في الوقت الذي يحتاج فيه التليفزيون المصري لإعادة صياغة وهيكلة تجعله قادرا علي المواكبة وفق رؤية عصرية تعيد الثقة إلي المشاهد وتجعله مشاركا أصيلا في عملية التطوير.. ومن خلال متابعتي لما يقدم علي قنواتنا الرسمية، والإخبارية بشكل خاص، لمست تراجعا في نوعية البرامج المقدمة علي شاشة قناة النيل للأخبار، ويرجع هذا لتكرار البرامج وضعف الأداء المهني الذي طال نشرات الأخبار. كانت النيل للأخبار قبل سنوات بشارة أمل تنطق باسم مصر لتكون مرجعية لما يدورمن قضايا وأحداث. لكن بدا التخبط واضحا في كثيرمن التغطيات وتدني مستوي التحرير، وفقرالإستوديوهات. لكن هناك برامج تستحق المشاهدة، وإن كانت تعد علي أصابع اليد وهو ما رأيته في برنامج »إفريقيا« الذي أتابعه من سنوات لتبنيه قضية الدفاع عن أمن مصر القومي عبر بوابته الإفريقية وسعيه إلي مد جسورالتعاون بين مصر وقارتها، مؤصلا وموثقا لقيم التواصل مع الشعوب والدول الإفريقية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، عبرملفات تستحق الطرح وضيوف متخصصين ومهمومين بالشأن الإفريقي، وبجهد مذيعة ذات أداء رصين هي معتزة مهاب، وإعداد اتسم بالمواكبة والوعي لمدحت عبدالدايم، وفريق عمل فني يبدو متجانسا. أثق في قدرة الإعلام المصري علي التطويروالمواكبة وفي قدرات الوزير أسامة هيكل علي تحقيق المعادلة الصحيحة في مثل هذه الظروف الصعبة التي تتطلب العمل بجدية لاستعادة الريادة الإعلامية.