«ارتفاع أسعار الغذاء بمعدلات عالية دفع بأكثر من 100 مليون شخص إلى حافة الفقر المدقع، مما جعل تحقيق أحد الأهداف الإنمائية للألفية المتمثل فى تخفيض نسبة الأشخاص الذين يعانون من الجوع إلى النصف بين عامى 1990 و2015 أمرا أكثر صعوبة، وإن كانت مصر من ضمن الدول التى قد تتمكن من القضاء على الفقر المدقع والجوع»، كانت هذه واحدة من النتائج الرئيسية التى ألقى مجلس الوزراء بالضوء عليها فى تقرير حديث له، أطلقه أمس، تحت عنوان «الأهداف الإنمائية للألفية... باق من الزمن 5 سنوات». وكان آخر تقرير رصد عالمى صادر عن البنك الدولى فى 2009، قد حذر من أن تؤدى الأزمة العالمية الحالية، إلى جانب الركود العالمى، إلى وقوع ما بين 50 إلى 90 مليون نسمة إضافية فى براثن الفقر، كما سيجعلان أكثر من مليار نسمة تعانى من جوع مزمن. ويذكر أن قادة 189 دولة على مستوى العالم، منها مصر، كانوا قد اجتمعوا، فى عام 2000، فى مقر الأممالمتحدة فى نيويورك، لعقد مؤتمر قمة الألفية، وتعهدوا وقتها ببذل كل جهد ممكن لتحقيق الأهداف الإنمائية الواردة فى إعلان الأممالمتحدة بشأن الألفية بحلول عام 2015.وتتكون الأهداف الإنمائية للألفية من ثمانية أهداف، تتنوع ما بين القضاء على الفقر المدقع والجوع، وتخفيض معدل وفيات الأطفال، وضمان توفر أسباب بقاء البيئة، وإقامة شراكة عالمية من أجل التنمية، ولكل من هذه الأهداف مؤشراته الخاصة به، ويبلغ إجمالى هذه المؤشرات 60. وبحسب تقرير مجلس الوزراء، انخفضت نسبة السكان العاملين فى الفئة العمرية 15 سنة فأكثر، التى تعتبر أحد مؤشرات قياس هدف القضاء على الفقر المدقع، عالميا من 62.5% فى 1991 إلى 61.1% فى 2008، ولم تختلف نسبة السكان العاملين فى هذه الفئة كثيرا فى كل من المغرب ومصر، وذلك ما بين عامى 1991 و2008، حيث تراوحت بين 42.6% و43.2% فى مصر، مقابل 45.9% و46.1% فى المغرب. وقد شهد إقليم أمريكا اللاتينية والكاريبى أعلى زيادة فى نسبة العاملين فى هذه الفئة، فى حين حقق إقليم شرق آسيا والمحيط الهادى أقصى انخفاض لنفس النسبة، بينما لم يحدث تغير ملموس فى الصحراء الكبرى.ومن ناحية أخرى، ارتفعت نسبة صافى القيد بالتعليم الابتدائى فى مصر بنحو 135 ما بين عامى 1991 و2008، مقابل 335 فى المغرب و5% فى تركيا. ويعتبر إقليمجنوب الصحراء الكبرى أفريقيا الأفضل من حيث صافى نسبة القيد بالتعليم الابتدائى، حيث شهد أعلى نسبة ارتفاع ما بين عامى 2000 و2008، فى حين تراجعت هذه النسبة فى إقليم أوروبا وأسيا الوسطى خلال الفترة نفسها.وبالنسبة لمعدل وفيات الرضع والأطفال أقل من خمس سنوات، فقد انخفض هذا المعدل فى كل دول العالم خلال الفترة ما بين 1990 و2008، وإن اختلف مقدار هذا الانخفاض ما بين دولة وأخرى. وقد تراجع معدل وفيات الرضع فى مصر بمقدار 46 لكل ألف مولود حى، كما شهد معدل وفيات الأطفال دون الخامسة أيضا «انخفاضا كبيرا» ما بين عامى 1990 و2008، ليصل إلى 67 لكل ألف مولود حى. ولعل واحدا من العوامل الرئيسية التى ساعدت مصر على تحقيق تقدم فى هذا الصدد، هو ارتفاع نسبة الولادات التى تتم تحت إشراف فريق طبى من 36.5% فى 1991 إلى 78.9% فى 2008، وفى المقابل ارتفعت هذه النسبة إلى الضعف تقريبا فى دولة مثل اليمن. وفى هذا السياق أيضا، ارتفعت نسبة حالات السل التى تم اكتشافها فى مصر ما بين عامى 1995 و2008 بنحو 28%. ومن جهة أخرى، وصلت نسبة السكان الذين يحصلون على مياه شرب مأمونة فى مصر إلى 99% خلال عام 2008، بارتفاع يصل إلى 9% مقارنة بعام 1990، وفى المقابل وصلت نسبة الارتفاع إلى 22% فى الصين، على سبيل المثال، خلال نفس الفترة. وتبعا للتقرير، وصل عدد مستخدمى الإنترنت فى مصر لكل 100 من السكان إلى 16.7 خلال عام 2008، بينما وصل إلى 33 على سبيل المثال فى المغرب، و1.6 فى اليمن.وعلى صعيد تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، انخفضت نسبة المقاعد البرلمانية التى تشغلها النساء فى مصر بنحو 2% ما بين عامى 1990 و2010. ويحتل إقليمجنوب آسيا المرتبة الأولى بين مختلف الأقاليم، من حيث ارتفاع نسبة المقاعد البرلمانية التى تشغلها النساء، فى مقابل انخفاض هذه النسبة فى أقاليم أخرى مثل شرق آسيا والمحيط الهادى، وذلك خلال الفترة ما بين 2000 و2008.