امتدت مشكلة الانفلات الأمنى ونقص الكميات المتاحة للاستهلاك من مجال البوتاجاز إلى مجال المقررات السلعية المربوطة على بطاقات التموين خاصة الأرز والسكر.. فرغم تحسن التغطية نسبيا بالنسبة للقاهرة الكبرى وبعض محافظات الوجه البحرى إلا أن محافظات الصعيد هى المهددة حاليا بنقص المقررات التموينية على خلفية الانفلات الأمنى الذى تزايد بشكل ملحوظ مؤخرا، أما مشكلة نقص الأرز فما زالت تلقى بظلالها على المستهلكين الذين يصرفون نصف الكمية المخصصة أو يصرفون المكرونة كبديل أو يقبلون الأرز المستورد «الفلبينى» مضطرين، فى حين لا يزال الأرز المحلى فى مخازن المحتكرين.
حوادث السطو المسلح
«خلال الاسبوع الماضى فقط تم السطو على 5 سيارات نقل محملة بالحصص التموينية من السكر بواقع 300 طن لكل سيارة أى 1500 طن» هذا ما يؤكده الدكتور أحمد الركايبى رئيس الشركة القابضة للصناعات الغذائية التى تتولى نقل المقررات التموينية إلى مختلف المحافظات قال الركايبى «كان هناك تأمين للسيارات فى الفترات الأولى للثورة والآن لم يعد الأمر كذلك وهو ما يؤدى إلى تعرض السيارات لمهاجمة البلطجية وهو ما دفع سائقى السيارات إلى عدم السير ليلا مما يؤدى إلى تأخير وصول المقررات التموينية ورغم ذلك يؤكد الركايبى أن الوضع خلال يناير الماضى أفضل بكثير من الشهور السابقة فى التغطية التموينية خاصة بالنسبة للقاهرة الكبرى والاسكندرية ومحافظات الوجه البحرى بدليل أنه تم مد فترة صرف تموين شهر يناير حتى يوم 7 فبراير فقط وسوف يتم مد الصرف الشهر الحالى حتى يوم 5 مارس مما يؤكد وجود تحسن فى الكميات المربوطة على البطاقات التموينية، بينما ظلت المشكلة فى الوجه القبلى وفقا «للركايبى».
نصف الكمية
«الشهر اللى فات واللى قبله صرفت نصف كمية الأرز المقررة فقط، سألت البقال هاخد الباقى امتى، قال مفيش باقى» قالت ماجدة صابر محمد التى تقطن بمنطقة إمبابة. أما عبدالوهاب محمد بحدائق القبة فيقول إنه يضطر لصرف الأرز المستورد طويل الحبة المعروف شعبيا بالفلبينى رغم أن أسرته لا تستسيغه وتقول صابرين متولى من المنيل إنها تصرف نصف كمية الأرز بلدى والنصف الآخر فلبينى.
الموسم الجديد
«الأرز ما زال يمثل لنا مشكلة» بحسب رئيس القابضة الغذائية الذى أكد أن باب توريد الأرز الشعير لم يغلق بعد «ونشتريه بأسعار حتى 2000 جنيه للطن».
يشير «الركايبى» إلى خطة هيئة السلع التموينية لمواجهة مشكلة الأرز خلال الموسم الجديد الذى يبدأ فى سبتمبر المقبل فمن المقرر أن تشترى الهيئة كميات أرز شعير تصل إلى 850 ألف طن «ولدينا إمكانية تخزين هذه الكمية من خلال شركات المضارب التابعة للدولة».
«مشكلة العام الماضى كانت تدبير التمويل اللازم لشراء الأرز الشعير لتأمين احتياجات الاستهلاك فخرج الموسم من تحت سيطرتنا وذهب للمحتكرين» وفقا للركايبى الذى يؤكد حل مشكلة التمويل فى الموسم الجديد، وحول التغلب على مشكلة نقص المعروض من الأرز المحلى وارتفاع أسعاره قال الركايبى إن الشركة قامت بتدبير كميات تتراوح بين 150 و200 ألف طن من الأرز المستورد محليا عن طريق القطاع الخاص وبأسعار أقل من الأرز المصرى لاستكمال المقررات التموينية من الأرز إلى جانب استخدام المكرونة كبديل مساعد.
بعيدا عن الأرز يقول الركايبى إن مخزون الزيت التموينى يكفى الاحتياجات لمدة 3 أشهر قادمة أما السكر فالرصيد كاف حتى أكتوبر المقبل وربما حتى نهاية العام.
الأرز متوافر
يتوقع رجب شحاتة رئيس شعبة الأرز بغرفة الحبوب باتحاد الصناعات انخفاض محصول الأرز فى الموسم القادم بنسبة 45% نتيجة تراجع المساحة المنزرعة من 1.6 مليون فدان أنتجت نحو 6.5 مليون طن شعير إلى مليون طن فقط يقدر إنتاجها بنحو 3 ملايين طن شعير
وبحسب شحاتة فلابد من تعويض هذه الفجوة باستيراد الأرز طويل الحبة مطالبا بأن يتعود المستهلك المصرى على الأرز المستورد
عن الموقف الحالى لمخزون الأرز التموينى قال شحاتة إن هيئة السلع التموينية لديها ما يكفى للحصص التموينية والدليل على ذلك أن الهيئة لم تطرح مناقصات عاجلة وأن المناقصة القادمة «رقم 6» سوف تطرح نهاية الشهر الحالى على أن يتم تنفيذها خلال شهور ابريل ومايو ويونيو «ولو أن هناك عجزا لأعلنوا عن مناقصة فورية».
يتوقع «شحاتة» أن تنخفض أسعار الأرز المحلى بشكل ملحوظ فى مايو المقبل مع بدء ظهور المحصول الجديد فمن يقوم بتخزين محصول الموسم الماضى من الفلاحين أو غيرهم سوف يضطر إلى طرحه فى السوق خاصة بعد دخول الأرز المستورد الذى ادى إلى تحجيم أسعار الأرز المحلى ودفعها للانخفاض من نحو 3600 جنيه إلى 3100 للطن ليباع الأرز «السايب» فى محلات البقالة بنحو 330 قرشا للكيلو بينما يصل الحد الأقصى لأسعار الأرز المعبأ عالى الجودة 450 قرشا ووفقا لشحاتة فإن الأسعار المرتفعة المتداولة فى «الهايبرز والسوبر ماركت» لا تعبر عن واقع أسعار الأرز فى السوق.
المقررات كاملة
فى الشرقية بلد الأرز يتم تكملة مقررات الأرز التموينية بالمكرونة ولا يرى عطية أبوالعينين مدير إدارة التموين بالشرقية فى ذلك أية مشكلة بل على العكس يقترح أن يتم ربط المكرونة بدلا من الأرز فى المحافظات المنتجة للأرز مؤكدا صرف كامل المقررات التموينية بالمحافظة الشهر الفائت.
من جانبه أكد فتحى عبدالعزيز وكيل وزارة التموين ضرورة أن يعرف كل مستهلك كامل مستحقاته التموينية وقيمتها حتى لمواجهة أية شبهة استغلال من جانب البقال التموينى.