ما تشهده أسعار السلع من زيادات أعاد التعاونيات إلى دائرة الاهتمام باعتبارها واحدة من وسائل مواجهة ظاهرة الغلاء التى تعانى منها الأسر المصرية وسلاحا يستخدمه محدودو الدخل والفقراء فى الحد من سيطرة الوسطاء على سوق التجارة الداخلية ليعاد الاعتبار إلى الحركة التعاونية التى نشأت فى مصر منذ نحو قرن واستمر دورها وانتعش فى مرحلة الخمسينيات والستينيات وحتى التسعينيات وامتد نشاطها إلى القرى والنجوع قبل المدن وذلك قبل ان يتقلص دورها مع تغيير السياسة الاقتصادية للدولة لتنخفض أعدادها من 15 ألف جمعية على مستوى الجمهورية إلى 3500 فقط، فالزيادات المتلاحقة لأسعار اللحوم والدواجن والخضراوات والفاكهة والمواد الغذائية والاستهلاكية بشكل عام دفعت بالحكومة إلى الحديث عن أهمية الاعتماد على التعاونيات بجانب المجمعات الاستهلاكية لتحقيق التوازن فى السوق وهو التصريح الذى جاء على لسان وزير الزراعة أمين اباظة لتوفير سلع بأسعار منخفضة مقارنة بمحال الهايبر والسوبر ماركت التى تكثر فيها حلقات الوساطة على عكس الجمعيات التعاونية التى تشترى السلعة من المنتج لتصل مباشرة إلى المستهلك. ورغم تغيير الأوضاع الاقتصادية وتغيير حال الأسواق إلا أن الجمعيات التعاونية لاتزال تقوم بدورها الايجابى كما تفعل فى كثير من الدول وفى مقدمتها الدول الرأسمالية مثل انجلترا وفرنسا التى بدأت فيها حركة التعاونيات على عكس الشائع من ارتباطها بالنظم الاشتراكية ومازالت الجمعيات المصرية تمتلك شبكة لتوزيع السلع الاستهلاكية تمتد فى جميع أنحاء البلاد ووسط التجمعات السكانية والعمالية تبيع السلع بأسعار محددة ورخيصة ولا تحمل ميزانية الدولة مليما واحدا فأموالها من حصيلة مساهمات أعضاء هذه الجمعيات ومع اقتراب عيد الأضحى المبارك بدأت الجمعيات التعاونية الاستهلاكية فى التحرك نحو توفير اللحوم للمستهلكين بأسعار مناسبة. مفاوضات مع الاتحاد الأفريقى اتفقنا مع القوات المسلحة على توريد لحوم مبردة للجمعيات لتباع بسعر 35 جنيها لكيلو الكندوز، و32 جنيها للحم الجملى بحسب الدكتور أحمد عبدالظاهر رئيس الاتحاد التعاونى الاستهلاكى مضيفا أنه سيتم إقامة شوادر للبيع فى منطقتى القاهرة والجيزة وأن ذلك امتداد لاتجاه الاتحاد الشراء من مصادر الانتاج لتوفير عدد كبير من السلع خاصة التى تشهد ازمات مثل اللحوم والدواجن ومن خلال التعامل مع تعاونيات الاصلاح الزراعى وذلك لمواجهة تعنت القطاع الخاص فى تسعير اللحوم.. واشار عبد الظاهر إلى اجتماع اعضاء الاتحاد مع ممثلى الاتحاد الأفريقى خلال الأسبوع الجارى بالقاهرة للتفاوض حول استيراد الاتحاد التعاونى الزراعى لحوما من كينيا وأوغندا، موضحا انه يصعب على الجمعيات الاستيراد بنفسها بسبب مافيا الاستيراد التى تتحكم فى استيراد السلع وهو ما يفرض علينا التعامل مع المستورد الرئيسى لتلبية حاجة الجمعيات. من جهته أكد الدكتور محمد توفيق نائب رئيس الاتحاد التعاونى الاستهلاكى أن خطة الاتحاد تركز حاليا على السلع الأساسية مثل اللحوم والدواجن مع اقتراب عيد الضحى مشيرا إلى التعاقد مع جمعية الاصلاح الزراعى لاستيراد لحوم من السودان واثيوبيا التى يتم ذبحها فى ميناء السخنة وسفاجا وقد وصل نحو 5000 رأس بالإضافة إلى 5000 اخرى فى الطريق لتلبية حاجة السوق بالإضافة إلى عجول اخرى مستوردة من اوروبا تقوم بتوزيعها جمعيات الاسكندرية. وقال توفيق إن شوادر بيع اللحوم بدأت تنتشر حاليا فى مناطق العياط والجيزة والقاهرة الكبرى والصف وحلوان بعد أن نجحت فى هز السوق وأجبرت الجزارين فى العياط على النزول بأسعارهم من 56 جنيها إلى 52 جنيها للكيلو متوقعا ان تصل الأسعار مع اقتراب العيد إلى 100 جنيه لكيلو اللحم وقال إن التعاونيات تبيع السلع بأسعار مخفضة بنحو 30% عن اسعار السوق. تثبيت سعر الدواجن نريد أن نفعل دور الجمعيات التعاونية مع جمعيات حماية المستهلك للقضاء على ظاهرة الغلاء بالنسبة للحوم والدواجن والخضار والفاكهة التى تشهد زيادات فى أسعارها تبعا للدكتور الحسينى محمد عوض مدير عام مجزر الاصلاح الزراعى فى قويسنا، مشيرا إلى التزام المجزر بتوفير الدواجن للجمعيات التعاونية بأى كميات متعهدا بتثبيت الأسعار لمدة أسبوع وبأقل من السوق حتى تتمكن الجمعيات من البيع بسعر تنافسى مشيرا إلى صعوبة تثبيت السعر على مدى أطول بسبب تغيير اسعار بورصة الدواجن يوميا ويؤكد الحسينى أن المجزر كان يبيع كيلو الدواجن المبردة للجمعيات خلال شهر رمضان بنحو 17 جنيها بينما كان سعره فى السوق 22 جنيها لافتا إلى أن وصول السلعة للمستهلك.مباشرة من المنتج والنزول بالأسعار يقضى على تجار الجملة والموزعين الجشعين. تجربة مميزة نموذج رائد فى توفير السلع الاستهلاكية والمعمرة باسعار مخفضة وبالتقسيط المريح طبقته الجمعية التعاونية بشركة غزل المحلة التى تخدم أكثر من 26 الف عامل بالإضافة إلى خدمة المجتمع المحلاوى المحيط بالمصنع يشير إلى ذلك المهندس سيد شحاتة رئيس القطاع التنفيذى لغزل المحلة ومدير عام الجمعية مؤكدا حرص الجمعية على توفير الأمن الغذائى وبأسعار للسلع تقل كثيرا عن السوق وأشار إلى فتح منافذ تابعة للجمعية لبيع لحوم القوات المسلحة المكيسة ومبردة بسعر 33 جنيها للكندوز ، و32 للحم المفروم بالإضافة إلى عرض منتجات الألبان والزبدة والسكر والأرز والدقيق بأسعار تقل كثيرا عن السوق نافيا استهداف الجمعية للربح وأشار إلى أن ما تحققه الجمعية من عوائد يوزع على المساهمين وفقا لمشترياتهم وقال شحاتة إن مبيعات الجمعية سنويا يقدر بنحو 120 مليون جنيه شاملة الأجهزة المنزلية والمعمرة والأثاث والملابس والمنسوجات من خلال 45 فرعا على مستوى الجمهورية والبيع بالتقسيط على 30 شهرا بدون فوائد وقال من حق اى عامل بالمصنع التقدم بقسيمة الزواج له أو لأحد أبنائه للحصول على مستلزمات الزواج بأرخص الأسعار، بينما أشار المهندس صلاح الشحات عضو مجلس ادارة الجمعية إلى امتلاك الجمعية اثنين سوبر ماركت فى المحلة فى مستوى مصغر من فتح الله وكارفور يعرض منتجات الشركة ومنتجات أخرى للقطاع الخاص بالإضافة إلى وجود 5 أفران على مستوى المدينة للعيش البلدى تابعة للجمعية توفر الرغيف المدعم وتستهلك نحو 550 شوال دقيق يوميا وحول الاستعداد للعيد أكد الشحات أن وفدا من الجمعية سوف يتوجه ضمن الاتحاد الزراعى التعاونى فى زيارة إلى السودان بعد غد الاثنين للاتفاق على استيراد عجول حية بالإضافة إلى استقبال عجول فيرزيان مستوردة من كرواتيا واثيوبيا واروجواى والبرازيل بعد ذبحها فى الموانئ المجهزة بمصر لتباع فى منافذ الجمعية بأسعار لن تزيد على 37 جنيها للكيلو. فيما أكدت سعاد الديب رئيسة الجمعية الاعلامية لحماية المستهلك أهمية دور التعاونيات باعتبارها صمام أمان لأى مجتمع خاصة مع الاتجاه لسياسات السوق الحرة مشيرة إلى اهمية التعاون بين جمعيات حماية المستهلك والجمعيات التعاونية فى مساندة المستهلك والقضاء على ظاهرة الاستغلال والاحتكار فى السوق المصرية وقالت الديب إن هذه الجمعيات لا تهدف للربح وقامت على المساهمات الفردية وكثيرا ما ساعدت على خلق توازن فى السوق مطالبة بان يرتفع صوت هذه الجمعيات أكثر لكى يستمع اليها المستهلك ويستفيد من خدماتها مؤكدة استعداد جمعيات حماية المستهلك لتعريف المستهلك بأهمية الجمعيات التعاونية الاستهلاكية والإعلان عن اسعار منتجاتها ومنافذ البيع الخاصة بها.