●●لا أملك القرار وإنما يملكه اتحاد الكرة الذى أصبح أستاذا فى فن «التنويم والتعتيم، والتطويل، والتبطيب والتمويه» (هل يوجد المزيد؟).. فقط أملك الرأى، وقد قلته فى فبراير الماضى قبل أن تولد الآراء والأفكار والدعاوى المغموسة فى عصير الكنافة وخلاصة النفاق للجماهير بإلغاء الهبوط، وكان ذلك قبل أن تعلن أسماء الفرق الهابطة بقرابة خمسة أشهر.. وكان الأمر بالنسبة لى رفضا للانتهازية الرياضية فى مصر الجديدة لكن للأسف يبدو أن حديث إلغاء الهبوط بحجة ظرف الثورة أقوى من أحاديث العدل والمساواة وإرساء معايير الكفاءة والنجاح.. وأقول ذلك لأن الرياضة نشاط رأى عام، وأحداثها مؤثرة ومدوية ومشهودة من الملايين، وهى عنوان لثقافة وقيم عامة فى أى بلد.. وإذا كان اتحاد الكرة بصدد إلغاء الهبوط فلماذا لا يقابل ذلك قرار آخر بإلغاء تسمية بطل الدورى هذا الموسم بحجة الثورة؟!! ●●للأسف إلى ما لا نهاية نحن فى تيار جارف تختلط فيه الأشياء. تختلط فيه شرعية الثورة، بمن ينتهزون حالة الثورة. تختلط فيه الحقيقة بالشائعة. والقيمة بالفضيحة. والسمعة الحسنة بتشويه السمعة.. إن التيار الجارف، الذى تعيشه مصر الآن يزحف، ولا ينصت، ولا يصدق، ولا يلتقط أنفاسه، ومن السهل أن يطل علينا وعلى الناس أى شخص ويعتبر المطالبة بالهبوط تربصا بالإسكندرية، والمقاولون العرب.. وسوف أكرر بأنه إذا لم يطبق الهبوط هذا العام، فإن ذلك يعنى أن مصر أمامها الكثير جدا كى تنهض وتتغير وتتقدم وتخرج من عصر الكنافة.. وسوف ننتظر طويلا مصرالجديدة؟!! ●●لم يكن أداء الأهلى جيدا بصفة عامة هذا الموسم وقد أوضحنا ذلك مرارا، ولم يكن جيدا أمام الوداد المغربى، وإنما لعب بصورة سيئة، والمباراة كانت كوميدية فى أهدافها وفى مستواها، كما أنه معروف منذ فترة أن الفريق يعانى ضعف حراسة المرمى ولا حاجة لتكرار ذلك، لكن قطعا لا يجب تقييم فريق أو مدرب بالقطعة، فهذا الأداء المرتبك لا يقلل من جوزيه صاحب العشرين بطولة، ولا من الأهلى الذى زاد مجموع بطولاته على المائة بعشرين، لكن تقييم المباريات يكون وفقا لمستوى الأداء فى كل مباراة على حدة.. فالأهلى هو بطل الدورى هذا الموسم، وللمرة 36 (ضعف عدد بطولات الفرق الأخرى مجتمعة).. ولا يمكن أن نصف الأهلى بأنه فاشل عموما، لكنه قد يفشل فى مباراة، والفروق معروفة بين رصد أداء فريق فى مباراة وبين تقييم قيمة وقدر فريق فى فترة زمنية أو فى موسم.. إلا أن هناك فارقا بين الناقد الذى يرى كل الفرق وبين المشجع الذى يرى فريقه يلعب وحده ويرى الحكم له وحده ويرى ناديه هو الأول والثانى والثالث، حتى لو كان فى المركز الأخير، ويراه البطل السابق والبطل القادم والبطل الوحيد، وهو بلا بطولة. ●●حين نسمع الآخر، وحين نفهم الآخر.. وحين تعود الروح الرياضية التى رحلت منذ زمن، وحين نرى إنجاز الآخر ونحتفى بانتصار الآخر ستكون تلك من مظاهر الأمل للأجيال القادمة فى مصر الجديدة التى نحلم بها.