أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية أن عمليات تفتيش "دقيقة" تجري في كل المنشآت النووية الفرنسية، للتأكد من عدم وجود ناشطين من مجموعة "جرين بيس" (السلام الأخضر) بداخلها، بعد خرق إحدى المحطات النووية من قبل ناشطين من المنظمة صباح اليوم الاثنين. وأكد الناطق باسم الداخلية هنري براندي، في تصريحات صحفية اليوم "الاثنين" إن سلامة هذه المنشآت لم تتعرض للخطر في العملية التى قام نشطاء مجموعة "السلام الأخضر" لحماية البيئة في ساعة مبكرة من صباح اليوم واخترقوا القواعد الأمنية المتبعة في محطة نووية فرنسية بالقرب من باريس وتمكن حوالي عشرة منهم من الوصول إلى مركز التشغيل الحساس متسلقين قبة المحطة.
كما كشفت إدارة الشرطة الفرنسية عن محاولات دخول إلى محطتين نوويتين أخريين في محطة "بلي" جنوب غرب البلاد، ومركز الأبحاث النووية في "كاداراش" جنوب شرق .. موضحة أن عناصرها عثروا على سلالم ولافتات قرب الموقعين لكنهم لم يعترضوا أحدا. وأشار وزير الصناعة الفرنسية ايريك بيسون إلى وجود "ثغرات"، في حين أكد التحقيق عملية "جرين بيس" ..بينما قال هنري جينو المستشار الخاص للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، إنه "يجب استخلاص العبر" من هذه العملية و"التفكير في ضمان أمن وسلامة المواقع.
وقالت "جرين بيس" - في بيان لها - إن ناشطيها تمكنوا من دخول المحطة النووية في "نوجان سور سين" التي تبعد نحو 95 كلم عن باريس، في حوالي الساعة السادسة وبعد ذلك تبنت تحركات مماثلة في محطات أخرى دون الكشف عن أسماء المحطات أو المراكز النووية.
واختارت "جرين بيس" المحطة النووية التي شيدت في 1987 وتضم مفاعلين "لأنها الأقرب إلى باريس".. موضحة أن أكثر من عشرة ملايين نسمة يعيشون في شعاع طوله مائة كيلومتر حول المحطة.
وقالت منظمة "جرين بيس" إن ناشطيها بلغوا قلب المحطة إلى حيث يقع القسم النووي والمحروقات النووية في غضون 15 دقيقة".
واعتبر النشطاء أن الدليل أصبح موجودا، فلم تعد فرنسا بعيدة عن الخطر في ظل الحوادث والهجمات التي تقع في أنحاء متفرقة بالعالم وليس هناك أحد نفي منأى عن ذلك، خاصة أن فرنسا واحدة من كبرى الدول في مجال الطاقة النووية .
كما دعت "جرين بيس" إلى ضرورة " مراجعة الفكرة الشاملة لأمن المحطات، معتبرة أن السياسة الحالية لا تأخذ في الاعتبار الخطر الإرهابي أواحتمال سقوط طائرة أو انفجار كيميائي أو مجرد خطأ ناجم عن إهمال .
وقالت مجموعة "جرين بيس" فى بيان أول لها اليوم إن بعض ناشطيها قاموا باختراق المحطة النووية بمدينة "نوجينت سور سين" الواقعة على بعد 65 كيلومتر من جنوب شرق العاصمة الفرنسية فى السادسة من صباح اليوم بتوقيت باريس "لإيصال رسالة مفادها أنه لا يوجد نووي آمن على البيئة.
وأعلنت أن هناك عدد من نشطاء المنظمة يتواجدون في مواقع نووية أخرى، وتمكنوا من رفع لافتات على قبة تلك المواقع، قبل أن يتم اعتقال عدد كبير منهم، إلا الأجهزة الأمنية نجحت في إحباط محاولات أخرى لخرق القواعد الأمنية في محطتين أخريين.