ساقت جريدة الشروق لجموع المصريين - الفقراء منهم على وجه التحديد وهم عدد غير قليل إذ يبلغ عددهم وفق أحدث الإحصاءات 40% من السكان - بشرى سارة باحتمالية نجاح مصر في القضاء على الفقر والجوع خلال السنوات القليلة المقبلة. يجب عليك عزيزي القارئ أن تأخذ الخبر بحذر - وهو حق لك في كل الأحوال - إذا علمت أن هذه البشرى تضمنها تقرير صادر عن مجلس الوزراء (المنوط به أيضا تحقيقها في الواقع) أطلقه بالأمس تحت عنوان "الأهداف الإنمائية للألفية... باق من الزمن 5 سنوات".. وهو ما تلقي الصحيفة الضوء عليه في عدد اليوم. الفقرة الأهم في التقرير والتي تتضمن الخبر السار وضعته الشروق في صدر الموضوع بنقل حرفي عن التقرير الذي قال: "ارتفاع أسعار الغذاء بمعدلات عالية دفع بأكثر من 100 مليون شخص إلى حافة الفقر المدقع، مما جعل تحقيق أحد الأهداف الإنمائية للألفية المتمثل فى تخفيض نسبة الأشخاص الذين يعانون من الجوع إلى النصف بين عامى 1990 و2015 أمرا أكثر صعوبة، وإن كانت مصر من ضمن الدول التى قد تتمكن من القضاء على الفقر المدقع والجوع". ينتقل التقرير بعد ذلك إلى مجموعة من المؤشرات التي رصدها بالنسبة للحالة المصرية نذكر لكم أهم ما فيها.. بحسب تقرير مجلس الوزراء، انخفضت نسبة السكان العاملين فى الفئة العمرية 15 سنة فأكثر، التى تعتبر أحد مؤشرات قياس هدف القضاء على الفقر المدقع، عالميا من 62.5% فى 1991 إلى 61.1% فى 2008... ولم تختلف نسبة السكان العاملين فى هذه الفئة كثيرا فى مصر، وذلك ما بين عامى 1991 و2008، حيث تراوحت بين 42.6% و43.2%. من ناحية أخرى، ارتفعت نسبة صافى القيد بالتعليم الابتدائى فى مصر بنحو 135 ما بين عامى 1991 و2008، مقابل 335 فى المغرب و5% فى تركيا. وقد تراجع معدل وفيات الرضع فى مصر بمقدار 46 لكل ألف مولود حى، كما شهد معدل وفيات الأطفال دون الخامسة أيضا انخفاضا كبيرا ما بين عامى 1990 و2008، ليصل إلى 67 لكل ألف مولود حي... ولعل واحدا من العوامل الرئيسية التى ساعدت مصر على تحقيق تقدم فى هذا الصدد، هو ارتفاع نسبة الولادات التى تتم تحت إشراف فريق طبى من 36.5% فى 1991 إلى 78.9% فى 2008. وفى هذا السياق أيضا، ارتفعت نسبة حالات السل التى تم اكتشافها فى مصر ما بين عامى 1995 و2008 بنحو 28%. من جهة أخرى، وصلت نسبة السكان الذين يحصلون على مياه شرب مأمونة فى مصر إلى 99% خلال عام 2008، بارتفاع يصل إلى 9% مقارنة بعام 1990، وفى المقابل وصلت نسبة الارتفاع إلى 22% فى الصين، على سبيل المثال، خلال نفس الفترة. وتبعا للتقرير، وصل عدد مستخدمى الإنترنت فى مصر لكل 100 من السكان إلى 16.7 خلال عام 2008، بينما وصل إلى 33 على سبيل المثال فى المغرب، و1.6 فى اليمن. وعلى صعيد تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، انخفضت نسبة المقاعد البرلمانية التى تشغلها النساء فى مصر بنحو 2% ما بين عامى 1990 و2010.