سادت حالة من الترقب الحذر بين المعتصمين فى ميدان التحرير، فجر أمس، والذين بلغ عددهم نحو 4 آلاف مواطن، وذلك بعد تلقى بعض المعتصمين رسائل على هواتفهم المحمولة تفيد ب«إقدام أجهزة الأمن على إخلاء الميدان بالقوة خلال ساعات حظر التجول»، وهو الأمر الذى لم يحدث فجر أمس. وبعد انتشار هذه الأنباء أقام المتظاهرون حواجز أمنية مستعينين فى ذلك بالأسلاك الشائكة، وانتشر بعض الأفراد على مداخل ومخارج الميدان لتفتيش الداخلين للميدان، مانعين مرور السيارات، وذلك وسط غياب واضح للجيش والشرطة فى محيط الميدان حتى كورنيش النيل. وفى نحو الساعة الحادية عشرة مساء نشر بعض الأفراد إشاعة مفادها أن الأمن يتجه نحو التحرير، وبدأ الآلاف يجرون فى محيط الميدان وسادت حالة من الهرج والمرج والارتباك، ثم تبين أن هذه التحركات كانت تدريبا على الجرى إذا حدث هجوم من الجيش لفض الاعتصام. ومع حلول الثانية صباحا كان بعض المعتصمين يمسكون بشوم وحديد وحجارة، تحسبا لأى تدخل لفض الاعتصام، وفى الثالثة صباحا عادت الهتافات تهز محيط الميدان، حين هتف المعتصمون «موتونا موتونا.. انتوا خلاص زهقتونا». ورفع المتظاهرون لافتات تحمل انتقادات للمجلس العسكرى، ومطالبات بفتح تحقيق فى «الاعتداءات المتكررة ضد المعتصمين». وفى الوقت نفسه احتل مئات الباعة الجائلين ميدان التحرير أمس أتوا بعرباتهم لبيع كل شىء بدءا من عربات الكشرى، والكبدة، والترمس والفول السودانى إلى بيع الأعلام المصرية. وكانت السمة الغالبة فى الميدان، تلك المشاجرات المتكررة بين المعتصمين، والرافضين للاعتصام، وسط تبادل للاتهامات بين الطرفين وتراشق ب«خيانة الثورة». وبدأ كثير من المعتصمين فى مغادرة الميدان بعد الساعة الثانية عشرة من منتصف الليل بعد محاولات من بعض الأفراد الذين أتوا من بيوتهم لإقناع الموجودين بالميدان بالعودة لمنازلهم بعد انتهاء الساعات الثلاث للحظر حتى لا تحدث احتكاكات بين الشعب والجيش، ما أقنع عددا كبيرا من المعتصمين، فيما أصر عدد منهم على البقاء. وجهز المتظاهرون نقطتين للإسعاف، ونصبوا العديد من الخيام الصغيرة لحمايتهم من البرد.