إلى أين نحن سائرون؟!.. والله لا أدرى! حياتنا تحولت إلى نكتة قبيحة ثقيلة الظل! أقولها قبيحة بالقاف وليست بالألف على غرار نكات الكابتن شلبى! كنا ثائرين، ثم أصبحنا سائرين!. واليوم حتى «السائرون نياما» تجاوزناهم!.. فصرنا مخدرين غير مبالين!.. نصنع الحدث ونغرق فى تفاصيله، مختزلين عالمنا فى أزمة أو قضية.. فى منصب أو شخصية.. حتى فى نقطة أو مباراة! وليتنا عندما نبحر ومع التفاصيل نصل إلى نتيجة إيجابية.. أى ضجة عندنا لابد وأن تنتهى بالنتيجة السلبية.. صفر/ صفر لا غالب ولا مغلوب!. فإذا قالوا الانتخابات نزيهة.. علينا أن نصدق أنها نزيهة.. وانس كل ما رأته عينك وما رصدته الكاميرات من تجاوزات.. بسيطة يا جماعة! وإذا قالوا إن التحرك كان سريعا فى حادث تصادم أوتوبيس السياحة على طريق أبوسمبل والذى مات فيه 8 أمريكان وأصيب 21، بفضل الإسعاف الطائر.. نقول عظيم.. برافو.. سياحة وسمعة بلد.. لكن إياك أن تسأل أين كان هذا الطائر فى حادث الدويقة أو كوارث حوادث القطارات؟.. فهو لا يخرج من عشه إلا لإنقاذ أرواح أصحاب من يطبعون الدولارات، أما أولاد البلد، فالعملة عليهم صعبة! وإذا قالوا عادى.. منتخبنا يتعادل لأول مرة مع سيراليون، ويخسر لأول مرة من النيجر، ثم يخسر ولأول مرة أمام قطر.. فيها إيه؟! ظروف.. علينا أن نقول: آمين! وإذا قرأ الكابتن مدحت شلبى النكتة فى سره وضحك عليها وأعجبته، فسردها علينا ثم قال إنه لم يفهمها.. فعلينا أن نصدقه ونبصم وراءه بالعشرة أنه لا يفهم ما يقرأ!! سيقلون ما هذا الهراء الذى أكتبه؟!.. الكتابة اليوم يجب أن تكون عن مباراة الخميس بين الأهلى والزمالك، وإلا فلا!! فلا شىء يعلو على صوت طبول معركة الخميس.. علىّ ألا أخرج عن كتيبة الإعلام، علىّ أن أحشد ذخيرتى لموقعة الخميس التى يغطى دويها على كل الأحداث والمشكلات، حتى ولو كانت ظروف الفريقين وحالتاهما وجدول المسابقة يجعل منها، لا هى قمة ولا يحزنون!.. مجرد مباراة بثلاث نقاط فى بطولة دورها الأول لم ينته بعد! لكن من يصنع حولها هذه الهالة المبالغ فيها؟!.. إنه إعلامنا الموقر.. الذى احترف إشعال النار حتى فى الماء البارد! كنت شديد الغضب من مباراة منتخبنا الأخيرة أمام قطر، لكننى فوجئت بنفسى أدافع عن حسن شحاتة عندما شاهدت أحد نجوم إعلامنا المقروء والفضائى يقول عنها: «كم من الجرائم ترتكب باسمك يا مصر»!!.. لا حول ولا قوة إلا بالله. حتى الآن لم أسمع أو أقرأ بماذا عاقبت لجنة وزير الإعلام لتقييم الأداء الإعلامى مدحت شلبى على نكتته التى لا أجد كلمة أصفها بها؟!.. أم أن على رأس الكابتن شلبى ريشة؟! أوقفوا شوبير عن برنامجه الإذاعى بتوجيهات عليا لمجرد أنه قال إن عضوا بمجلس إدارة اتحاد الكرة كان متورطا فى أحداث مباراة القاهرة بين مصر والجزائر.. جميل!! وأوقفوا برنامج علاء صادق التليفزيونى لمجرد أنه وجه نداء إلى وزير الداخلية لحماية حقوق المواطن المصرى وكرامته على خلفية اعتداء جمهور الترجى على اثنين من منظمى مباراة فريقهم مع الأهلى فى استاد القاهرة.. عظيم!! وأقالوا أحمد رفعت من مجلس إدارة الزمالك وأوقفوه عاما عندما تحدث عن «واحد» ولم يعلم أنه على الهواء.. يستاهل!! فماذا عن مقدم برامجنا شلبوكة أو شلبونج أو شلبية.. أو أى اسم من أسماء الكنايات التى تعجبه وتضحكه ولا أجد لها معنى؟! لقد قرأ النكتة أولا ثم ضحك وقال: «نقولها».. ليلة دخلة الست الشرطية بنت الإيه.. مخالفات عريسها سرعة ودخول فى الممنوع. وتوسيع ممرات!! ممرات إيه يا شلبى الله.... يجازيك!! لو كانت سابقتك الأولى لانضممت إلى هؤلاء السذج الذين صدقوك عندما قلت إنك قرأتها ولم تفهمها.. لكن سوابقك الموجودة على اليوتيوب ومنها استخدام اصبعك فى التعبير عن الهدف الثالث فى مباراة مصر والجزائر بكأس أمم أفريقيا تؤكد لى أنك أستاذ فى هذه المسائل! فإذا كان ما قلته فى نكتتك عيب.. فمن العيب أيضا أن تستخف و«تستغبى» الناس وتدعى عدم الفهم!.. واستظرافك عند الاعتذار، على اعتبار أن ما وقع منك «قلشة» غير مقبول.. «قلشتك» يا كابتن جرحت كل فتاة وسيدة استمعت إليك، وتسببت فى سقوطنا فى منطقة خالية من الأدب والأخلاق! نكتة شلبى جاءت خير تعبير عن إعلام سطحى مستفز لم يكن ينقصه سوى قلة الأدب! إذا استمرت الأمور على ما هى عليه.. فنحن قادمون على كارثة.. وإذا انتهت هذه القضية كالعادة بالنتيجة السلبية ذاتها صفر/ صفر.. فهذه المرة لا غالب بيننا.. فكلنا حينها مغلوبون!!