أدانت جماعات مدافعة عن حرية الصحافة اعتقال عشرات الصحفيين في تركيا هذا الأسبوع قائلة إن "ذلك يجعلها أحد أكثر البلدان من حيث عدد الصحفيين في السجون". وقالت منظمة (صحفيون بلا حدود)، ومقرها باريس، إنها "مندهشة لنطاق وطريقة الاعتقالات التي لا مكان لها في دولة ديمقراطية"، وحثت السلطات التركية على تقديم تفسير واف لأسباب اعتقال الصحفيين.
ورفعت أحدث الاعتقالات عدد الصحفيين في السجون التركية ليتجاوز المئة -وهو أحد أعلى المعدلات في العالم- في الوقت الذي توجه فيه اتهامات بأن حكومة أردوغان لا تتسامح مع المعارضة وتحاول ترويض وسائل الإعلام، ولكن تركيا -التي تقدم نفسها على أنها نموذج للديمقراطيات الصاعدة في الشرق الأوسط- إن الصحفيين أودعوا السجن عن جرائم وليس بسبب عملهم.
وداهمت الشرطة التركية مكاتب بضع صحف ووكالات أنباء ومنازل صحفيين في عدة مدن في أرجاء البلاد في وقت مبكر يوم الثلاثاء، وألقت القبض على 38 صحفيا على الأقل في تلك المداهمات منهم حوالي 25 في اسطنبول أكبر مدينة تركية، ولم يصدر تعقيب رسمي من الحكومة بشأن تلك الاعتقالات.
لكن وكالة أنباء الأناضول الرسمية قالت إن 38 شخصا من بينهم عدد غير محدد من الصحفيين اعتقلوا في إطار عملية ضد ذراع "الإعلام والدعاية" لاتحاد الجمعيات الكردية، الذي أسسه حزب العمال الكردستاني المحظور في 2005 بهدف إنشاء نظامه السياسي الخاص.
وأدانت جماعات تركية مدافعة عن حرية الصحافة الاعتقالات، وشارك مئات الاشخاص في مظاهرة احتجاج في اسطنبول مساء الثلاثاء. وقال (التجمع من أجل حرية الصحفيين) في بيان "تركيا تحاول وضع ضغوط على حرية الصحافة. 2010 كان عاما مظلما للصحفيين، وقد اتضح أن 2011 أكثر سوءا منه".
وقالت لجنة حماية الصحفيين التي مقرها نيويورك إنها "منزعجة" للاعتقالات وناشدت السلطات التركية "الكشف على الفور عن أسماء أولئك الذين اعتقلوا وأي اتهامات توجه إليهم".
وقبل الاعتقالات التي حدثت يوم الثلاثاء كان هناك حوالي 70 صحفيا في السجون التركية، وهو رقم تقول جماعات حقوقية إنه ليس له نظير سوى في الصين وإيران.