الأربعين مصنع أبطال ثورة 25 يناير بالسويس» هذه هى الكلمات التى ستلقى على مسامعك فور أن تذكر حى الأربعين أكبر أحياء المحافظة، التى سالت دماء أبنائه بميدان الإسعاف ليشعلوا منه شرارة الثورة المصرية، ويقدمون من خلاله الشهداء، الذين ظلوا يدافعون وحدهم عن ثورتهم، والآن تتم معاقبتهم بتعمد ترك الميادين والشوارع ساحة للمنحرفين. شارع شميس وحى الكويت والمنشية والبديوى وشارع صدقى والمثلث وكفر أحمد عبده والمدينةالمنورة وشارع سوهاج وكفر كامل، جميعها مناطق سكنية خرج أبناؤها لنجدة إخوانهم فى ميدان الأربعين، الغريب أن يد الإهمال بالحى وميادينه ارتفعت بعد الثورة، وترك فريسة للعشوائيات وإقامة الأكشاك المخالفة، التى تباع المخدرات داخلها فى وضح النهار، دون أى تدخل من الشرطة. «ما فعلناه واجب علينا»، هكذا قال عيد إبراهيم، عامل من سكان حى الأربعين، وهو يصف كيف خرج الشباب من شوارع الأربعين ليلة 25 يناير، وأضاف «الغضب اندفع من داخلنا، عندما علمنا باعتداء الشرطة على إخواننا فى ميدان الأربعين، وكان واجبا علينا أن ننصرهم، وما كان فى رأسنا وقتها هو ضرورة التصدى لجبروت الشرطة، خاصة أننا نعلم جيدا قسوتها فى السويس، وفى نفس الوقت من يتم الاعتداء عليهم هم جيراننا وأبناء عمومتنا فكيف نقبل أن يقوم أحد بإيذائهم». واستطرد قائلا: «الجميع فى حى الأربعين خرج، خاصة مع انتشار خبر استشهاد البعض بشارع صدقى، فخرج أبناء المنشية الشرفاء والبديوى رجالا ونساء، وأطفال المدينةالمنورة وتجار شارع شميس، ولهذا كان 90% من الشهداء بالسويس من حى الأربعين، فالكل ظل 3 أيام يقاوم، وليس حقيقيا أن الشرطة هى من كانت تحاصرنا فنحن من قمنا بمحاصرتها داخل الميدان، وخرج طوفان الغضب المكتوم داخل صدورنا، الذى عبرنا عنه وأنهينا أسطورة الرعب داخل قسم الأربعين وثلاجات التعذيب، التى ذاق إخواننا المرارة والمهانة بداخلها، وقد تحول الآن إلى متحف لشعب الأربعين، ولهذا يجب أن يتذكر السياسيون أبناء الأربعين العمود الفقرى للثورة الذى لم يذكر أحد دورهم فى أى وقت. ويكشف المواطنون بحى الأربعين وميادينه، عن انتشار ظاهرة إقامة الأكشاك العشوائية التى يخشى ضباط المرافق بالسويس الاقتراب منها، والتى تحولت هذه الأكشاك التى يقوم أصحابها باستغلال أسماء الشهداء، ليتم بداخلها بيع كل ما هو مخالف للقانون، والأمر الغريب هو ظاهرة التوسل التى يقوم بها قيادات من مديرية أمن السويس مع أصحاب هذه الأكشاك، وتكتفى قيادات المديرية بنصحهم فقط وبالطبع لا يستجيب أحد منهم، وكل ذلك تحت شعار المرحلة تحتاج للهدوء. مدير أمن السويس بدأ فيما سماه حملة لتوعية الباعة الجائلين، والتى قوبلت بنقد من المواطنين وضباط شرطة، لأنه من وجهة نظرهم يجب الحزم وتطبيق القانون، وليس من المعقول أن تذهب قيادة أمنية لصاحب كشك يبيع المخدرات ويطلب منه الاستجابة لحملة توعية إزالة الإشغالات، بل من المفترض أن يتم القبض على من يرتكب الجريمة لوقف هذه الظواهر من الحى.