أهالى الشهداء : تنحى مبارك أراح شهدائنا فى قبورهم ولابد من حساب أفراد نظامه لتكتمل فرحتنا شاهد عيان : الإصابات توضح تعمد قتل المتظاهرين والأرقام المعلنة أقل بكثير من بطولة أهالي السويس في الثورة كانت نقطة فارقة فى الموعد كانت السويس كما عهدناها تشعل شرارة المقاومة والصمود وتثأر لحقوقها على الرغم من التعامل غير الانسانى مع أبنائها خلال الأحداث والذى شمل منع وسائل الإعلام من تغطية الأحداث والتضييق على انتقال سيارات الإسعاف واستخدام الرصاص الحى بشكل لم يحدث فى محافظات أخرى وهو ما رفع أرقام الشهداء والمصابين الى نحو ألف. بعد أن وجه نظره الى قائمة بأسماء شهداء السويس فى أحداث يناير بدأ الفدائى عبد المنعم قناوى أحد أبطال منظمة سيناء فى فترة الصمود ضد العدو الإسرائيلى حديثه عما جرى فى المدينة الباسلة على مدار الأيام العصيبة التى حوصرت فيها شوارعها وقطعت عنها كل وسائل الاتصال بينما دماء المئات من شبابها تسيل على ذات الأرض التى فشلت أقدام الجيش الصهيونى فى عبورها. "شعب السويس لا يقبل الإهانة ولا التعدى على كرامته وهذا النظام تعامل مع الشعب كله بطريقة لا تراعى آدميته يواصل قناوى حديثه عن دوافع السويس للخروج الى الشارع بهذا العدد غير المسبوق الذى أهلها لتستحق تشبيهها بسيدى بوزيد فى الثورة التونسية يصطحبنا قناوى الى قسم شرطة الأربعين الذى احترق بالكامل وتحول الى متحف الأربعين كما أسماها أهالى السويس الذين توافدوا على المكان لرؤية حطام القسم الذى شهد أبشع الاعتداءات علي ذويهم، فى منزل الشهيد محمد أحمد يوسف تحكى والدته وهى تحاول السيطرة على دموعها أن ابنها عاد ليتناول طعامه مصابا برصاصة مطاطية مزقت ملابسه فحينما رأتها طلبت منه ألا يشارك مرة أخرى قائلة له : "يكفى وجود أخيك الصغير ووالدك" لكن محمد بادرها بالرد قائلا : "لو منعت كل أم ابنها من المشاركة فمن الذى يطالب بحقوقنا؟" أما والده فيكمل الحديث واصفا لحظة تلقيه خبر وفاة ابنه بينما كان هو فى موقع آخر من المظاهرات بأنها لحظة انكسر فيها ظهره بوفاة ابنه الأكبر لكن الأب المكلوم يستأنف حديثه مؤكدا أن خبر تنحى مبارك جعل شهداء السويس يرقدون فى سلام تلتقط والدة محمد الحديث مرة أخرى متذكرة لحظات دخولها المشرحة لرؤية ابنها للمرة الأخيرة:"عندما سحبوا درج الحفظ وجدته مبتسما فبدأت أحدثه وكأنه يسمعنى وكان واضعا يده على قلبه ولما سألت أصدقائه عن السبب فقالوا أن الرصاصة اخترقت ظهره وخرجت من موضع القلب فى صدره وساعتها لم يتحمل الألم". فى موضع غير بعيد كانت سناء زوجة الشهيد علاء عبد المحسن تجلس وسط بناته متذكرة محاولاتها لإثنائه عن المشاركة فى الأحداث لكنه بادره بالقول أنه يريد أن يلقى ربه شهيد الى جوار هؤلاء الشباب وتضيف سناء أنها حينما رأت خبر مقتل شخص فى السويس على شاشة الجزيرة أحست أنه زوجها وما هى إلا دقائق حتى تأكد احساسها، بين مريديه كان الشيخ حافظ سلامه يجلس فى مسجد الشهداء مستمعا الى حديث والد أحد الشهداء ثم يذكره بأن الثورة لم تنتهى ولن تنتهى حتى يحاسب كل من شارك فى اطلاق رصاصة على متظاهر فى السويس أو فى أى مظاهرة مصرية، الطبيب السيد رأفت هو واحد ممن شاركوا فى أحداث الثورة وفى اسعاف المصابين فيؤكد أن الإصابات التى رآها انحصرت بين اصابات فى القلب أو الرأس أو الرقبة مما يؤكد تعمد قتل المتظاهرين بالاضافة الى منع سيارات الإٍسعاف من الوصول الى أماكن التظاهرات ونقل المصابين وتعمد اخفاء ارقام الضحايا متمنيا أن تبدأ لجنة تقصى للحقائق فى التحقيق فيما جرى من جريمة انسانية .