صنعت الكثير من الأماكن فى مصر الثورة المصرية حيث انطلقت منها جموع الشعب المنادية برحيل النظام والقضاء على الفساد الذى استشرى فى مصر على مدى 30 عاما فى ظل الكثير من الحكومات المتعاقبة ورئيس واحد أغمض عينيه عن الفساد حتى أضر باقتصاد البلد الذى هو رئيسه وبشعبه ومن تلك الأماكن ميدان التحرير الذى تحول منذ الخامس والعشرين من يناير إلى ميدان الثورة. ميدان التحرير هو أكبر ميادين القاهرة، سمى فى بداية إنشائه باسم ميدان الإسماعيلية نسبة للخديو إسماعيل، ثم تغير الاسم إلى «ميدان التحرير» نسبة إلى التحرر من الاستعمار فى ثورة 1919 ثم ترسخ الاسم رسميا فى ثورة 23 يوليو عام 1952. يحاكى الميدان فى تصميمه ميدان شارل ديجول الذى يحوى قوس النصر فى العاصمة الفرنسية باريس ورمز ميدان التحرير إلى حرية الشعوب وصمودها حين شهد عدة مواجهات بين المحتجين والقوات الأمنية منها أحداث ثورة الخبز فى 18 و 19 من يناير عام 1977 - وثورة 25 يناير عام 2011 - وانتهت تلك الثورة إلى إسقاط النظام الحاكم للرئيس السابق محمد حسنى مبارك، والذى أصبح رمزا للمتظاهرين وصمودهم وحريتهم. ميدان التحرير توجد به العديد من الأماكن الشهيرة مثل المتحف المصرى والجامعة الأمريكيةبالقاهرة ومجمع المصالح الحكومية المعروف اختصارا بمجمع التحرير، والقصر القديم لوزارة الخارجية المصرية ومسجد عمر مكرم، كما يوجد بالميدان إحدى أكبر محطات مترو القاهرة الكبرى وهى محطة السادات والتى تضم الخطين الأول والثانى معا. وقد احتشد ملايين المصريين فى ميدان التحرير فى يوم 25 يناير 2011 يطالبون بتنحى الرئيس السابق محمد حسنى مبارك من رئاسة الجمهورية واتخذوا الميدان مقرا لثورتهم إلى أن أعلن نائب الرئيس فى بيان رسمى تخلى الرئيس عن منصبه فى مساء الجمعة 11 فبراير 2011 حيث تولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة شئون البلاد مؤقتا. وتزايدت نسبة المتظاهرين وبنوا مخيمات للمبيت فى ميدان التحرير معلنين أنهم متمسكون بمطالبهم حتى الرمق الأخير من حياتهم. ثانى تلك الأماكن مسجد القائد إبراهيم من أشهر المساجد التى بنيت فى منطقة محطة الرمل رمز النضال الوطنى فى التاريخ السكندرى. فى عام 1948 أقيم هذا المسجد فى الذكرى المئوية لوفاة القائد إبراهيم باشا ابن محمد على والى مصر السابق ومؤسس العسكرية المصرية الحديثة، وقام بتصميم المسجد مهندس إيطالى الأصل اسمه ماريو روسّى. ومنذ ذلك التاريخ وشهدت ساحته زحفا لأهالى الإسكندرية من كل مكان للتعبير عن غضبها كلما وقع حدث جسيم داخل مصر أو خارجها، فعلى المستوى الخارجى و منذ بناء المسجد عام 1948- وهو العام الذى شهد هزيمة الجيوش العربية مجتمعة أمام عصابات الكيان الصهيونى، فبداخله تشكلت لجنة على مستوى الجمهورية سميت لجنة الدفاع عن القدس. مسجد القائد ابراهيم رمز لنضال اهالى الاسكندرية أيضا ساحة ميدان المسجد شهدت كل المؤتمرات الجماهيرية المنددة بالاحتلال الصهيونى لفلسطين، كما شهدت أيضا انتفاضة جماهير الإسكندرية دفاعا عن الشعب الأفغانى إثر الغزو السوفييتى وعام 1979 بدأت المسيرات الحاشدة من كلية الهندسة حتى مسجد القائد إبراهيم، وأحرق فيها علم الاتحاد السوفييتى وعلى المستوى الداخلى كذلك فدائما ما تجد أمامه اعتصاما أو مظاهرة احتجاجا على أوضاع داخلية، وإن كان أبرزها المظاهرات المنددة ببطش النظام الحاكم السابق والرافضة للاعتقالات والتعذيب، ولعل آخرها لتزوير الانتخابات. مسجد القائد إبراهيم ليس له تأثير دينى فقط كدار عبادة، ولكنه له خلفية سياسية وأثر كبير على الشارع السكندرى فقد شهد منبره خطبا انتقادية لاذعة من الشيخ أحمد المحلاوى أحرجت النظام المصرى فى عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات بسبب اتفاقية كامب ديفيد و مشروع قانون الأحوال الشخصية التى تبنته زوجته السيدة جيهان السادات واستمرت الخطب الانتقادية للنظام الحاكم من الشيخ أحمد المحلاوى فى عهد الرئيس السابق محمد حسنى مبارك مما أدى إلى منعه من إلقاء خطبه فيه أو فى غيره من المساجد فى عام 1996 ولكن ومنذ بداية اندلاع الثورة عاود المحراب احتضان شيخه. ثالث تلك الأماكن حى الأربعين فى محافظة السويس و حى الأربعين، وهو من أعرق الأحياء بمحافظة السويس فى مصر، ويعتبر ذا كثافة عالية من السكان ويضم فى داخله عدة مناطق تسمى كفور وهى: كفر كامل - كفرأبو العز - كفر النجار - كفر محمد سلامة - كفر سليم الحى - كفرالعرب - كفر جليدان - كفرشار - كفر عقدة - كفرأحمد عبده القديم - كفرأحمد عبده الجديد- كفر البيدوى - منطقة المثلث - ومنطقة اليهودية - منطقة حوض الروض - منطقة العبور - منطقة الإيمان - منطقة السادات - منطقة زرب. وغالبية سكان حى الأربعين من أصول صعيدية ينتمون فى الأصل إلى محافظات صعيد مصر وأتوا إلى السويس سعيا وراء الرزق. ورابع أماكن صناعة الثورة كان ماسبيرو وهو اسم المبنى الضخم على ضفة النيل ومقر للتليفزيون المصرى، وماسبيرو أيضا هو اسم الشارع الذى يطل عليه هذا المبنى. وقد أطلق عليه هذا الاسم تيمنا بعالم الآثار الفرنسى جاستون ماسبيرو الذى كان رئيس هيئة الآثار المصرية وهو عالم فرنسى من أشهر علماء المصريات. وقد تم تشييد مبنى ماسبيرو فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بقرار منه ببدء البناء فى أغسطس عام 1959 على أن يتم الانتهاء منه فى 21 يوليو 1960م، وتم تخصيص ميزانية البناء حوالى 108 آلاف من الجنيهات على مساحة حوالى 12 ألف متر مربع. وتعتبر السيطرة على مقر التليفزيون من قبل الثوار نذير خطر لانقلاب الحكم ومن ثم السيطرة على البلاد لذا من أهم المواقع التى يتم الإسراع بحمايتها من قبل الجيش هو مبنى التليفزيون المصرى. والتظاهر أمامه أيضا يضمن توصيل صوت المتظاهرين بشكل أقوى. وفى أحداث ثورة 25 يناير 2011 حاول بعض الثوار التجمهر أمام التليفزيون بل اقتحامه ولكن قوات الجيش منعت ذلك.