داهمت قوة من مباحث أمن الدولة، والمصنفات الفنية، عددا من مقاهى الإنترنت بمنطقة العجوزة والمهندسين، واحتجزت عددا من أصحابها والعاملين بها. «الشروق» التقت بأحد أصحاب مقاهى الإنترنت بالعجوزة، والذى رفض نشر اسمه خوفا من أمن الدولة، قال إنه فوجئ يوم الأحد الماضى بضابط أمن دولة وآخر من المصنفات الفنية يقتحمان المقهى، ويطالبانه بدفاتر الزوار المدون بها أسماؤهم وأرقام بطاقاتهم وهواتفهم، فما كان من بيسو كما يناديه أصدقاؤه إلا أن أوضح لهم أن المقهى رغم أن رخصته تبدأ منذ يناير الماضى، فإنه حتى شهر مايو، كان مستأجرا من قبل أشخاص آخرين، وليست لديه دفاتر الزوار لهذه الفترة السابقة. ورغم ذلك أصر الضابط على الاطلاع على دفاتر الفترة السابقة، وقام بتفتيش الدولاب الذى يحتوى على أجهزة المودم ووصلات الإنترنت وحرز الأجهزة، وصادر بطاقة «بيسو»، ورخصة المقهى. يقول بيسو «أخذونى من إيدى ركبونى ميكروباص وكان هناك بوكس شرطة به ضابط و5 عساكر». ولم تقتصر الحملة على مقهى بيسو، فيقول: «استمر الميكروباص والبوكس لمدة ساعتين فى المرور على مقاهى الإنترنت بالمهندسين والعجوزة، واحتجزوا معى اثنين آخرين». اصطحب ضابط المصنفات الفنية «بيسو»، وأصحاب المقاهى الآخرين إلى مديرية أمن القاهرة، وحرر محضر لبيسو من قبل مباحث المصنفات الفنية، يحمل رقم 13613، واتهموه بإدارة محل لألعاب الكمبيوتر بدون رخصة، رغم أن الرخصة مصادرة من جانب ضابط أمن الدولة. «أنا غلطان» كانت الإجابة التى وردت بالمحضر، رداعلى سؤال «ما هو قولك فيما هو منسوب إليك»؟ وأكد بيسو أنه لم يجب هذه الإجابة، وقال للضابط إن الرخصة والبطاقة مصادرة من أمن الدولة. وبعد قضاء بيسو أكثر من الساعة فى المديرية، رحلوه إلى قسم العجوزة لإثبات عدم حصوله على الرخصة، وعرض على نيابة العجوزة فى نفس اليوم، التى قررت الإفراج عنه من سراى النيابة. استمرت معاناة بيسو فى هذا اليوم، من العاشرة صباحا وحتى السابعة مساء، وتجددت فى اليوم التالى عندما توجه لضابط أمن الدولة لاسترداد الرخصة والبطاقة. وهناك تلقى عددا من التعليمات والتهديدات، يقول: «الضابط قال لى الرخصة لن تأخذها إلا بموافقتنا وتنفيذ طلباتنا»، طلبات الضابط تمثلت فى مراقبة الأشخاص بمقهى الإنترنت والتعرف على المواقع التى يترددون عليها.