قالت مصادر دبلوماسية غربية وعربية إن ترتيبات تجرى لعقد مؤتمرين حول مصير عملية السلام فى الشرق الأوسط يعقد أولها فى باريس بمبادرة من الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى استطاع مؤخرا أن يحصل على موافقة أمريكية عليها والثانى فى إطار قمة الاتحاد من أجل المتوسط فى برشلونة بمشاركة من الرئيس الأمريكى باراك أوباما وقيادات الدول والمنظمات الأطراف والراعية لعملية السلام. يجرى الترتيب لعقد المؤتمر الأول فى الأسبوع الأخير من الشهر الجارى فى العاصمة الفرنسية بمشاركة أوروبية وعربية واسعة على مستوى القمة إلى جانب مشاركة الرئيس الفلسطينى محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتياهو التى تقول المصادر إنه أعطى موافقة محسوبة لهذه المشاركة لوزيرى خارجية فرنسا برنار كوشنير وإسبانيا خلال زيارة مشتركة لهما من يومين لإسرائيل. الهدف من المؤتمر حسب مصادر «الشروق» هو إعطاء دفعة جديدة للإبقاء على عملية التفاوض الفلسطينى الإسرائيلى الهشة من خلال حزمة من الضمانات السياسية والاقتصادية يمكن أن توفر للقيادات السياسية على الجانبين القدرة على الاستمرار فى التفاوض المباشر. يأتى الاجتماع قبل انتهاء مدة الأربعة أسابيع، التى كانت لجنة المبادرة العربية قد منحتها للإدارة الأمريكية لمحاولة إقناع الحكومة الاسرائيلية بتمديد الوقف الجزئى للاستيطان فى الأراضى الفلسطينية المحتلة بما يمكن السلطة الفلسطينية من الاستمرار فى التفاوض المباشر، وهو القرار الذى قابلته واشنطنوعواصم غربية بالترحيب. أما المؤتمر الثانى فهو القمة المقررة للاتحاد من أجل المتوسط، التى تمكنت مدريد من إقناع الإدارة الامريكية بمشاركة أوباما فيها حيث إنه سيكون فى البرتغال مع وزير خارجيته هيلارى كلينتون للمشاركة فى قمة الأطلنطى فى الأسبوع ذاته. وقال مصدر دبلوماسى مصرى إن القاهرة تتجه للمشاركة الرفيعة فى كلا المؤتمرين «من منطلق الرغبة المصرية فى استنفاذ كل الفرص لإبقاء عملية السلام قيد الحياة» لأن البديل المتعلق باللجوء لمجلس الأمن الدولى للحصول على دعم لإقامة دولة فلسطينية بعيدا عن التفاوض مع نتنياهو «يبدو من المنظور المصرى ومنظور عواصم عربية أخرى غير واقعى بالنظر للموقف الأمريكى». أما البديل الآخر الذى يشير إليه الرئيس عباس «بتنحيه يعنى انهيار السلطة الفلسطينية وستكون تلك كارثة».