هدد عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني جانتس، بتقديم استقالته من حكومة بنيامين نتنياهو إذا لم تُعتمد خطة لما بعد الحرب في غزة بحلول الثامن من يونيو المقبل. وفي خطاب ألقاه مساء يوم السبت، انتقد جانتس الوضع السياسي الحالي في إسرائيل، مشيرًا إلى أن «أقلية ضئيلة تهيمن على قرارات البلاد وتدفعها نحو المجهول». وحدد جانتس، في خطابه 6 أهداف يجب تحقيقها قبل الموعد المحدد، وهي: استعادة المختطفين، وإضعاف حكم حركة «حماس»، ونزع السلاح من قطاع غزة، وتشكيل تحالف أوروبي - عربي لإدارة القطاع لا يشمل «حماس» أو السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، وإعادة السكان إلى شمال إسرائيل، وضمان الخدمة العسكرية لجميع الإسرائيليين. والخلافات بين نتنياهو وجانتس ليست جديدة، وتعود إلى عام 2023، وتعرض "الشروق" في هذا التقرير ملامح الخلاف بينهما. في عامي 2023 و2024، شهدت العلاقات بين رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق بيني جانتس، سلسلة من الخلافات البارزة والتي تركزت حول تشكيل حكومة الحرب وإدارتها خلال الحرب على غزة، بالإضافة إلى سياسات الحكومة في الداخل والخارج، هذه الخلافات أثرت بشكل كبير على السياسة الإسرائيلية، وأظهرت التوترات العميقة بين الطرفين. 1. تشكيل حكومة الحرب في أكتوبر 2023، اتفق نتنياهو وجانتس على تشكيل حكومة طوارئ لإدارة الحرب على غزة، وضمت الحكومة ضمت 5 أعضاء، بما في ذلك وزير الدفاع يوآف جالانت. وكان الهدف من هذه الحكومة هو تنسيق الجهود العسكرية والسياسية خلال فترة الحرب، إذ أصر جانتس على أن هذه الحكومة يجب ألا تصدر أي تشريعات أو قرارات لا تتعلق بالحرب طالما استمرت الحرب. 2. خلافات داخل الحكومة الخلافات بين نتنياهو وجانتس ظهرت بوضوح عندما رفض جالانت وجانتس المشاركة في مؤتمر صحفي مع نتنياهو. هذه الخطوة أظهرت التوترات بين أعضاء حكومة الحرب، حيث لم يكن هناك اتفاق كامل حول كيفية إدارة الحرب وملف الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، وأثرت التوترات على فعالية الحكومة في إدارة الأزمة. 3. زيارة جانتس لواشنطن في نهاية 2023، قرر جانتس زيارة واشنطن دون موافقة نتنياهو؛ مما أثار غضب الأخير. وكان هدف جانتس من الزيارة هو مناقشة الدعم الأمريكي لإسرائيل خلال الحرب ونقل رسالة إلى نتنياهو بأن هناك حاجة لتغييرات في السياسات الحالية، وهذه الخطوة اعتبرها نتنياهو تحديًا لسلطته وزادت من التوترات بينهما. - الخلافات حول الأسرى واحدة من أكثر الخلافات كانت التعامل مع صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس، واختلف نتنياهو وجانتس بشأن الاستراتيجية المناسبة للتفاوض، حيث فضل نتنياهو نهجًا أكثر تشددًا بينما دعا جانتس إلى حلول أكثر مرونة. هذه الخلافات زادت الضغوط الداخلية على نتنياهو، الذي كان يواجه احتجاجات مستمرة من أهالي المحتجزين الإسرائيليين الذين طالبوا بمزيد من الجهود لإطلاق سراح أقاربهم. وأثرت الخلافات على الدعم الشعبي لحكومةالاحتلال، حيث أظهرت استطلاعات الرأي تراجع شعبية نتنياهو مقابل زيادة شعبية جانتس وحزبه الوحدة الوطنية.