بدأ الرئيس الأمريكى باراك أوباما جولة آسيوية، هى الأطول خلال رئاسته، يأمل أن تقود إلى المزيد من الصادرات وتوفير فرص عمل بعد ثلاثة أيام من تكبد حزبه الديمقراطى خسارة انتخابية كبيرة بسبب ضعف الاقتصاد، والتى وصفتها الصحافة الغربية «الموجة المحافظة العاتية». وسيزور أوباما الهند وإندونيسيا وكوريا الجنوبية واليابان فى رحلة تستغرق عشرة أيام يجرى خلالها محادثات تتعلق بالتجارة وقضايا اقتصادية أخرى، من شأنها أن تساعده فى التجديد لولاية رئاسية ثانية، ويطمئن حلفاءه فى آسيا القلقين بشأن الصين. وسيحضر أوباما اجتماعا مع قادة الأعمال فى الهند. وسيعلن «شراكة متكاملة» تشمل علاقات اقتصادية مع إندونيسيا ويحضر قمة مجموعة العشرين للقوى الاقتصادية العالمية فى سول، فيما يشارك فى منتدى آسيا والمحيط الهادى فى يوكوهاما فى اليابان. وقالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إن الرؤساء الأمريكيين عادة ما يتجهون للسياسة الخارجية أثناء الأزمات، وهو ما يقوم به أوباما الآن، حيث ترى الصحيفة أنه يؤمن أن «آسيا مهمة لتعافى الاقتصاد الأمريكى الذى يعانى من ارتفاع نسب البطالة»، فى إشارة إلى أسباب خسارة الديمقراطيين لمجلس النواب. وتتابع الصحيفة الأمريكية فى تقرير منشور على موقعها الإلكترونى أمس، أن الشرق الأوسط الذى احتل مساحة واسعة من اهتمام أوباما وإدارته، لم يقدم الكثير للحزب الديمقراطى، فى حين تساعد «الطبقة الوسطى الآسيوية الصاعدة والمتطلعة فى خلق أسواق» للمنتجات الأمريكية، وهو ما من شأنه خلق آلاف فرص عمل للأمريكيين «المحبطين» على حد وصف أوباما نفسه. ومن ناحيتها، تشير صحيفة ديلى تليجراف البريطانية إلى أن أوباما اصطحب معه 200 من المديرين التنفيذيين، للشركات الأمريكية، مع توقعه «نتائج ملموسة» من جولته الآسيوية. ومن ناحيتها ذكرت مجلة تايم الأمريكية أن إدارة أوباما ترغب فى تقوية العلاقات الاقتصادية مع الهند، أولى محطات الجولة الرئاسية الأمريكية، التى ترغب فى المقابل فى مساعدة أمريكية تمكنها من الحصول على مقعد دائم فى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من ناحية، والتشدد تجاه باكستان، عدو الهند اللدود، من ناحية أخرى. وكانت الشرطة الهندية، قد أعلنت حالة التأهب القصوى لقواتها، إضافة لاتخاذها إجراءات أمنية مشددة، فى الأسواق والمراكز التجارية. وقال المتحدث الرسمى لشرطة العاصمة الهندية نيودلهى راجان بهجات، أنهم نشروا فرقا للرد السريع، وقوات شبه عسكرية فى جميع أنحاء العاصمة، فى إطار حالة التأهب القصوى المعلنة استعدادا للزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكى. وتشير نيوزويك الأمريكية أن هذه الرحلة تثير مخاوف الصين، حيث تخشى من الترويج لها باعتبارها اهتماما أمريكيا بديمقراطيات آسيا، مقابل «النموذج الاقتصادى الصينى ذو الدولة القمعية الثقيلة»، على حد تعبير المجلة. لكن الصين لديها مخاوف إضافية، حيث تخشى القيادة الشيوعية للبلد الأكثر نموا فى العالم، من أن تدفع الأغلبية الجمهورية المحافظة، إدارة أوباما إلى التشدد مع بيجين فى قضايا «تصدير التكنولوجيا، والتعاون فى مجال الطاقة النظيفة، وملكية الدولة للشركات الصينية وهو ما يضع نظيراتها الأمريكية فى موقع منافسة غير عادلة»، بحسب واشنطن بوست.