عاد الهدوء الحذر إلى ميدان التحرير، بعد ساعات عصيبة من الاشتباكات، بين المعتصمين من جهة، والباعة الجائلين المنشرين في أنحاء الميدان من جهة أخرى، والذين اتهمت المعتصمون بأنهم بلطجية تابعون لقيادات فاسدة في وزارة الداخلية، بحسب أقوال المعتصمين. وكان الاعتصام الذي تشهده ساحة ميدان التحرير قد مر بساعات عصيبة، بحسب معتصمون، عندما بدأ الباعة الجائلون احتكاكات متعمدة بالمتظاهرين المتواجدين في وسط الميدان، ما دفعهم لنقل خيم الاعتصام إلى جانب الميدان، عند الساحة المجاورة لمجمع التحرير، حيث بدأ بعدها هجوم بالأسلحة البيضاء والشوم والحجارة عليهم، أسفر عن حرق أحد الخيام. وقال طبيب يعمل في الميدان، إن حوالي 200 من المعتصمين أصيبوا جراء الاشتباكات، بينهم 28 حالتهم متوسطة، و38 اشتباه في الارتجاج، والباقي إصاباتهم طفيفة، حيث نقل حوالي 20 فقط لمستشفى المنيرة، فيما تلقى معظم المصابين العلاج داخل الميدان. وبدأ مئات المعتصمين المبيت في ميدان التحرير، وسط هتافات مدوية ضد وزارة الداخلية، التي يتهمونها بزرع عشرات البلطجية التابعين لها، طباعة جائلين، حيث يروجون المواد المخدرة لتشويه صورة المعتصمين، ورددوا هتافات: "مش داخلية.. دي بلطجية"، و"مش عايزينك يا داخلية.. هنحميها بلجان شعبية"، و"الداخلية زي ما هيا.. لسه فيها البلطجية"، وأكدوا تمسكهم بالبقاء في الميدان حتى بدء الاعتصام المفتوح، يوم الجمعة القادمة، بعد "مليونية "الفقراء أولا".