تميزت المظاهرات السنوية التي تشهدها كبريات المدن الألمانية منذ عام 1960 بمناسبة عيد الفصح لمناهضة النزعات المسلحة والطاقة النووية ، بظاهرة جديدة تمثلت في هتافات مؤيدة للأديب الألماني الحائز على جائزة نوبل جونتر جراس الذي هاجم في قصيدته الشعرية الأخيرة "ما الذي يتعين قوله" إسرائيل واعتبرها تهديدا للسلم العالمي. وعلى الرغم من انتقاد دوائر إعلامية وسياسية في كل من ألمانيا وإسرائيل للقصيدة ، فقط شهدت عدة مدن ألمانية من بينها شتوتجارت وبرلين وميونخ وليبزيج أمس الأحد 70 مسيرة أعرب المشاركون فيها عن تأييدهم لآراء جراس وفقا لما ذكره ويلي فاو أوين المتحدث باسم "خلية تنسيق مسيرات الفصح".
وكان جراس قد فاز بجائزة نوبل للآداب عن دوره في إثراء الأدب العالمي خاصة في عمله الشهير " ثلاثية داينتسيج" التي تعد واحدة من أهم النصوص النقدية للحقبة النازية ، إلا أن ذلك لم يشفع له عند بعض الإسرائيليين ويهود أمريكا الذين اتهموا لجنة منح الجائزة بانتهاك حظر أوروبي غير معلن على كتاب ألمانيا بمنحها لجراس الذي كان عضوا بجهاز الشرطة السرية النازية إبان الحرب العالمية وهو في العشرينيات من عمره.
وهذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها جراس (84 عاما) اتهامات بمعاداة السامية على خلفية معلومات حول تاريخه في الحرب العالمية الثانية ، إلا أنه كرس حياته لنقض هذه الأفكار ، وجاءت قصيدته الأخيرة فيما يبدو محاولة من جانبه لقول ما كان محرما من أفكاره قبل أن يوافيه الأجل.
وأعلنت إسرائيل أمس الأحد، بحسب فرانس برس، حظر الكاتب الألماني جونتر جراس من دخول أراضيها بعد الاحتجاجات التي أثارتها قصيدة له اتهم فيها إسرائيل بتهديد السلام العالمي. وجاء في بيان صدر عن وزير الداخلية إيلي يشائي أن الوزير "أعلن جونتر جراس شخصا غير مرغوب فيه في إسرائيل".
