المخرج محمد فاضل أحد أبناء الجيل الأول ممن عملوا فى الدراما التليفزيونية يقول: «لا أستطيع أن أبتعد عن شاشة التليفزيون، فهو بيتى الذى لا يمكننى التخلى عنه مهما كانت الأسباب، وبشكل وبآخر سنمد له يد العون لكى نساهم فى الخروج به من أزمته». وأضاف: «للأسف الإعلام الرسمى هو الذى تسبب فى عزوف جمهوره عن مشاهدة تليفزيون الدولة، وذلك بسبب عدم نقل الحقيقة الكاملة للأحداث، التى بدأت بيوم 25 يناير 2011، ومن خلال رؤيتى للتليفزيون المصرى أجدت أن معظم البرامج التى يبثها تقوم بنقل معلومات مغلوطة، حتى أننى شاهدت مذيعة تقوم بسرد الأحداث وخلال مناقشتها مع مراسل القناة فإذا به يستوقفها ليؤكد لها بأن المعلومات التى ترددها ليست صحيحة، فضلا عن أن كثيرا من الضيوف الذين يتم الاستعانة بهم فى البرامج الحوارية لا يؤمن بالثورة، وهذا الأمر يدل على أن النظام السابق لم يرفع يده كاملا عن تليفزيون الشعب.
وأضاف: «كان يجب على التليفزيون المصرى أن يكون أول جهة تؤمن بثورة الشعب، وأن يؤمن بمطالبه فى استرداد حقه المنهوب طوال السنوات الماضية، وهى كلمة السر لكى يعود المشاهد لإعلامه، فالتليفزيون يستطيع أن يغير هذا المفهوم لأنه يمتلك بالفعل مواهب وقيادات تستطيع أن تقوده للريادة، والاستغناء عن ظهور مذيعين ومذيعات على الشاشة ساهموا فى الإساءة لشاشته، وتقديم مذيعين جدد من ماسبيرو شباب ليقودوا المرحلة المقبلة بإعلام صادق ليس به فلول من نظام انحل.
واعترف المخرج على بدرخان أنه لا يتابع التليفزيون المصرى واصفا إياه بالإعلام المستفز، قال: «للأسف قيادات ماسبيرو لديها مفاهيم بعيدة عن الأحداث فهم يعيشون فى واد والثورة والشعب فى واد آخر، ولذلك أرى أن الهجوم عليه منطقى وطبيعى، فعلى سبيل المثال التليفزيون هاجم الثورة فى بدايتها بتعليمات وبعد نجاحها أخذ فى الدفاع عنها أيضا بتعليمات، فلا يوجد مبدأ ولا شىء تغير بعد الثورة فى ماسبيرو. واستدرك قائلا: «على الرغم من كل هذا، لا أنكر أن التليفزيون المصرى به قيادات على كفاءة عالية ولديهم فكر وثقافة، ولكن لم تأخذ حقها حتى الآن فالواسطة داخل التليفزيون متشعبة ومسيطرة، ونتج عنها تعيين أشخاص ليس لديهم الكفاءة وهى التى جعلت كل من هب ودب يتواجد فى هذا المكان الذى يفترض أنه يعبر عن الشعب المصرى. وطالب بدرخان بضرورة إعادة هيكلة الاعلام المصرى وقال: «عند بداية إنشاء التليفزيون قيل إنه ولد عملاقا، وأؤكد أنه لا شىء يولد عملاقا، ولو كان كذلك فها هو يتقهقر يوما بعد يوم، ولذلك يعزف عنه المشاهدون ويذهبون للفضائية التى تعبر عن الحقيقة الغائبة فى الأحداث، وهو ما نفتقده على شاشة تليفزيون الدولة. وبدبلوماسية كبيرة تحدث المطرب مدحت صالح قائلا: «تأثرت كغيرى بالحملات الضارية التى تعرض لها التليفزيون المصرى بعد ثورة يناير، خاصة أنه فشل فى الانحياز لجانب الشعب والثورة، وعليه فأمامه مرحلة طويلة وصعبة لكى يعيد جسور الثقة مرة أخرى بينه وبين المشاهد، ومن هنا فأنا لا أتابع الأحداث عبر شاشته أفضل القنوات الفضائية التى راهنت منذ اللحظة الأولى على الثورة، وغامرت بكل شىء لأنها رأت الوقوف مع المواطن وليس مع النظام، وللأسف حتى بعد نجاح الثورة لم يبتعد التليفزيون عن الشبهات التى طاردته، وفى كل حدث يقع بالشارع يرتكب أخطاء لا يغفرها له الثوار وأتمنى بحق أن يستعيد التليفزيون ماسبيرو مكانته لأنه صرح إعلامى ظل يتباهى لسنوات بأنة صاحب الريادة فى المنطقة العربية كافة. ومن جانبها أكدت الفنانة إلهام شاهين أنها متابعة جيدة للتليفزيون المصرى وقالت: «أتابع كل الأحداث عبر قناة النيل للأخبار بجانب القنوات الخاصة بالطبع، ومن خلال متابعتى أرى أن هناك قنوات فضائية خاصة تسعى لتصعيد الأمور بشكل يمثل خطرا كبيرا على مصر، وهو ما يجعلنى أن أؤكد أن الهجوم المستمر على الإعلام المصرى أمر قاس للغاية فالتليفزيون تعامل مع الثورة فى بدايتها وفقا لحجمها الطبيعى أنها مظاهرة ضد فساد الشرطة، ومع وضوح الصورة تعامل مع الثورة وفقا لحجمها الطبيعى كثورة، وأرى أن البرامج تناولت الأحداث فيما بعد بشكل موضوعى، وزادت مساحة الحرية وأصبح للضيف مطلق الحرية فى أن يقول ما يشاء ويبذل القائمون بمبنى ماسبيرو قصارى جهدهم لتقديم تغطية حية موضعية وحيادية بخلاف بعض القنوات التى تسعى للإثارة والتهييج وهدم كيان بلد يسعى للاستقرار.
وأضافت: «وأرى أن قناة صوت الشعب تعد خطوة جيدة لتواصل الشعب مع من يمثلونه فى البرلمان من خلال بث حى للجلسات، وهو ما يعبر عن وجود شفافية فى نقل الأحداث ويؤكد أن هناك محاولات للنيل من التليفزيون المصرى وهدمه. وترى الفنانة هالة صدقى أن التليفزيون المصرى «أحسن الوحشين»، وتقول: «الإعلام المصرى بنوعيه العام والخاص سيئ للغاية وهناك بعض من القنوات العربية تريد هدم مصر من خلال تصعيد الأحداث بشكل مبالغ فيه منها الهجوم غير المبرر فى كثير من الأحيان على التليفزيون المصرى وعلى كل من ينتمى لمؤسسة الدولة من مجلس عسكرى وشرطة وإعلام. وأوضحت قائلة «التليفزيون المصرى إذا كان قد وقع فى خطأ فى البداية فى تناوله للأحداث يجب ألا تغلوا فى قسوتنا عليه، خاصة أننا نلمس بقوة محاولاته المستمرة لتصحيح أخطائه والتزامه بالحيادية والموضوعية بخلاف بعض القنوات الأخرى التى لا يهمها سوى جذب أكبر نسبة من الجمهور نحوها حتى لو على حساب الرسالة الإعلامية الصحيح. وقال المؤلف عبدالرحيم كمال إن التليفزيون المصرى أصبح مختلفا فى تغطيته للأحداث فى مصر عن السابق وإن كانت التغطية ليست بالصورة المطلوبة وهو ما عرضه لهجوم شديد، فهناك حالة من فقدان الثقة بين الناس وما يتم تقديمه على شاشة التليفزيون وهو ما أدى إلى انصراف عدد كبير من المشاهدين لمتابعة الأحداث السياسية على القنوات الفضائية، ولكننى أرى من خلال متابعتى للبرامج والنشرات الإخبارية أن أداء التليفزيون المصرى تغير حيث شاهدت أحد مقدمى البرامج يتعامل بحرية فى تناوله للأحداث وعبر عن رأيه بشكل كبير وهى بداية جيدة وخطوة مهمة وإن كنت أرى أن التليفزيون المصرى بحاجة إلى التطهير من الداخل من جميع ما تبقى من فلول النظام البائد الذى لا يزال يعمل داخل مبنى ماسبيرو، ولذلك نجد أن المذيع المصرى تعوّد أن يكون موجها وهو ما يعانى منه أغلب مذيعى ماسبيرو.