رغم «العروض» التى تموج بها العديد من فروع السلاسل المحلية والأجنبية على السلع بصفة عامة والسلع الغذائية الأساسية بصفة خاصة بمناسبة شهر رمضان الكريم فإن الفارق كبير بين مستوى أسعار العديد من السلع الأساسية هذا العام حتى بعد «العرض» وبين أسعار ذات السلع فى رمضان الماضى، بعض الأسعار ارتفعت بنسبة تقترب من 100% مثل الأرز، والبعض الآخر ارتفع بنسب تتراوح بين 40% و60% مثل الزيت والسكر، وسجل الحد الأدنى لأسعار عروض الأرز فى إحدى السلاسل الأجنبية الشهيرة 465 قرشا للكيلو منخفضا من 599 قرشا، بينما بلغ الحد الأدنى لسعر السكر 470 قرشا منخفضا من 549 قرشا، أما أقل سعر لزيت عباد الشمس فقد بلغ 899 قرشا بدلا من 11 جنيها و75 قرشا، والأنواع جميعها لأسماء تجارية حديثة بعيدا عن الشركات الشهيرة، التى شهدت أسعار منتجاتها بعض التراجع الطفيف فى محاولة للحصول على حصة من سوق العروض اعتمادا على علامتها التجارية الشهيرة، إلا أن الإقبال الكبير من جانب المستهلكين كان أعلى من نصيب سلع العروض سواء فى السلاسل الأجنبية أو المحلية التى اتسعت العروض بها لتشمل الدجاج وبعض أنواع اللحوم. نهم استهلاكى ورغم أن اللواء أبوبكر الجندى رئيس مجلس إدارة جهاز التعبئة والإحصاء يتوقع زيادة معدل التضخم خلال شهر اغسطس المقبل، الذى يوافق شهر رمضان إلى ما يتجاوز معدل ال12% مما يعنى مزيدا من زيادة الأسعار نتيجة النهم الاستهلاكى الذى يشهده عادة الشهر الكريم، رغم ذلك يرى أحمد يحيى رئيس شعبة البقالة فى بالغرفة التجارية أن بعض السلع الرمضانية الشهيرة مثل الياميش لم تلق نفس الإقبال، الذى شهدته فى السنوات الماضية بسبب ظروف ثورة 25 يناير وانشغال الناس بالأحداث السياسية واكتفائهم بالسلع الأساسية إلا أن تراجع الإقبال لم يؤد إلى تراجع أسعار الياميش بحسب يحيى، الذى علل ذلك بارتفاع قيمة الدولار أمام الجنيه فضلا عن صعوبة اشتراطات الحصول على الائتمان من البنوك. ارتباك فى سوق السكر وحول السلع الأساسية يؤكد «يحيى» أن سوق السكر شهدت بعض الارتباك فى الأسابيع الأخيرة إلا أن الشعبة تداركت ذلك بالتعاون مع شركة السكر والصناعات التكاملية، وشركتى الجملة من خلال الاتفاق على بيع السكر بسعر المصنع لجميع شركات التعبئة الكبيرة والصغيرة على السواء فى القاهرة والمحافظات على أن تبيع السكر الحر بسعر يتراوح بين 500 و525 قرشا للكيلو، ويشير يحيى إلى أن هذه الشركات سوف تستهدف اكبر عدد من المنافذ بالسلاسل والبقالات خلال الشهر الكريم نظرا للاستهلاك الكبير على السكر خلال هذا الشهر، أما الأرز الذى شهدت أسعاره زيادات كبيرة هذا الموسم فيقول يحيى إن محصول الأرز خارج نطاق سيطرة الحكومة بعد اتجاه البعض إلى تهريبه لخارج البلاد. موسم هادئ عموما «رمضان الثورة» هادئ حتى الآن وقد استشعرنا ذلك من منتصف شهر شعبان فالطلب يزيد عادة فى هذه الفترة لزيادة الطلب على على «شنط رمضان»، والتى لم تكن كلها بغرض أعمال الخير ولكن أحيانا كان لها أغراض سياسية مثل الانتخابات لضمان أصوات أبناء الدائرة، وكان اللافت أن الطلب على الشنط ليس بنفس إقبال السنوات الماضية. ظروف استثنائية من جانبها تناشد جمعيات حماية المستهلك القادرين من المستهلكين بعدم الاندفاع نحو شراء كل احتياجات الشهر الكريم دفعة واحدة منعا لأحداث اختناقات فى السلع تترتب عليها زيادات فى الأسعار ويطالب محمود العسقلانى رئيس جمعية «مواطنون ضد الغلاء» المستهلكين بمراعاة الظروف الاستثنائية الخاصة بالثورة، والتى يأتى رمضان فى ظلها، مشيرا إلى ضرورة أن تتدخل الدولة بوضع تسعيرة ودية للسلع الأساسية، التى تهم المواطن العادى خاصة فى ظل هذه الظروف الطارئة، «فإذا كنا لا نستطيع وضع تسعيرة إجبارية، فعلى الأقل تكون ودية حفاظا على توفير السلع بأسعار مناسبة للشرائح محدودة الدخل» وفقا للعسقلانى. وتقترح سعاد الديب رئيس الجمعية الإعلامية لحماية المستهلك وضع سقف لأسعار أهم 10 سلع أساسية بالنسبة للمستهلك حتى لا يكون عرضة للابتزاز من جانب المنتجين أو المستوردين والتجار، كما تقترح الديب عمل مشروعات للشباب بدعم من الحكومة تقوم بشراء السلع مباشرة من المنتجين لتبيعها مباشرة للمستهلك دون وسطاء مما يؤدى إلى تخفيض الأسعار، مشيرة إلى ضرورة وضع سعر السلعة على العبوات للتأكد من سعر البيع. تفعيل الرقابة بينما يؤكد الدكتور جودة عبدالخالق على أن النظام السابق قام بتفكيك أجهزة الرقابة داخل وزارة التموين، مشددا على ضرورة وضع الآليات اللازمة لتفعيل الرقابة من جديد ،يقول اللواء حمزة البرى رئيس قطاع التجارة الداخلية بالوزارة أن دور الرقابة، التى يقوم بها القطاع ينصب بالدرجة الأولى على التأكد من مدى توافر السلع فى الأسواق والمجمعات الاستهلاكية إلى جانب التأكد من جودتها وصلاحيتها للاستهلاك الآدمى «لنضمن للمستهلك سلعة أمنة غير مخزنة». وحول مشكلة ارتفاع الأسعار يؤكد البرى أن القطاع ليس له علاقة بهذا الملف، حيث إن الأسعار تخضع لآليات العرض والطلب مشيرا إلى أن غالبية الشعب يحصل على السلع الأساسية بأسعار مناسبة من خلال بطاقات التموين، ورغم ذلك ووفقا ل«البرى» فإنه تم الاتفاق مع الشركات على بيع السكر بسعر 5 جنيهات للكيلو فى جميع المنافذ، ولكن بعض الشركات طلبت مهلة للتخلص مما لديها من مخزون بالأسعار القديمة، التى اشتروا بها السكر. «بدأنا فى حملات يومية نهارا وليلا على منافذ البيع المختلفة بمناسبة الشهر الكريم وقد ضبطنا بالفعل سلع رمضانية منتهية الصلاحية» يقول البرى، مشيرا إلى أن الحملات سوف تستمر خلال الشهر الكريم.