●● يشرب اليوم اتحاد الكرة من كأس الفوضى، ويأكل من الكنافة التى صنعها بيده حين قرر إلغاء الهبوط، هذا القرار الذى فتح الباب لواحدة من أحط الكلمات فى اللغة العربية وهى: «اشمعنى».. لم يدرك هذا الاتحاد أنه سمح بالانتهازية الرياضية وشجعها، ولم يدرك معنى وقيمة تمسكه بقواعده ولوائحه التى تنظم أهم مسابقاته. لم يدرك أن مظاهرة من مائة أو من ألف شخص لا يجب أن ترعشه، لم يدرك هذا الاتحاد أننا حين عارضنا جريمة إلغاء الهبوط كنا نفعل ذلك من أجل إرساء أهم مطالب المصريين فى مصر الجديدة، وهو العدل والمساواة وإسقاط الخواطر وسقوط أساليب «التنويم والتعتيم، والتطويل، والتبطيب والتمويه» وأن التغيير بعد الثورة يعنى القضاء على الفساد الاجتماعى والسياسى والرياضى والفنى.. القضاء على الفساد بكل أشكاله، وأهمه عدم احترام القواعد واللوائح والقانون.. فالتغيير يبدأ بإحياء قيم ومعايير الكفاءة والإبداع والموهبة.. ●● حدث ما كنا نخشاه ونراه. رفضت أندية الترسانة والمنصورة وأسوان إجراء قرعة الإعادة فى دورة الصعود، ومطالبتهم بزيادة عدد فرق الدورى الممتاز إلى 22 فريقا بدلا من 20 (يعنى هى جت على فريقين زيادة).. وقام سمير زاهر ثائرا وغاضبا وربما حائرا أو خائرا من الاجتماع الذى عقد بمقر الاتحاد مع رؤساء الأندية الثلاثة، وهو لا يستطيع أن يسألهم: ألم توافقوا على إعادة الدورة فى حالة تساوى نقاطكم؟!.. وهم لا يدركون أنهم لا يستحقون الصعود أصلا بعدما فقدوا الفرصة فى السباق العادل، أو الذى كان عادلا قبل أن يشوهه الاتحاد، ويخرق مقياس العدل ويسقطه.. وهانحن نقرأ للسيد حسين الناظر رئيس أسوان وهو يقول ويتساءل مهددا: «هل جماهير الإسكندرية أفضل من جماهير أسوان والمنصورة والترسانة ليقوم اتحاد الكرة بإلغاء الهبوط فى الممتاز؟!». ●● للأسف مرة أخرى نحن فى تيار جارف تختلط فيه الأشياء. تختلط فيه شرعية الثورة، بمن ينتهزون حالة الثورة. تيار جارف تختلط فيه الحقيقة بالشائعة. والقيمة بالفضيحة. والانتهازية بالعدالة، واشمعنى بالمساواة.. تيار يختلط فيه العقوق بالحقوق.. وتلك ليست أخلاق الرياضيين، ولا يصلح الكثير من القيادات التى تشغل مواقعها اليوم لاحتلال أى موقع.. ومن أسف أكبر وأكثر أن تغيير هؤلاء الذين حكموا الرياضة المصرية وهيئاتها سنوات طويلة يتطلب الأمر سنوات أطول لإزالتهم، ولإزالة أثارهم والنهوض بالرياضة وإحياء هذا النشاط الإنسانى الجميل بوجوه تحترم النظام، وترى الآخر، وتصفق للنجاح، وتعترف بالفشل.. ●● إن قرار إلغاء الهبوط، كان جريمة رياضية وجريمة فى حق البلد لأنه أسقط فكرة سيادة العدالة.. وكنت أظن أن مصر الجديدة لابد أن يحكمها القانون وأن المسألة أعمق وأكبر من هبوط فريق أو إلغاء هبوط فريق، وأكبر وأهم من صعود ثلاثة فرق بالعافية، أو بقطع الطريق.. يا خسارة مصر التى حلمنا بها وانتظرناها 60 عاما.. الآن أمامها الكثير كى تنهض وتتغير.. سوف ننتظر طويلا مصر الجديدة الخالية من الفوضى.. مصر الخالية من الذين مارسوا الظلم والاستبداد والقهر بالعافية، مصر الخالية من الكذب ومن الجهل ومن والتلفيق والتزوير.. مصر الخالية من الباقين بالعافية ومن الصاعدين بالعافية.. الله لا يعطيكم العافية..!