأفرو أسيوي‏..‏ ومن الطريف أنه قال ليوسف السباعي‏:‏ أكسر رجل أي شيوعي يدخل هذه المنظمة بالرغم من أنها شيوعية بالأساس والتقيت معه مرارا حيث قابل عددا من كتاب تلك الدول وكان بطبعه قارئا جيدا أذكر أثناء تقديمي لإحدي الكاتبات الصينيات له وكان لها رواية قرأها اسمها الحب شئ براق قلت أنها فلانة وروايتها دارت أحداثها في سنغافورة‏..‏ فقال لي لا يا مرسي في هونج كونج‏..‏ وكنت رقيبا أيضا علي الكتب والصحف والمجلات الإنجليزية التي ترد إلي مصر وكنت أقوم بإعداد ملخص واف عن الكتب الإنجليزية وأقوم بإرساله إليه فإذا أعجبه الملخص أوافيه بالكتاب إضافة إلي تكليفه الشخصي لي وللدكتور رشاد رشدي بتعليم بعض الوزراء والسفراء الجدد اللغة الإنجليزية حيث استعانت الثورة في أوائل عهدها بحوالي‏60%‏ من سفرائها من الضباط ليتولوا مهام ذلك العمل الدبلوماسي الرفيع فعين خالد محيي الدين في سويسرا وثروت عكاشة في باريس وهما شخصيات لها ثقلها السياسي الذي كان يجب الاستفادة منه بالداخل‏..‏ لكن السفراء الآخرين كنا ندرس لهم دورة مكثفة تستغرق‏6‏ شهور‏..‏ أدربهم خلالها علي قراءة النيوزويك والتايم‏.‏
ما هي حقيقة الصلة التي كانت تربطك بالفنانة برلنتي عبد الحميد ؟
لقد وثقت الثورة بي بالرغم من عدم ارتباطي بها منذ البداية وفي أحد الأيام فوجئت بحسن عليش وهو من أقارب زوجتي وكان نائبا لصلاح نصر يكلفني بمهمة رسمية تتمثل في تدريس اللغة الإنجليزية لبرلنتي عبد الحميد بصورة مكثفة‏..‏ وبالفعل توجهت إلي منزلها بالعجوزة بجوار محل الفول الشهير‏..‏ وكانت قد انفصلت عن زوجها الشيوعي وسافر إلي ألمانيا الشرقية‏..‏ كانت سيدة ذكية مثقفة لان زوجها السابق كان حريصا علي ذلك ويبدو أن المخابرات كانت تعدها لمهمة بعينها وفيما بعد تعرفت بالمشير عامر في حفلة بالمعادي وتسلسل الأحداث يؤكد أنها دفعت في طريقه عن طريق التدبير والإعداد لا الصدفة وكان ارتباطها به يشكل هدفا محددا لكي تتعثر خطي المشير عن طريق هذه الزيجة الثانية له‏!!‏
كنت رئيسا لهيئة الاستعلامات‏..‏ فكيف تنظر الآن لتلك الفترة التي شهدت حروبا تقليدية وإعلامية تعرض لها السادات؟
توليت هيئة الاستعلامات عام‏1974‏ حتي عام‏1980..‏ حرصت خلالها علي زيادة عدد المكاتب الإعلامية من‏14‏ إلي أربعين مكتبا لإحداث توازن إعلامي علي الخريطة العالمية ومصر من أكثر الدول التي تعرضت لتشويه صورتها بالخارج بعد هزيمة‏1967‏ كانت إسرائيل تروج لأننا بدأنا بالاعتداء وبعد نصر أكتوبر‏1973‏ كانوا يحاولون رسم صورة فجة لمصر وأننا شعب بلا ثقافة‏..‏ لذلك كما حرصنا علي استخدام الأسلحة الحديثة وأتقناها في حرب أكتوبر قمنا بالاستعانة بمعارض الآثار الجوالة التي تعكس الحضارة المصرية وتقديم المعارض الفنية والموسيقي الكلاسيكية فالثقافة أسهل الطرق للقلب والعقل ودائما تذكر الشعوب بانجازاتها الفنية‏..‏ وإذا كانت مهمة الاستعلامات والإعلام الخارجي تتركز في عكس صورة مصر بأبعادها المختلفة عن طريق السفارات فإنني أري أن السياسة الخارجية هي العمود الفقري للإعلام‏..‏ فالتحرك الدبلوماسي هو في حد ذاته تحرك إعلامي وسفريات رئيس الجمهورية أفضل معبر عن هذه السياسة فالإعلام هو الوسيلة‏..‏ لكن المضمون يحدده تحرك الدولة سياسيا وثقافيا‏..‏ ولكني كنت محظوظا لأن هذه الفترة كانت غنية بالأحداث خاصة بعد حرب أكتوبر ومبادرة السلام‏..‏ وأنا أعتبر أن هذه الفترة بالإضافة لفترة السيد صفوت الشريف الذي خلفني في المنصب من أفضل الفترات في الاستعلامات‏..‏ فأنا كنت حريصا علي إرسال المادة من مصر لكني كنت أترك لمدير كل مكتب مهمة تحديد الأسلوب الأمثل ولا أتدخل‏..‏ فالأمريكان علي سبيل المثال يحبون الأرقام والفرنسيون مغرمون بالقصص العاطفية والإنجليز يقدرون القالب الأدبي‏..‏ وهكذا‏..‏ ولكننا إذا كنا عانينا من الإعلام المضاد سواء كان صهيونيا أو أوربيا وأستطعنا التصدي له‏..‏ لكننا قاسينا بشدة من الإعلام العربي المضاد بعد كامب ديفيد لأنه في حقيقة الأمر لم يكن إعلاما بقدر ما كان عفوا‏_‏ ردحا وشتائم يعف عنها اللسان وكان ملخص ردنا أن مصر لا تنعزل أبدا فمن يبتعد عنها هو الذي يشعر بالانعزال فنحن شعب نهري مسالم أعتاد أن يروي أرضه من النيل ويترك غيره يعيش ويروي أيضا‏..‏ لكن الطبيعة البدوية الصحراوية تحمل بداخلها صراعا ضمنيا حيث يتنافس الأعراب في الصحاري أيهما يصل أولا إلي الواحة الخضراء‏..‏ وقد منحنا القضايا العربية وعلي رأسها القضية الفلسطينية اهتمامنا الأكبر واذكر أن الأفارقة كان يلوموننا لأننا أهملنا قضاياهم وكنا نتسلل من القاعات عند عرض قضاياهم وكانت أخطاء فادحة من جانبنا لم نتداركها إلا مؤخرا‏.‏ يقيني ان دور الاستعلامات الان يجب ان يلقي الضوء بصفة أساسية علي الإيجابيات المضيئة والانجازات التي تحققت في مصر في العقود الثلاثة الماضية‏..‏ وان يتم تنظيم رحلات للمراسلين للمدن الجديدة والمصانع‏..‏ لكي نحدث بعض التوازن في رؤيتهم التي كثيرا ما تكون مجحفة‏..‏ لقد تعددت سبل المعارف حتي كاد يختفي السبق الصحفي‏..‏ لذلك تعاظم دور التحقيق والتحليل في الإعلام الحديث‏.‏
‏*‏ لماذا لم نشعر بالتعاون الثقافي من خلال نادي القلم الدولي الذي كنت سكرتيرا له لمدة خمسين عاما‏,‏ وما تقييمك لعدم فاعلية انخراطنا كعرب في المنظمات الدولية لأنه يأتي شكليا في معظم الأحوال؟
نادي القلم الدولي محفل ثقافي عريق أسس عام‏1921‏ عقب الحرب العالمية الأولي في محاولة لمنع تكرارها‏,‏ وانضم له عمالقة الأدب أمثال ج‏.‏ه‏.‏ ويلز وأناتول فرانس وفي عام‏1954‏ اثناء تواجدي في لندن طلب النادي استخدام قاعة المعهد المصري لتنظيم بعض المحاضرات فعرضت الفكرة علي يوسف السباعي فوافق وتم احياء الفرع المصري مرة أخري وتولي رئاسته د‏.‏ طه حسين‏,‏ وكنت سكرتيرا له أنا ويوسف السباعي وتدريجيا تراجع الدور الأدبي للنادي وأصبح الاهتمام بقضايا الكتاب الذين يتعرضون للظلم في بلادهم وبعد وفاة يوسف السباعي انقطعنا عن دفع الاشتراك عدة سنوات وأثناء انعقاد أحد المؤتمرات في مدينة فيينا تم التلويح بشطب اسم مصر لانها لم تدفع الاشتراك‏,‏ ومن العجيب ان وفد اسرائيل هو الذي دافع عنا ورفض عدم شطب مصر وقالوا إن هناك ظروفا منعت مصر من الوفاء بالتزاماتها وقام أحد المصريين ويدعي أبو الروس بدفع الاشتراك نيابة عنا وقد كتب أنيس منصور هذه الواقعة في عموده‏,‏ وكان معظم هؤلاء الكتاب من المناهضين للسياسة الاسرائيلية‏..‏ ولكننا بالفعل لم نستفد من هذا المحفل في تنشيط حركة الترجمة والاختلاط بالادباء‏..‏ ومنذ أكثر من ثلاثين عاما طالبت بإنشاء ورش للترجمة لكننا نهوي البداية دائما من أول السطر‏..‏ وتكرار كل ما حدث وعدم البناء علي ما انجز فعليا‏.‏
لماذا وقع عليك اختيار الرئيس السادات لتصبح متحدثا رسميا باسمه وباسم الحكومة وكان منصبا مستحدثا؟
لم يكن الأمر مرتبا من قبل في ذهن السادات لكن حين انعقد مؤتمر مينا هاوس عقب زيارته للقدس بالقاهرة وحضر الأمريكان كان لهم متحدثا رسميا فاقترح د‏.‏ عصمت عبد المجيد رئيس الوفد المصري علي السادات أن أكون متحدثا رسميا باسمه واستمرت العلاقة والصلة حتي وفاته إضافة إلي عملي بالاستعلامات والذي حرصت خلاله علي إرساء مبدأ سفر الصحفيين والوفود المصاحبة للرئيس والحجز لهم بالفنادق علي نفقة الاستعلامات وكنت أسافر أنا وحسن كامل رئيس الديوان لنقوم بالإعداد لسفريات الرئيس وأذكر أثناء زيارة الرئيس وقرينته لطهران أن المراسم البروتوكولية كانت تقتضي أن يبتعد الصحفيين عن الرئيس فقلت لهم ليس لدينا إمبراطورا وسوف تشاهدون السادات وهو يضحك ويتجاذب أطراف الحديث مع الصحفيين وفي نهاية الزيارة كان الشاه والشهبانو يجاريان السادات في وده وبساطته فالسادات لم يكن ديكتاتورا كما يصوره البعض ولكنه كان عصبيا ويخرج أحيانا عن السياق وكان يقول لي أسعد أوقات حياتي تلك التي أقضيها علي المصطبة بميت أبو الكوم فالمتحدث الرسمي ليس صوتا لسيده لكنه يعطي رؤية واضحة لسياسيته ويجب أن يكون مؤهلا وعلي استعداد دائم للإجابة عن الأسئلة غير المتوقعة من خلال ثقافته ولباقته‏.‏
هل تذكر واقعة لا تنسي أو طرائف حدثت أثناء فترة عملك كمتحدث للرئيس ؟
بعد حرب أكتوبر والانفتاح ومعاهدة السلام كان معظم الصحفيين العالميين يودون مقابلة السادات وفي إحدي المرات كنت بصحبة نائبه حسني مبارك وفوجئنا بصحفي أمريكي يسأل الرئيس عن القطط السمان ومدي ارتباط اسم السادات بالعديد منها وغيرها من الأسئلة التي استنكرها مبارك وقال لي إنها أسئلة سخيفة يا مرسي وفي مساء ذلك اليوم طلب مني الرئيس السادات عدم نشر الحديث وكان متوجها بعد أيام لزيارة أمريكا‏..‏ فاقترحت عليه الموافقة علي نشر نصف الحديث عن السلام وتنشر البقية تنشر عقب عودته من أمريكا لأن هذه الأسئلة كانت تدور علي ألسنة الناس واستطاع هو الإجابة عنها بصورة جيدة‏.‏
لا يفتي ومالك في المدينة فلتحدثنا عن دقائق شخصية شقيقك بليغ حمدي الذي لقب بأنه سيد درويش عصره ؟
بليغ رحمه الله كان موهوبا منذ صغره وهو في الرابعة يتسلق علي كرسي البيانو الخاص بوالدتي ويعزف سماعي ولم يكن نشازا وكان يحب كثيرا اغنية عطشان يا صبايا دلوني علي السبيل ويقوم بتلحين كلمة يا صبايا كانت هذه الأغاني تتردد عقب بناء خزان سد الأولياء في الثلاثينيات وكان هناك خوف من شح المياه ومنعها عنا كما هو الحال الآن‏!!‏ وكانت طبيعته هادئة‏..‏ يحظي بمحبة دادة بندقة السودانية ودادة ليلة الصعيدية وكانتا مقيمتين بمنزلنا تعلم منهما الأغاني الشعبية وكان يرددها وراءهما وكانت دادة ليلة تجلسه أرضا وتقول له‏'‏ ربع يا بليغ‏'‏ لذلك نشأ يحب الجلوس علي الأرض ويفضله‏..‏ كان خجولا للغاية لا ينظر في وجه أحد ولو كان أخيه الأكبر وكان يشكو من كثرة الشائعات التي تربطه بكل فنانة يكتشفها فنيا‏..‏ لم يكمل دراسته بالحقوق وأثناء وجودي في لندن اتصلت أختي صفية وأخبرتني أن بليغ يطلب الإذن مني لكي يلتحق بمعهد الموسيقي فوافقت ونجح نجاحا باهرا وكانت أم كلثوم كثيرا ما تطلبني وتبحث عنه في كل مكان فأقول لها‏:‏ أنت دلعتيه يا ست‏!!‏ وأذكر أنه كان يدعوني معه لبعض الحفلات وبعد مرور الوقت يختفي تماما وأكمل الحفل وحدي‏..‏ تلك كانت طبيعته‏..‏ لكنه كان ملتزما بمواعيد التسجيل‏..‏ أما البروفات فمن الممكن تأخيرها حتي يستقر اللحن في ذهنه‏..‏ حضرت معه تسجيل أخر أغاني أم كلثوم‏'‏ حكم علينا الهوي‏'‏ وكانت أم كلثوم ترتدي حذاء كاوتش وتذهب لسماع كل مقطع عقب تسجيله فصوتها لم يكن بكامل صفائه وفي سنواتها الأخيرة كانت تطلب من بليغ أن يسمعها أولا أي لحن قبل غيرها‏..‏ وقد لحن لها‏(11‏ أغنية‏)‏ وأضاف لها جمهورا جديدا من الشباب‏..‏ أفصح لي ذات مرة أنه يحتفظ بنوتة بها السمة الأساسية لصوت كل مطرب لذلك كانت تأتي ألحانه سلسة لا تجهد المطرب تتناسب مع مقامه الموسيقي‏..‏ في الآونة الأخيرة تعرض لحن اغنية خسارة خسارة التي كتبها مأمون الشناوي للسرقة حيث قام زوج المطربة الأمريكية الشهيرة بيونسيه بسرقة اللحن والكلمات فرفع أسامة فهمي ابن شقيقتي قضية مازالت تنظر في القضاء‏.‏
ارتبط اسمك بفارس الرومانسية يوسف السباعي كما لم يرتبط غيرك فما هي أهم سمات شخصيته الإنسانية ؟
يتنهد د‏.‏ مرسي ويقول هناك حزن عام وحزن فردي وافتقاد القمم في الفن والأدب أو أي مجال يعد حزنا عاما ولكن يوسف السباعي كان أخا وصديقا من الصعب أن يجود الزمان بمثله‏..‏ كانت ابتسامته كفيلة بحل الكثير من المشكلات وخاصة بين الاتحاد السوفيتي والصين أثناء توليه منظمة التضامن حيث كان العراك بينهما يصل احيانا إلي التشابك بالأيدي ومن المؤسف أنه مات غدرا علي يد الأخوة الفلسطينيين في قبرص وهو الذي حصل لهم علي مقعد دائم بمنظمة التضامن ورتب أول دعوة لياسر عرفات إلي موسكو ونال اعتراف الدول الاشتراكية بها‏..‏ وكان إنسانا للغاية قام بمساعدة العديد من أسر الكتاب اليساريين الذين كانوا يهاجمونه وكان يمر علي الأرض تخضر كما يقولون وكانت بهية كرم رئيس قسم المرأة بالتضامن معه لحظة اغتياله واحتضنته ولم تخف حين فر الرجال‏..‏ هناك محاولات الآن لتحجيم دور المرأة وأصبحنا بحاجة لظهور قاسم أمين وهدي شعراوي مرة أخري‏.‏
ارتبط اسمك بالسيدة اميلدا ماركوس وهي شخصية كانت ومازالت مثار جدل ومضرب الأمثال في التبذير فما الذي جمعك بها ؟
كنت وكيلا لوزارة الثقافة للعلاقات الخارجية حين بدأت اميلدا ماركوس زيارتها للشرق الأوسط وبدأت بمصر وطلب مني يوسف السباعي ان أرافقها أنا وزوجتي وفي نهاية زيارتها طلبت مني السفر معها إلي لندن واستأذنت هي من الرئيس السادات وسافرت بالفعل لأنها أرادت أن تستعين بي للتعرف علي بعض أعضاء الحركة المضادة لبلادها وخاصة في جزيرة‏(‏ مندناو‏)‏ وكان معظمهم أعضاء في منظمة التضامن الآسيوية الأفريقية ويريدون القيام بحركة انفصالية ثم ذهبت معها إلي الجزائر وإلي الفليبين وتقابلت مع الملك حسين الذي كان يعرفني جيدا أثناء فترة عملي في لندن حيث كان طالبا في كلية ساند هيرست العسكرية ويحرص علي تناول طعامه في النادي المصري لكنني لم أكن مقربا من زوجها وكانت جيهان السادات تداعبني بقولها سنذهب في زيارة للشرق الأقصي ولصديقتك اميلدا ماركوس لأنها كانت تأنس للحديث معي بصفة شخصية وقد سألتها عن سر الألف حذاء التي قيل بعد الإطاحة بزوجها أنها تقتنيها فقالت‏:‏ إن الفليبين تشتهر بصنع الأحذية وكلها كانت هدايا شخصية تعبيرا عن المحبة‏..‏ فالأمريكان هم الذين روجوا لهذه الشائعات وهذا هو منهجهم في السياسة الخارجية حين ينقلبون علي حلفائهم‏..‏ كانت محبوبة ونشطة امرأة ذات جبروت كانت تحكم البلاد بالفعل وبحكم أنها كانت ملكة جمال وعارضة أزياء‏..‏ فكانت تقوم بارتداء ثلاث فساتين في اليوم حين قدمت إلي مصر فقالت لي السيدة جيهان‏:‏ أنا لست متفرغة لهذا الشأن مثلها ولا أستطيع مجاراتها بالرغم من أناقة وبساطة جيهان السادات‏.‏
فقدت العديد من الأحبة الابن الوحيد والزوجة والأصدقاء والأخوات ولكنك مازلت محتفظا بالوئام النفسي والاتزان فما هي وصفتك السحرية للآخرين ؟
الرضا‏..‏ الرضا بقضاء الله وقدره وكل ما ليس لنا دخل فيه هو أمر يجب التسليم به‏..‏ الحزن والشجن لا ينمحي ابدا لكنه قد يتوه في زحام الحياة‏..‏ وكما يجب علينا أن نقدم كل ما هو رفيعا حتي يصبح شعبيا‏..‏ فيجب ألا نتوقف عن الإحساس بالجمال ولا نعتبره من الكماليات‏..‏ ويقيني أن الموت بالنسبة للكتاب والفنانين هو أكبر الجوائز اقناعا‏..‏ لأنه يخلدهم في قلوب أحبائهم‏.‏
في العدد القادم‏.......‏ يتحدث عن خطب الرؤساء‏!‏
السيرة الذاتية
من مواليد‏1921‏ تخرج في كلية الآداب قسم لغة إنجليزية جامعة فؤاد الأول عام‏1943..‏ عمل سكرتيرا للمعهد المصري بلندن وأول ملحق ثقافي بالسفارة المصرية بلندن من عام‏1945-1956..‏ حيث عين مديرا عاما بالمجلس الأعلي للفنون والآداب حتي عام‏1967‏ فعمل مستشارا لوزارة الثقافة مع د‏.‏ ثروت عكاشة ورئيسا للمكتب الاستشاري للطفل‏..‏ وفي عام‏1969‏ عين مستشارا ثقافيا في ألمانيا الشرقية وبولندا وتشيكوسلوفاكيا حتي عام‏1972‏ حيث أصبح وكيلا لوزارة الثقافة للعلاقات الخارجية لمدة عامين وفي عام‏1974‏ عين رئيسا لهيئة الاستعلامات ومتحدثا رسميا للحكومة والرئيس السادات حتي وفاته كان سكرتيرا لنادي القلم الدولي لمدة‏50‏ عاما عضوا بالمجالس القومية المتخصصة والمجلس الأعلي للصحافة‏..‏ يرأس تحرير مجلة‏EgyptToday‏ منذ عام‏1979‏ وإلي الآن ورئيس القسم الثقافي بالأهرام ويكلي‏..‏ كاتب غير متفرغ بالأهرام منذ عام‏1972‏ حيث كان ينشر من مفكرة بالتناوب مع د‏.‏ لويس عوض ويوسف أدريس‏..‏ له كتب ودراسات إعلامية عديدة‏.‏

[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.