أكد هنري جوينو، أحد أقرب مساعدي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، أن الغارات الجوية على ليبيا ستستمر "لفترة أخرى" على الأرجح، لكن الليبيين -وليس المجتمع الدولي- هم الذين سيحددون المسار الذي ستسلكه البلاد. ومن جانب آخر، أعلن الكولونيل تيري بوركارد، المتحدث باسم رئيس أركان الجيش الفرنسي، اليوم الاثنين، أنه تم استئناف العمليات الفرنسية التي تأتي تطبيقا لقرار الأممالمتحدة بفرض حظر جوي فوق ليبيا. وقال المتحدث للصحفيين في باريس: إن الطائرات غادرت قواعدها في شمال شرق فرنسا وجزيرة كورسيكا متجهة إلي ليبيا، كما أن حاملة الطائرات شارل دي جول الفرنسية -التي تعمل بالطاقة النووية- في طريقها إلي ليبيا. معارضة التدخل العسكري وشاركت عدة دول من الحلف، منها فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، في الغارات الجوية التي شنت على ليبيا أمس الأحد، لكن حلف الأطلنطي -الذي يتخذ كمنظمة كل قراراته بتوافق الآراء- انقسم حول المشاركة، وأعلنت تركيا معارضتها للتدخل في ليبيا، ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار، حيث شدد رجب طيب أردوغان، رئيس الوزراء التركي، اليوم الاثنين، في مكة في اليوم الأخير من زيارته للسعودية، بأن تركيا العضو في حلف شمال الأطلنطي تريد الوفاء بعدة شروط قبل مشاركة الحلف في العملية. وحذر أيضا من أن التدخل العسكري يجب ألا ينتهي باحتلال ليبيا الغنية بالبترول والغاز. ويبدو أن فلاديمير بوتين، رئيس الوزراء الروسي، يعارض الغارات الجوية على ليبيا، حيث قال، اليوم الاثنين، إن قرار الأممالمتحدة بدعم عملية عسكرية في ليبيا بدعوات العصور الوسطى لحملات صليبية، حيث قال: "القرار ناقص ومعيب.. يسمح بكل شيء. يشبه دعوات العصور الوسطى لحملات صليبية". كما عارضت ألمانيا أيضا التدخل الأجنبي في ليبيا، بينما شككت جامعة الدول العربية في جدوى القصف الجوي العنيف قائلة إنه قتل الكثير من المدنيين. وكان مسؤول صحي ليبي من الحكومة قد قال: إن 64 شخصا قتلوا في القصف الغربي ليل السبت وصباح الأحد، لكن لم يتسن التحقق من النبأ من مصدر مستقل. وقال فرانسوا باروان، المتحدث باسم الحكومة الفرنسية: إن فرنسا ليس لديها معلومات عن سقوط قتلى مدنيين في الضربات الدولية الموجهة ضد ليبيا. وحذر من "حملة العلاقات العامة والدعاية" التي ينفذها المسؤولون الموالون للقذافي في ليبيا. وأضاف لقناة (كانال بلوس) التلفزيونية "القيادة الفرنسية ليست على علم بسقوط قتلى مدنيين". ووافق سفراء حلف الأطلنطي، أمس الأحد، على خطة يساعد فيها الحلف في فرض حظر سلاح على ليبيا بعد أن عطلت تركيا من قبل الاتفاق على المشاركة في فرض حظر جوي عليها.
