كان الأديب العالمى جونتر جراس على موعد مع سيل لا يتوقف من التصريحات والاتهامات بمعاداة السامية، التى كان بطبيعة الحال يتوقعها جيدا وهو يسطر أبيات قصيدته الجديدة «ما يجب أن يقال» المشحونة برسائل مناهضة لاسرائيل وترسانة سلاحها النووى وحشدها للنيل من الكيان الإيرانى. الكاتب والشاعر، ألمانى الجنسية، حث فى القصيدة بلاده لوقف بيع السلاح إلى اسرائيل،وهى الدعوات التى اعتبرتها إسرائيل «عدائية»، وانتقلت هذه الانتقادات من الهامش الأدبى إلى أروقة الساسة والرسائل المتبادلة ما بين الطرفين الألمانى والإسرائيلى، حتى أعلنت إسرائيل حظر الكاتب الألمانى من دخول أراضيها وهو ما جاء فى بيان صدر عن وزير الداخلية إيلى يشائى الذى جاء فيه أيضا أن «قصيدة جونتر جراس محاولة لإذكاء الحقد ضد دولة إسرائيل والشعب الإسرائيلى». فيما نقلت صحيفة «الجارديان» البريطانية ترحيب إيران بقصيدة أديب وشاعر نوبل الأشهر، وذلك عبر تليفزيون Press Tv، وهو تليفزيون إيران الرسمى الناطق باللغة الإنجليزية، الذى جاء فيه أن قصيدته «إحساس أدبى مرهف» وأن ألمانيا لم تقم أبدا من بعد الحرب العالمية الثانية بهجوم إسرائيل بهذه الطريقة الشجاعة، وأن جونتر جراس قام «بإطلاق ضربة أدبية مميتة لإسرائيل».
جونتر جراس، 84 عاما، يرتدى عدة قبعات ما بين أديب وشاعر وكاتب ويعتبر أحد أشهر كتاب ألمانيا على الإطلاق وحصل على جائزة نوبل عام 1999، وقد أثارت قصيدته الأخيرة جدلا عالميا واسعا انتقل من وكالات الأنباء إلى مقالات الرأى فى الصحف الكبرى، فقد اعتبر هانس كوندينانى، أحد كتاب الجارديان، أنه خلق بعمله هذا «توجهات ألمانية جديدة حيال إسرائيل»، فيما اهتمت «نيويورك تايمز» بنقل ما اعتبرته «محاولة من الكاتب الكبير لاستيعاب الجدل الكبير بسبب قصيدته»، وذلك بعد تصريحات جونتر جراس أن قصيدته لا تنتقد إسرائيل كدولة بقدر ما هو انتقاد لممارسات حكومتها الحالية.