طالبت المعارضة الباكستانية الرئيس آصف علي زرداري ورئيس الحكومة يوسف رضا جيلاني بالاستقالة، والاعتراف بالمسؤولية عما سموه الخرق الأمني لباكستان خلال العملية الأميركية التي قتل فيها زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن والتي أدت إلى توتر العلاقات بين واشنطن وإسلام آباد. فقد ذكرت قناة "آري" الباكستانية أمس السبت أن زعيم المعارضة في البرلمان الباكستاني نصار علي خان انضم إلى وزير الخارجية السابق شاه محمود قريشي الذي قال إنه حان الوقت لأن يستقيل زرداري وجيلاني فوراً، مؤكدا أن شعب باكستان يريد منهما أن يذهبا إلى المنزل ولا يقودا البلاد. ودعا قريشي في تصريحات للصحفيين بنادي الصحافة في لاهور إلى عقد اجتماع للجنة التنفيذية المركزية لحزب الشعب الباكستاني للمطالبة باستقالة الرئيس زرداري ورئيس حكومته جيلاني. ونقلت قناة "جيو" الباكستانية في موقعها الإلكتروني عن قريشي قوله إنه إذا لم يتم عقد هذا الاجتماع فسيعلن خططه في المستقبل. أما زعيم الرابطة الإسلامية الباكستانية شودري نصار فقد خير الرئيس ورئيس حكومته بين توضيح موقفيهما من العملية الأميركية أو الاستقالة من منصبيهما. ووصف شودري –وهو من جناح رئيس الوزراء السابق نواز شريف- عملية اغتيال بن لادن بأنها تهين شرف وكرامة باكستان، مؤكدا أن الباكستانيين لم يعودوا يشعرون بالأمان في بلدهم بعد مثل هذا الانتهاك لأراضيهم. ومن جهتها، نظمت الجماعة الإسلامية في باكستان مظاهرات في عدة مدن احتجاجاً على انتهاك القوات الأميركية حرمة الأراضي الباكستانية. وجاء ذلك بينما تشهد العلاقات الأميركية الباكستانية توترا واضحا بعد مقتل بن لادن على يد قوات أميركية قرب إسلام آباد، دون تنسيق مع المخابرات الباكستانية حسبما تردد من مصادر مختلفة. وقد طلبت واشنطن -وفقاً لما أوردته وسائل إعلام أميركية- من إسلام آباد تقديم قائمة بأسماء مسؤولين باكستانيين كانوا على علم بوجود بن لادن في باكستان. كما أثارت هذه الأزمة جدلا في الداخل الباكستاني, حيث بدأت مطالبات سياسية وشعبية بتفسير رسمي للسماح بما اعتبر انتهاكا للسيادة الباكستانية من قبل الولاياتالمتحدة، وصدرت دعوات لاستقالة الرئيس الباكستاني ورئيس وزرائه. وقد نفى سلاح الجو الباكستاني في بيان له ما تناقلته وسائل إعلام عن أن دفاعه الجوي كان معطلا عمدا فجر الاثنين الماضي لتمكين طائرات أميركية من اختراق أجواء باكستان وقتل بن لادن في إبت آباد. وتزامن بيان سلاح الجو ذاك مع صدور أوامر من قائد الجيش الباكستاني الجنرال أشفق كياني بإجراء تحقيق حول الفشل الاستخباري للجيش ووكالة الاستخبارات الباكستانية في ما يتعلق بعملية اغتيال بن لادن. ووعد كياني الرئيس آصف علي زرداري ورئيس الحكومة يوسف رضا جيلاني بعد اجتماعه معهما السبت بتسليم الحكومة نتائج التحقيق قريبا.