بلوج، تويتر، فيسبوك، ثلاثة وسائط إلكترونية يتحرك داخلها مستخدم الإنترنت فى مصر، تتنوع استخدامات كل وسيط منها وفقا للشكل الذى تقدمه كل خدمة، حيث إمكانية كتابة نص طويل بدون قيود فى المدونة (البلوج)، أو كتابة نص قصير لا يتجاوز 140 حرفا على التويتر ولكنه يكون أسرع فى الرواج والانتشار، أو التشارك الاجتماعى الكامل بكل أشكاله مستعينا بخدمات مواقع الإنترنت الأخرى على الفيس بوك. تستخدم ليليان وجدى الوسائط الثلاثة لتعبر عن تجاربها الشخصية المختلفة التى تحولت مع الأحداث الأخيرة إلى شهادات أو تغطيات صحفية، ليليان التى تدون من 2007 من خلال مدونتها «الكونتيسة الحافية»، لم تكن تخرج تدويناتها عن سرد التجارب الشخصية، بدأت مع نهاية يناير الماضى تضيف من خلال المدونة ملاحظاتها حول أحداث الثورة التى شاركت فيها بنفسها، بالإضافة إلى مشاركة الدعوات المختلفة للنزول إلى الشارع أو التضامن مع مطالب معينة. تقول: «بالفعل المدونة فى بدايتها كانت ذاتية تماما، ولكنى مع ذلك وحتى الآن أعتبر ما أكتبه شخصيا، ربما تجاوز الخواطر الذاتية ولكنه يعبر عن انطباعاتى الشخصية عما يحدث». ولكن التدوين الذى انتشر فى فضاء الإنترنت المصرى عام 2005 يبقى، ورغم كل إنجازاته على الصعيد الاجتماعى، كصفحة شخصية. فى كتابه «المدونات من البوست إلى التويت» الذى يؤرخ فيه للتدوين يصف أحمد ناجى المدونة بأنها «غرفة تخص المرء وحده»، مقتبسا عنوان كتاب فيرجينيا وولف التى ترى فيه أن المرأة بحاجة إلى غرفة تخصها وحدها لتبدأ بالكتابة. هذه الخصوصية أو الانغلاق إن جاز التعبير وجد منافسة من وسيطين إلكترونيين أكثر انفتاحا هما الفيس بوك وتويتر. يتيح الفيس بوك استخدام كل وسائط الإنترنت الأخرى على صفحتك الشخصية فى الموقع، يتيح لك حتى نشر تدويناتك الطويلة على المدونات والقصيرة على تويتر، بالإضافة إلى خدماته ذاتها التى تتسم بالاجتماعية والحميمية، تقول ليليان وجدى: «ميزة الفيس بوك الرئيسية هى قدرته على الحشد عن طريق الإيفننس events وهى الدعوات التى تنشر والتى كانت تدعو للمظاهرات المتكررة فى أثناء ثورة 25 يناير والأحداث التى تلتها، ويمكن من خلاله عمل حملة». ولكن يظل الفيس بوك بالنسبة لليليان هو مساحة لتشارك المحتويات الشخصية مع مجموعة صغيرة من الأصدقاء (مهما كثر عدد الأصدقاء على قائمة الفيس بوك)، فى حين أن تويتر يقدم قائمة لا نهائية من المتابعين، لا ينتظر قبول مشترك للصداقة كما فى الفيس بوك ولا يكتفى حتى بالمتابعين المباشرين لك (followers) فهناك إمكانية دائمة لأن يقرأ أى شخص تدوينتك القصيرة من خلال إعادة نشرها من قبل شخص آخر، أو من خلال البحث. تقول ليليان وجدى: «لم أكن أهتم بتويتر قبل أحداث الثورة، ونقطة التحول فى تعاملى معه كانت يوم الجمعة الذى خطب فيه عصام شرف رئيس الوزراء الجديد، وقتها كان معى جهاز اللاب توب، وبدأت فى نقل الأحداث أولا بأول فوجدت نفسى أقوم بخدمة صحفية». يبقى التويتر هو الوسيط الأسرع فى نقل الأخبار من خلال خاصية الريتويت، أو إعادة نشر التدوينة القصيرة عن طريق الآخرين، أو خلق علامة هاشتاج بجانب المضمون المراد التركيز عليه فى هذه اللحظة لتسهيل البحث عنه، لذلك تحول مركز الثقل إليه مع الأحداث الأخيرة، وبالمقارنة بالمدونة وبالفيس بوك ترى ليليان وجدى أن تويتر هو الوسيط الأكثر تأثيرا، موضحة: «النقاشات التى تحدث فيه تأخذ أبعادا متنوعة، فأنت هنا تتعامل مع أناس لا تعرفهم على خلاف الفيس بوك، فعلى تويتر تحدثت مع إسلاميين وسلفيين وملحدين». لذلك تقول ليليان التى يتبعها أكثر من ثلاثة آلاف follower الآن رغم حداثة عهدها مع تويتر، أن تويتر هو الموقع الأفضل الذى تتعامل معه بالمقارنة بالمدونة والفيس بوك.