نشرت الهند عشرات الآلاف من قوات الشرطة في الشوارع وتأهبت قواتها الجوية تحسبا لأعمال عنف محتملة قد تنشب عندما تصدر محكمة غدا الخميس حكمها في نزاع ديني يعود لقرن من الزمان بين المسلمين والهندوس. وتلقي القضية بظلالها على حزب المؤتمر الهندي الحاكم الذي ينتمي إلى يسار الوسط وله جذور علمانية، والذي سيضطر إلى دعم حكم من المرجح أن يضايق إحدى الكتل الانتخابية الكبيرة في البلاد. وقالت سونيا غاندي، زعيمة حزب المؤتمر وأقوى سياسية في الهند، في بيان: "طلبي المتواضع هو أنه وبغض النظر عن القرار رجاء اقبلوه". وناشدت الحكومة الهندية التزام الهدوء بعد أن تصدر محكمة شمال الهند حكمها بشأن ملكية موقع مسجد تم تدميره، والذي كان يعود للقرن ال16، وكانت اضطرابات طائفية قد اندلعت عام 1992 وأدت إلى أسوأ أعمال شغب في الهند أسفرت عن مقتل نحو ألفي شخص. ويأتي الحكم الذي وصفه مانموهان سينج، رئيس الوزراء الهندي، بأنه أحد أكبر التحديات التي تواجه بلاده قبيل انطلاق دورة ألعاب الكومنولث في نيودلهي يوم الأحد. والهندوس في نزاع مع المسلمين منذ أكثر من قرن بسبب تاريخ مسجد "بابري" ببلدة "أيوديا" الواقعة بولاية "أوتار براديش" الشمالية في الهند. ويقول الهندوس إن المسجد كان مقاما على أرض شهدت مولد إلههم "راما"، وإن غازيا مسلما بناه على أنقاض معبد هندوسي في القرن ال16. ويريد الهندوس بناء معبد في الموقع بينما يريد المسلمون إعادة بناء المسجد. وانتشرت الآلاف من قوات شرطة مكافحة الشغب في مناطق ذات حساسية طائفية في الهند، وقال مسؤولون إنه طلب من القوات الجوية التأهب. وحظرت التجمعات في "أيوديا" كما حظرت الهند إرسال رسائل نصية عبر الهواتف المحمولة إلى أعداد كبيرة من الناس لتجنب انتشار الشائعات والتعصب الديني. وقال "يو. كيه. بانسال" قائد الأمن الداخلي في الهند، لرويترز، إنه طلب من كل أجهزة الدولة تحديد المناطق الحساسة وشديدة الحساسية وإبقاء القوات في حالة تأهب قصوى والتنسيق مع المركز على مدار الساعة.