وسط وجود أمني مكثف احتشد المئات من النشطاء المنتمين لتيارات سياسية مختلفة في مسيرة سلمية نظموها، مساء اليوم الجمعة، بشارع الفلكي بمنطقة وسط القاهرة، وانتهت بضريح الزعيم الراحل سعد زغلول، احتجاجًا على تفجيرات كنيسة القديسين بالإسكندرية التي أودت بحياة 23 قبطيًّا وإصابة آخرين صباح السبت الماضي. شارك في المسيرة تيار التجديد الاشتراكي، ومجموعة من الفنانين الأقباط، منهم يسري نصر الله وجيهان فاضل، وحركة (مصريون ضد التمييز الديني)، وعدد من المسيحيين الأجانب العاملين في منظمات المجتمع المدني، وأعضاء من حزب الوفد، على رأسهم: منير فخري عبد النور وعصام شيحة، باعتبارهم أعضاء في حكومة الظل، وأيضًا حمدين صباحي باعتباره عضوًا في البرلمان الشعبي، ود. محمد أبو الغار ود. مصطفى عبد الجليل، إلى جانب مجموعة من الجمعية الوطنية للتغيير، ود. بثينة كامل، ود. منى مينا، ومجموعة كبيرة من اليساريين الأقباط. وندد المتظاهرون بأحداث الإسكندرية، وطالبوا أيضًا بإقالة وزير الداخلية بعد وفاة الشاب سيد بلال الذي توفي خلال التحقيق معه للاشتباه في ضلوعه في تفجير الإسكندرية. وأكد المشاركون الأقباط في المسيرة حرصهم على المشاركة في يوم العيد، لأن هذه السنة شهدت العديد من الأحزان، وطالبوا الحكومة بسرعة إصدار الحكم في قضية نجح حمادي. وقام المشاركون بتكميم أفواههم، وقام أحدثهم بتمثيل نفسه كجثة تعبيرًا على الحداد لضحايا الإسكندرية، والجدير بالذكر أن الأمن لم يحتك بأفراد المسيرة، الذين رفعوا لافتات مكتوب عليها "مسلم + مسيحي = مصري". "حماية أمن مصر يرتكز على الحفاظ على النيل وتحقيق الوحدة الوطنية"، هذا ما أكده الدكتور عبد الجليل مصطفى، منسق الجمعية الوطنية للتغيير، وقال: إن هذه الوقفة تأتي للتعبير عن استنكارهم الشديد، مما وصفه بالفشل الحكومة في احتواء الاحتقان الطائفي، وحماية أرواح المواطنين الأبرياء، حسب قوله. أما عضو الهيئة العليا بحزب الوفد عصام شيحة، يرى أن إقالة وزير الداخلية لن تنهي الأزمة، مطالبًا النظام الحاكم بالتعامل بشكل "أكثر جدية" مع مطالب الأقباط، مضيفًا: "لا يمكننا إنكار تجاهل النظام للتحرشات الدينية التي يمارسها أفراد من الجانبين، مما يهدد باندلاع الفتنة. واتفق معه الدكتور محمد أبو الغار، القيادي بالجمعية الوطنية للتغيير، الذي أكد أن إقالة الوزير الداخلية قد تهدئ مشاعر الغضب جزئيًّا، إلا أنه طالب بإقالة النظام الحاكم بأكمله لفشله في مواجهة الأزمة، على حد تعبيره. من جهتها، نددت الدكتور منى مينا، المتحدث الإعلامي لجماعة "أطباء بلا حقوق"، بواقعة تعذيب سيد بلال، المواطن السكندري الذي جرى احتجازه للتحقيق معه في حادث تفجيرات الإسكندرية، الذي أفضى إلى موته. وأضافت مستاءة: "الحكومة تحاول تصحيح خطأ بخطأ آخر أكثر فداحة، وحل الأزمة يكمن في المساواة بين الجميع دون النظر إلى الدين أو التوجه السياسي".