تقدمت تسيبي ليفني، وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة باستقالتها من البرلمان، اليوم الثلاثاء، بعد بضعة أسابيع من الإطاحة بها من زعامة حزب المعارضة الرئيسي، واتهمت زعماء إسرائيل بعدم الالتفات إلى جهود السلام مع الفلسطينيين. وقالت تسيبي، في تصريحات تلفزيونية بعدما سلمت خطاب استقالتها كعضو بالكنيست عن حزب كديما: "هناك ضرورة عاجلة وملحة للتوصل إلى تسوية دائمة مع العالم العربي والفلسطينيين."
وأضافت، أنها لن تهجر الحياة العامة لتترك بذلك الباب مفتوحًا أمام خيار خوض الانتخابات القادمة المتوقعة في غضون شهرين، بعدما أخفقت في عدة فرص لتصبح أول رئيسة لوزراء إسرائيل منذ عهد جولدا مئير في السبعينات.
وأوضحت، أن إسرائيل تعيش فوق فوهة بركان، مضيفة: "ساعة العالم تدق ووجود دولة يهودية ديمقراطية وهو ما تقصده الصهيونية يواجه تهديدًا خطيرًا".
وكانت تسيبي ليفني، كبيرة لمفاوضي السلام الإسرائيليين عندما تولت وزارة للخارجية في حكومة سابقة قادها حزب كديما، وكانت تشير في تصريحاتها إلى احتمال فقد اليهود للأغلبية ما لم تتم إقامة دولة للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وانهارت محادثات السلام في 2010 بعدما رفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، زعيم حزب ليكود اليميني، مطالب الفلسطينيين بتمديد تجميد جزئي للبناء في المستوطنات بالضفة الغربية استمر عشرة أشهر.
وخسرت ليفني زعامة حزب كديما في مارس/آذار أمام وزير الدفاع السابق شاؤول موفاز. ووجهت ليفني انتقادات لحكومة نتنياهو، متهمة إياها "بدفن رؤوسهم في الرمال والتعامل بالمناورة والتحايل في الوقت الذي يزداد فيه التهديد لإسرائيل". وخسرت ليفني المحامية في قطاع الشركات والعضو السابق بجهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) فرصتين على الأقل لقيادة إسرائيل.
وفي 2008 فشلت في تشكيل ائتلاف مع الأحزاب اليهودية المتشددة بعد استقالة إيهود أولمرت، زعيم كديما من رئاسة الوزراء في فضيحة فساد. وفي الانتخابات التالية في 2009 حل ليكود في المرتبة الثانية وراء كديما، لكن نتنياهو شكّل الحكومة مع أحزاب دينية، بعدما فشلت ليفني في العثور على شركاء من الأحزاب المتشددة.
وقالت في تعليقاتها بشأن استقالتها من الكنيست: "لست نادمة على عدم بيع الدولة للمتشددين" في تلميح إلى التمويل العام الذي يسعى الزعماء الدينيون وراءه دائمًا مقابل دعمهم للحكومة. وتشير استطلاعات الرأي حاليًا إلى أن حزب كديما سيفقد ثلثي مقاعده في الانتخابات القادمة مع انتعاش شعبية ليكود وحزب العمل. وتكهّنت وسائل إعلام إسرائيلية بأن ليفني ربما تعود للعمل السياسي قريبًا؛ للانضمام إلى حزب وسطي جديد، أسسه المؤلف الإسرائيلي يائير لابيد، الذي يتمتع بشعبية.