تابع الشارع السياسى إعلان تأسيس «الكتلة المصرية» التى تضم 14 من الأحزاب والقوى السياسية من مختلف التيارات والأيديولوجيات، والتى وإن كانت اختلفت فى برامجها الاقتصادية، إلا إنها اتفقت على مبدأ وأولوية أن مصر «دولة مدنية تقوم على المواطنة وسيادة القانون». وتضم الكتلة أحزاب التجمع، والجبهة الديمقراطية، والمصرى الديمقراطى الاجتماعى، والمصريين الأحرار، ومصر الحرية، والتحالف الشعبى الاشتراكى، والتحرير الصوفى، والاشتراكى المصرى، والوعى، والشيوعى المصرى، بالإضافة إلى نقابة الفلاحين واتحاد العمال المستقل والجمعية الوطنية للتغيير والمجلس الوطنى. كتلة الدفاع عن النفس باسل عادل، عضو المجلس الرئاسى لحزب المصريين الأحرار، قال: «الصراع الأيديولوجى للأحزاب المؤسسة للكتلة بعيد عن أجندتها، والتحالف نشأ بين هذه التيارات من منطلق الدفاع عن النفس»، مضيفا: «هذه التيارات تجمعت للدفاع عن نفسها ضد استخدام الدين فى السياسة، وللدفاع عن مصر الحديثة التى تأسست منذ عام 1923 مع وضع الدستور المدنى الذى لم يصطدم مع الدين»، وشدد عادل على أن الكتلة المصرية «ليست ضد تحالف معين، وإنما ضد ما النتوءات التى تعترض سريان النهر، والتى تعمل ضد الهوية المصرية». مؤكدا أن الأولويات التى تجمع أعضاء الكتلة بمختلف اتجاهاتهم هى «الحفاظ على مدنية الدولة ووضع دستور يؤكد على الدولة الحديثة والحريات». من جهته نفى عماد جاد، عضو الهيئة العليا للحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، أن تكون الكتلة «سببا فى انقسام الشارع» محملا التيارات الإسلامية مسئولية «الاستقطاب الموجود فى المجتمع حاليا»، وقال: «هم إقصائيون ويستبعدون أى قوى أخرى غير إسلامية، وهذا واضح فى أنشطتهم وتصريحاتهم وعندهم غرور شديد فى التعامل». وأضاف جاد: «القوى الأخرى غير الإسلامية التى تؤمن بالمواطنة والمساواة ترى نفسها مفتتة وعندما تتجمع مع بعضها للتنسيق والتحالف لا يعنى أنها تؤدى لاستقطاب فى المجتمع». أزمة الوفد عن إمكانية انضمام الوفد للكتلة المصرية وانسحابه من التحالف الديمقراطى قال عضو الهيئة العليا بالحزب، علاء عبدالمنعم: «الحزب قائم على المؤسسات والأمر يخضع لتصويت الهيئة العليا للحزب وليس قرارات أفراد»، وأضاف: «يجب أن نسعى لتستعيد الأمة المصرية روح ثورة 25 يناير التى لم يكن فيها فرق بين سلفى وليبرالى وإخوانى واشتراكى الكل مصريين والهدف واحد». من جهته قال حسين منصور، عضو الهيئة العليا للحزب: «الموقف حساس وحرج ولا شك أن تشكيل الكتلة المصرية يأتى فى إطار الشعور باتجاه تجمع التيارات الإسلامية والسلفية فى تحالف واحد مما دفع تيارات مدنية لتشكيل الكتلة»، ولكن فى الوقت نفسه لم يعرب منصور عن ميله لانسحاب الوفد من التحالف الديمقراطى والانضمام للكتلة. شعرة الإخوان دكتور عمرو هاشم ربيع، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، توقع أن «تؤتى الكتلة المصرية ثمارا إيجابية». وعن إمكانية حصول الكتلة على أغلبية فى البرلمان، قال ربيع: «فلنكن واقعيين.. الإخوان سيرأسون البرلمان القادم، سواء مجلس الشعب أو الشورى، ويتحكموا فى الائتلاف المشكل للحكومة ولجان مجلسى الشعب والشورى». ووجه ربيع نصيحة سياسية للكتلة المصرية: «لابد أن يكون بينهم وبين الإخوان شعرة لا يقطوعها وهذه هى السياسة»، مضيفا «ممكن نقاطع الفلول أو السلفيين والمتشددين لكن الإخوان لا». أستاذ العلوم السياسية، الدكتورة نيفين مسعد، أبدت تأييدها للكتلة المصرية، وقالت: «واضح أن بين هذه التيارات المشكلة للكتلة هدفا مشتركا وهو الدولة المدنية رغم عدم التناسق الكبير فى برامج هذه الأحزاب»، ولكنها اعتبرت أن أولوية الكتلة واتفاقها على أسس الدولة المدنية «دافع قوى لنجاحها».