حماية المنافسة: تحديد التجار لأسعار ثابتة يرفع السلعة بنسبة تصل 50%    رئيس «مصر العليا»: يجب مواجهة النمو المتزايد في الطلب على الطاقة الكهربائية    نشرة منتصف الليل| الحكومة تسعى لخفض التضخم.. وموعد إعلان نتيجة الصف الخامس الابتدائي    محافظ بني سويف: الرئيس السيسي حول المحافظة لمدينة صناعية كبيرة وطاقة نور    بعد الانخفاض الكبير في عز.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأحد بالمصانع والأسواق    غارات إسرائيلية تستهدف محيط مخيم النصيرات في غزة    معين الشعباني: نستطيع التسجيل في القاهرة مثلما فعل الزمالك بالمغرب    عماد النحاس: وسام أبو علي قدم مجهود متميز.. ولم نشعر بغياب علي معلول    وسام أبو علي: نسعى للتتويج باللقب في جولة الإياب أمام الترجي    نجم الأهلي السابق: الزمالك يستطيع حصد لقب كأس الكونفدرالية    محمود أبو الدهب: الأهلي حقق نتيجة جيدة أمام الترجي    باقي كام يوم على الإجازة؟.. موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى 2024    شافها في مقطع إباحي.. تفاصيل اتهام سائق لزوجته بالزنا مع عاطل بكرداسة    الأرصاد تكشف موعد انخفاض الموجة الحارة    حظك اليوم برج العذراء الأحد 19-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    سامح يسرى يحتفل بزفاف ابنته ورقصه رومانسية تجمعهما (صور)    باسم سمرة يكشف عن صور من كواليس شخصيته في فيلم «اللعب مع العيال»    "التصنيع الدوائي" تكشف سبب أزمة اختفاء الأدوية في مصر    «الداحلية» تكشف تفاصيل قيام قائدي السيارات بأداء حركات استعراضية بموكب زفاف بطريق «إسماعيلية الصحراوي»    إجراء من «كاف» ضد اثنين من لاعبي الأهلي عقب مباراة الترجي    وظائف خالية ب وزارة المالية (المستندات والشروط)    قفزة جديدة ب160 جنيهًا.. سعر الذهب اليوم الأحد 19 مايو 2024 بالصاغة (آخر تحديث)    بعد ارتفاعه.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد 19 مايو 2024    مدرسة ناصر للتربية الفكرية بدمنهور تحصدون المراكز الأولى في المسابقة الرياضية    أوكرانيا تُسقط طائرة هجومية روسية من طراز "سوخوى - 25"    رئيس الموساد السابق: نتنياهو يتعمد منع إعادة المحتجزين فى غزة    رقصة على ضفاف النيل تنتهي بجثة طالب في المياه بالجيزة    نقيب الصحفيين: قرار الأوقاف بمنع تصوير الجنازات يعتدي على الدستور والقانون    مدافع الترجي: حظوظنا قائمة في التتويج بدوري أبطال أفريقيا أمام الأهلي    دييجو إلياس يتوج ببطولة العالم للاسكواش بعد الفوز على مصطفى عسل    اليوم السابع يحتفى بفيلم رفعت عينى للسما وصناعه المشارك فى مهرجان كان    ماجد منير: موقف مصر واضح من القضية الفلسطينية وأهداف نتنياهو لن تتحقق    أخذتُ ابني الصبي معي في الحج فهل يصح حجُّه؟.. الإفتاء تُجيب    صرف 90 % من المقررات التموينية لأصحاب البطاقات خلال مايو    تزامناً مع الموجة الحارة.. نصائح من الصحة للمواطنين لمواجهة ارتفاع الحرارة    بذور للأكل للتغلب على حرارة الطقس والوزن الزائد    الهبوط والعصب الحائر.. جمال شعبان يتحدث عن الضغط المنخفض    البيت الأبيض: مستشار الأمن القومي الأمريكي سيبحث مع ولي العهد السعودي الحرب في غزة    «غانتس» يمهل نتنياهو حتى 10 يونيو لتحديد استراتيجية واضحة للحرب.. ورئيس الحكومة يرد: هذه هزيمة إسرائيل    على متنها اثنين مصريين.. غرق سفينة شحن في البحر الأسود    تونس.. ضبط 6 عناصر تكفيرية مطلوبين لدى الجهات الأمنية والقضائية    مسلم يطرح أحدث أغاني ألبومه الجديد «اتقابلنا» (تعرف على كلماتها)    «فايزة» سيدة صناعة «الأكياب» تكشف أسرار المهنة: «المغزل» أهم أداة فى العمل    حدث بالفن| حفل زفاف ابنة الفنان سامح يسري ونجوم الفن في عزاء زوجة أحمد عدوية وإصابة مخرج بجلطة    هل يعني قرار محكمة النقض براءة «أبوتريكة» من دعم الإرهاب؟ (فيديو)    الأزهر يوضح أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة    تعرف علي حكم وشروط الأضحية 2024.. تفاصيل    حريق بالمحور المركزي في 6 أكتوبر    مصرع شخص في انقلاب سيارته داخل مصرف بالمنوفية    إعادة محاكمة المتهمين في قضية "أحداث مجلس الوزراء" اليوم    وزير روسي: التبادلات السياحية مع كوريا الشمالية تكتسب شعبية أكبر    نقص أوميغا 6 و3 يعرضك لخطر الوفاة    أدعية مستحبة خلال مناسك الحج.. تعرف عليها    وزير التعليم: التكنولوجيا يجب أن تساعد وتتكامل مع البرنامج التعليمي    نموذج إجابة امتحان اللغة العربية للصف الثالث الإعدادي محافظة الجيزة    إطلاق أول صندوق للطوارئ للمصريين بالخارج قريبًا    «الأوقاف» تفتتح 10 مساجد بعد تجديدها الجمعة المقبلة    مفتي الجمهورية: يجوز التبرع للمشروعات الوطنية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محطات فى حياة برويز مشرف
نشر في أخبار مصر يوم 18 - 08 - 2008

برويز مشرف رئيس باكستان الذي أعلن استقالته الإثنين 18-8-2008 بعد أزمات عاصفة مع المعارضة والقضاة وضع مستقبله في أيدي الشعب على حد قوله.
ومشرف الذي وصل إلى سدة الحكم بانقلاب عسكري أطاح فيه بحكومة نواز شريف قد يواجه اتهامات عديدة بعد أن رفضت المعارضة منحه تعهداً بعدم ملاحقته قضائياً بعد استقالته، لكن مشرف الذي كان مدعوماً من الولايات المتحدة لدوره في ما يسمى بالحرب على الأرهاب يبدو واثقاً من قدرته على إثبات براءته.
وحياة مشرف خصبة ومليئة بالتجارب لكن ما هي اهم المحطات فى حياة الرجل الذي ولد في عاصمة الهند "الجارة اللدود" لباكستان؟
النشاة والبداية
ولد عام 1943 في مدينة نيودلهي التي صارت عاصمة للهند بعد انفصال باكستان، ثم هاجرت أسرته إلى باكستان حيث تلقى تعليمه الأولي في كراتشي.
- عام 1964 التحق بالجيش وتدرج في مناصبه المختلفة حتى تقلد منصب قائد الجيش عام 1998.
- خاض حربين ضد الهند، أولاهما عام 1965 في ولاية البنجاب وتلقى نيشان البسالة، كما خاض الحرب الثانية عام 1971.
- أكتوبر/ تشرين الأول 1999: قاد انقلابا ضد نواز شريف على خلفية اتهام الأخير له بمحاولة إسقاط الطائرة التي كانت تقله قادمة من سريلانكا.
تولى الرئاسة والحرب ضد الأرهاب
- 6 يونيو/ حزيران 2001عين نفسه رئيسا لباكستان بعد استفتاء شعبي إثر اتهام المعارضة السياسية له بفقدان الشرعية لتمثيل باكستان في لقاء القمة مع الهند.
- بعد ذلك وافق مشرف على مطالب أميركا بالسماح لها باستخدام الأراضي الباكستانية لضرب حركة طالبان التي رفضت تسليم بن لادن بعد اتهام أميركا له بتفجيرات نيويورك وواشنطن في 11 سبتمبر/ أيلول 2001، كما يعتبر أحد حلفاء أميركا الرئيسيين في حربها ضد "الإرهاب".
- أدى دعم مشرف للحرب الأميركية على أفغانستان إلى تحالف ستة أحزاب إسلامية باكستانية في حزب واحد معارض له باسم مجلس العمل الموحد.
عام 2002
5يناير/ كانون الثاني: صافح مشرف رئيس الوزراء الهندي أتال بيهاري فاجبايي في ختام خطاب ألقاه أمام قمة رابطة دول جنوب آسيا للتعاون الإقليمي (سارك) قال فيه إنه يمد "يد الصداقة إلى رئيس وزراء الهند"، وتأتي هذه المصافحة عقب استبعاد فاجبايي عقد أي لقاء رسمي منفرد مع الرئيس الباكستاني إثر الهجوم الذي تعرض له البرلمان الهندي في 13 ديسمبر/ كانون الأول 2001 واتهمت باكستان بالوقوف وراءه.
9 أبريل/ نيسان: أعيد انتخاب مشرف لولاية ثانية مدتها خمس سنوات في استفتاء شعبي.
عام 2003
- صافح مشرف رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون عام 2005، وأصبح بذلك أول رئيس باكستاني يصافح مسؤولا إسرائيليا
- 25 نوفمبر/ تشرين الثاني: وقف القتال عبر الحدود بين الهند وباكستان، وهو أول وقف للنار كامل ورسمي بين البلدين منذ العام 1989، ويأتي توقيع الهدنة بين جيشي البلدين بمبادرة من مشرف.
- 29 ديسمبر/ كانون الأول: أقر البرلمان الباكستاني تعديلات دستورية تعطي صلاحيات واسعة لمشرف بما في ذلك سلطة إقالة الحكومة المنتخبة وفقا لاتفاق كان قد وقعه مشرف مع أحزاب المعارضة الإسلامية يتخلى بموجبه عن قيادة الجيش مع نهاية العام 2004 مقابل تمرير التعديلات. ولكنه لم ينفذ الاتفاق.
عام 2004
- 5 يناير/ كانون الثاني: التقى مشرف رئيس الوزراء الهندي فاجبايي في العاصمة الباكستانية إسلام أباد، وهو أول اجتماع بينهما منذ فشل القمة التي جمعتهما بمدينة أغرا الهندية في يوليو/ تموز 2001.
- يناير/ كانون الثاني: أقالت الحكومة الباكستانية صانع القنبلة النووية عبد القدير خان من مهامه مستشارا لرئيس الوزراء للشؤون العلمية، وأثارت إقالته مشاعر غضب واسعة في أوساط الجماهير والمعارضة.
عام 2005
- يونيو/ حزيران: تبنى مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية وثيقة الاعتدال المستنير التي طرحت من قبل مشرف والقائمة على محاربة الدول الإسلامية للتعصب والإرهاب والتطرف والابتعاد عن القتال مقابل حل الغرب لجميع النزاعات السياسية في العالم الإسلامي.
- 14 سبتمبر/ أيلول: صافح مشرف رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون على هامش القمة العالمية للأمم المتحدة، وهو أول رئيس باكستاني يصافح مسؤولا إسرائيليا.
عام 2006
- أقر مشرف مشروع تعديل قانون الحدود، بوضع جريمة الاغتصاب ضمن قانون العقوبات المدني وليس أحكام الشريعة الإسلامية، ويسقط التعديل شرط تقديم أربعة شهود في حالة اغتصاب المرأة، وهو أول تعديل على القانون منذ صدوره عام 1979، وقوبل التعديل بالرفض من قبل الأحزاب الإسلامية المعارضة، وكان قانون الحدود يوجب على المرأة إثبات تعرضها للاغتصاب بأربعة شهود.
عام 2007
أزمة المسجد الأحمر
يقع هذا المسجد بإسلام آباد واشتهر بهذا الاسم نسبة إلي الطلاء الأحمر الذي يغطي جدرانه خارجية،وتولي الشيخ عبد العزيز غازي الإمامة فيه بعد مقتل الشيخ محمد عبد الله على يد بعض الشيعة في 1988.
ويتبع المسجد الأحمر مدرستان دينيتان: إحداهما للبنات وهي مدرسة حفصة والأخرى المدرسة الفريدية للبنين.
ويذكر أن علاقة المسجد الأحمر وإمامه الشيخ عبد العزيز ونائبه الشيخ عبد الرشيد غازي بالسلطات الباكستانية لم تكن يوماً جيدة، فالتوتر بين الطرفين كان السمة البارزة بالنظر إلى الحملة التى يشنها طلاب المسجد منذ تحالف مشرف مع واشنطن للتخلص من العلمانية وتطبيق الشريعة الإسلامية .
من جانبها ، أعلنت السلطات الباكستانية منذ أحداث سبتمبر عزمها على متابعة المدارس الدينية الموجودة في باكستان والتي يبلغ عددها حوالي 12 ألف مدرسة، وملاحقة المعلمين والطلاب بها والسيطرة على مصادر تمويلها، بزعم أنها تأوي متشددين .
بداية الأزمة كانت أوائل 2007 ، أصدرت بلدية إسلام آباد قرارا بهدم سبعة مساجد في العاصمة بدعوي أنها مبنية على أرض مملوكة للدولة، وكان من بينها المسجد الأحمر وملحقاته، وهو ما أشعل غضب القائمين على المسجد الأحمر وطلاب وطالبات المدارس التابعة له وخرجت مظاهرات حاشدة منددة بقرار الهدم .
- فبراير 2007 ، قامت طالبات مدرسة حفصة باحتلال مكتبة للأطفال بالقرب من مدرستهن وأعلنت المعتصمات بها أنهن لن يغادرنها إلا بعد تعهد الحكومة كتابياً بعدم هدم المسجد الأحمر وملحقاته، مع ضرورة قيام الحكومة بتقديم الدعم المالي لهذه المدارس خاصة بعد نضوب مصادر التمويل الآتية من دول الخليج بفعل الإستراتيجية الأمريكية لمواجهة الإرهاب ومحاصرة مصادر تمويله وتزايدت الاعتراضات من الطلاب والطالبات على إثر إغلاق الحكومة لموقع المسجد الأحمر في شبكة الانترنت في 10 إبريل وقيامها بعد ذلك بإغلاق المحطة الإذاعية التابعة للمسجد .
- مطلع يوليو 2007 ، حاصرت القوات الباكستانية المسجد الأحمر بعد وقت قليل من اختطاف الطلبة الإسلاميين سبعة عمال صينيين اتهموا بإدارة بيوت دعارة وأفرج عنهم بعد 17 ساعة إلا أن المتواجدين داخل المسجد رفضوا تسليم أنفسهم للسلطات.
مع استمرار حصار عدة الآف من الطلاب والطالبات من قبل القوات الباكستانية وزيادة الاهتمام الإعلامي ، أعلن الشيخ عبد العزيز غازي أن حركة الطلاب والطالبات تدعو إلي تطبيق الشريعة الإسلامية في باكستان، وتدعو إلي الثورة على النظام العلماني بالبلاد .
وإثر فشل الوساطات التي قام بها بعض العلماء الباكستانيين ، اقتحمت القوات الباكستانية المسجد في 10 يوليو ، مما أدى وفقا لتقديرات رسمية إلى مقتل حوالى 75 شخصا بينهم أطفال ونساء والشيخ عبد الرشيد غازي نائب الإمام وشقيقه والذي حل محله بعد القبض على الشيخ عبد العزيز غازي أثناء مغادرته المسجد متخفياً في زى امرأة منتقبة وذلك بحسب رواية السلطات الباكستانية، بينما بلغت حصيلة الضحايا حوالى ألفى قتيل وفقا لتقديرات المعارضة .
وتباينت آراء المحللين حول أحداث المسجد الأحمر ، فهناك من فسر قرار الاقتحام بأنه جاء متماشياً مع سياسة التحالف مع أمريكا لمحاربة "الإرهاب" والتي اختارها مشرف منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 ، وذلك لتجنب غضب واشنطن التى هددت بالانحياز للهند واعتبار النظام الحاكم في باكستان عدواً لأمريكا إذا لم يتصد لتنظيم القاعدة ولفوضى المدارس الدينية التي صارت محطات لتفريخ الإرهابيين على حد التعبير الأمريكي.
وهناك تفسير ثان يرى أن قرار الاقتحام جاء في إطار المخاوف من استجابة الباكستانيين لنداء الثورة على النظام العلماني الذي أطلقه الشيخ عبد الرشيد غازي .
- 20 يوليو/ تموز: قررت المحكمة العليا الباكستانية في إسلام آباد -في حكم وصف بالتاريخي- إعادة القاضي افتخار تشودري إلى منصبه رئيسا لها، وإسقاط المتابعات القضائية التي فتحتها الحكومة في حقه بتهم الفساد، وكان مشرف قد أقال تشودري في 9 مارس/ آذار 2007.
مشرف وبوتو والإنتخابات
- 27 يوليو/ تموز: أنباء عن عقد مشرف اجتماعا سريا في أبو ظبي مع رئيسة الوزراء السابقة زعيمة حزب الشعب المعارض المقيمة بالمنفى بينظير بوتو.
- سبتمبر/ أيلول: عدلت اللجنة الانتخابية في باكستان قانون الانتخابات بحيث يسمح لمشرف بالترشح لمنصب رئاسة الجمهورية مع الاحتفاظ بمنصبه قائدا للجيش، فيما اعتبرته المعارضة "خرقا فاضحا" للدستور.
وفي تحد واضح لسلطات الرئيس الباكستاني أمر قاضي المحكمة العليا افتخار تشودري بإطلاق سراح أكثر من مئة معارض اعتقلتهم السلطات الباكستانية لاشتراكهم بمظاهرات ضد ترشح مشرف.
ايضاً في 22 سبتمبر 2007 ، أصدرت المحكمة العليا قراراً يسمح بعودة رئيس الوزراء السابق نواز شريف إلى البلاد، بعد ثمان سنوات أمضاها منفياً في الخارج، في أعقاب الانقلاب العسكري الذي قاده مشرف ضده في 1999.
- أكتوبر/ تشرين الأول: قدم 85 نائبا باكستانيا من المعارضة استقالتهم من البرلمان احتجاجا على قبول اللجنة الانتخابية أوراق ترشح مشرف لدورة رئاسية جديدة. وكان مشرف قد اصر رغم الاحتجاجات المتصاعدة والأجواء المشحونة التي كانت تعيشها باكستان ، على تقديم أوراق ترشحه لخوض الانتخابات الرئاسية ، بينما قدمت المعارضة طعونا ضد ترشيحه أمام المحكمة العليا لمخالفته للدستور بسبب جمعه بين الرئاسة وقيادة الجيش وطالبت بتأجيل الانتخابات .
- وقع مشرف أمرا بالعفو وصف بالتاريخي عن عدد من السياسيين بينهم بينظير بوتو. واعقب ذلك أعلن حزب الشعب عن عودة زعيمته بينظير بوتو إلى البلاد في 18 أكتوبر 2007 .وجاء هذا الإعلان بعد أشارة تقارير صحفية إلى لقاء مشرف مع بوتو في المنفى في أبوظبي أواخر يوليو 2007 خلال زيارته القصيرة لدولة الإمارات العربية المتحدة ، موضحة أن اللقاء جاء في إطار سعي مشرف لحشد تأييد بوتو له، في مسعاه لإعادة اختياره رئيساً للبلاد لفترة جديدة.
وبحسب التقارير فقد طلبت بوتو من الرئيس الباكستاني، إسقاط جميع الاتهامات ضدها وكذلك التخلي عن قيادة الجيش قبل الترشح للرئاسة .
وكانت بوتو والتى كان يعرف عنها التشدد مع الإسلاميين، ينظر إليها فى هذا الوقت على أنها البديل الذى بحثت عنه واشنطن لمنع الإسلاميين من الوصول للسلطة والسيطرة على السلاح النووى بعد تدني شعبية مشرف .
- 6 أكتوبر/ تشرين الأول أعلنت اللجنة الانتخابية فوز مشرف بأغلبية كبيرة في الانتخابات الرئاسية ، وقضائهلولاية جديدة مدتها خمس سنوات، رغم مقاطعة أغلبية نواب المعارضة لجلسة انتخابه ، وجاء فوز مشرف بتأييد 225 صوتا من أصل 256 نائبا في البرلمان والمجالس الإقليمية .
ويرى مراقبون أن مشرف حسم السباق الرئاسى لصالحه قبل إجرائه بعد أن قام بعدة مناورات سياسية للالتفاف على تهديد المعارضة بمقاطعة الانتخابات ، منها إبرامه اتفاق مع فى 5 أكتوبر لتقاسم السلطة .
وفي محاولة للالتفات على طعون المعارضة أمام المحكمة العليا أيضا ، تعهد مشرف الذى كانت فترته الرئاسية الثانية تنتهي فى 15 نوفمبر 2007 ، بالتخلي عن قيادة الجيش فور انتخابه لولاية جديدة ، كما قام في 4 أكتوبر بترقية رئيس الاستخبارات السابق الجنرال إشفاق كياني نائباً لقائد الجيش تمهيداً لتوليه منصب قائد الجيش بعد تنصيبه لولاية ثالثة.
وفي ضوء تلك المناورات ، قررت المحكمة العليا إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها في 6 اكتوبر 2007 ، رافضة بذلك طلبا للمعارضة بتأجيلها ، كما رفضت طعون المعارضة ضد أحقية مشرف في الترشح وهو في قيادة الجيش .
- نوفمبر/ تشرين الثاني: فرض مشرف في الثالث من الشهر حالة الطوارئ في البلاد، وأصدر منتصف الشهر قرارا بحل البرلمان مع انتهاء فترة ولايته القانونية.
وفي 24 نوفمبر/ تشرين الثاني أكدت اللجنة الانتخابية الباكستانية انتخاب مشرف رئيسا للبلاد لولاية دستورية ثانية لمدة خمس سنوات.
اغتيال بوتو
- 27 ديسمبر 2007، أعلنت وزارة الداخلية الباكستانية عن مقتل زعيمة حزب الشعب الباكستاني بنظير بوتو جراء جروح أصيبت بها في انفجار استهدف موكبها في مدينة روالبندي خلال تجمع انتخابى ، ما أسفر عن سقوط 20 قتيلا على الأقل .
وجاء في بيان لوزارة الداخلية الباكستانية أن بوتو لقيت مصرعها جراء إصابتها بجرح فى رأسها عندما صدمت مقبض فتحة سقف السيارة وهى تحاول الاحتماء داخلها عند وقوع الانفجار ، فيما أشار آخرون إلى إصابتها بثلاث رصاصات بعد الانفجار.
وتضاربت التقارير حول الجهة المسئولة عن الاغتيال ، فهناك من وجه أصابع الاتهام للقاعدة ، إلا أنها نفت مسئوليتها .
هناك أيضا من وجه أصابع الاتهام للاستخبارات الباكستانية والرئيس برويز مشرف نفسه بالنظر إلى أن بوتو كانت تشكل تحديا لاستمرار نظام حكم مشرف العسكرى من ناحية ولأنها كانت البديل من وجهة نظر واشنطن من ناحية أخرى .
وأشار البعض الآخر بأصابع الاتهام إلى جماعات إسلامية بخلاف القاعدة وطالبان في الاغتيال ، بالنظر إلى أن تصريحات بوتو قبل اغتيالها تجاهلت الدور المتعاظم للجماعات الإسلامية في باكستان حيث أسست باكستان باعتبارها دولة إسلامية عندما استقلت عن الهند في عام 1947 ، كما شددت أكثر من مرة على ضرورة إغلاق المدارس الإسلامية ووصفتها بأنها بؤرة لتفريغ "الإرهابيين ".
وهناك تفسير رابع ، يرجح تورط الجيش في عملية الاغتيال بالنظر إلى عدة أمور أبرزها تصريحات بوتو المستفزة للجيش التى أكدت خلالها أنها ستعيد الجيش إلى ثكناته إذا عادت لرئاسة الحكومة وستخضعه للسلطة المدنية وللدستور رغم أن الجيش هو المسيطر على الشارع الباكستاني وهو القوة الأكبر المؤثرة منذ انقلاب الجنرال أيوب خان عام 1958 .
وباغتيال بوتو، دخلت باكستان في أزمة سياسية جديدة كانت بحسب المراقبين بمثابة المسمار الأخير في نعش مشرف.
2008 الإنتخابات التشريعية ومحاولات عزل مشرف
- فى 18 فبراير 2008 أجريت الانتخابات التشريعية ،واعترف الحزب الحاكم الداعم للرئيس مشرف بهزيمته فى انتخابات باكستان التشريعية، حيث فازت أحزاب المعارضة بعدد كاف من المقاعد يحق لها بمقتضاه تشكيل حكومة جديدة.
فقد أفادت النتائج ان حلفاء الرئيس الباكستاني برويز مشرف وأيضاً الأحزاب الاسلامية المتشددة واجهوا هزيمة ساحقة امام احزاب المعارضة في الانتخابات ، حيث اعلنت النتائج بعد فرز الاصوات لمقاعد الجمعية الوطنية عن فوز حزب الشعب الباكستانى وحزب الرابطة الإسلامية وحلفاؤهما من الأحزاب الصغيرة ب 266 مقعدا فى الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ.وبالرغم من حصول حزب الشعب على معظم المقاعد في الجمعية الوطنية المؤلفة من 342مقعدا في الانتخابات إلا أنه لم يحصل على عدد كاف لتشكيل حكومة بمفرده.
وجاء حزب شريف في المركز الثاني ليوجها هزيمة ساحقة لحزب الرابطة الاسلامية الباكستانية - جناح القائد الاعظم الموالي لمشرف. ورفض مشرف دعوات الاستقالة في اعقاب هزيمة حلفائه في الانتخابات.
- فى مارس /آذار وقع زعيما الحزبين المعارضين في باكستان آصف علي زرداري ونواز شريف اتفاقا من أجل تشكيل حكومة ائتلافية. كماأدى رئيس الوزراء الباكستاني الجديد يوسف رضا جيلاني اليمين الدستورى أمام الرئيس مشرف بعد انتخاب البرلمان له ليشغل المنصب.
وجيلاني مسؤول بارز من حزب الشعب الباكستاني الذي كانت تتزعمه رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتوقبل اغتيالها.
- 11 أغسطس 2008عقدت الجمعية الوطنية الباكستانية "البرلمان" جلسة بناء على طلب الحكومة الائتلافية لمساءلة مشرف واتهامه بالتقصير ، تمهيدًا لعزله أو إجباره على الاستقالة.
وجاءت هذه الخطوة بعد خمسة شهور من المشاورات بين حزب الشعب وحزب الرابطة الإسلامي وهما أكبر أحزاب الحكومة الائتلافية.
وتضمنت مذكرة إقالة مشرف التي قدمها الحزبان للبرلمان قائمة اتهامات لمشرف منها انتهاك الدستور وسوء التصرف ودفع البلاد إلى حافة الانهيار الاقتصادي ، كما اتهمته بالمسئولية عن اغتيال بنظير بوتو رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة وعدم تأمين الحراسة الأمنية لها والتستر على العناصر التي اغتالتها، وإعلان حالة الطوارئ في شهر نوفمبر الماضي، وإصراره على عدم رد اعتبار رئيس القضاة محمد افتخار تشودري وكافة قضاة المحكمة الدستورية والمحاكم العليا الذين أقالهم في 2007 .
نواز شريف زعيم حزب الرابطة الإسلامية، رفض من ناحيته نداءات البعض بخروج سياسي لمشرف يحفظ ماء وجهه، قائلا :"إن العفو عن جرائم مشرف ليس محل نظر، لا توجد حماية من التصرفات غير القانونية والدستورية التي اقترفها إلى الآن". وايضاً دعا وزير العدل فاروق نائق الرئيس مشرف لأن يستقيل بشكل طوعي من أجل الاستعادة الكاملة للدستور وبقاء الأمة وتعزيز الديمقراطية".
وتنص المادة 47 من الدستور الذى اعتمد فى 1973 على إمكانية إقصاء الرئيس فى حال إصابته بعجز جسدى أو عقلى أو إقالته إذا أدين بانتهاك الدستور أو ارتكب خطأ فادحا ، ويعتبر الرئيس مشرف فى حال نجح الائتلاف، أول رئيس تتم إقالته فى تاريخ باكستان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.