استقبل المثقفون الاحتفال بعيد الفطر المبارك بتصريحات السيد فاروق حسنى وزير الثقافة الذى أكد فيها أنه أرسل قائمة بأسماء الموقعين على البيان الذى طالب فيه أكثر من مائة مثقف بإقالته من منصبه إلى اتحاد كتُاب مصر، مؤكدا أنهم «غير مثقفين»، بعد أن جاء إليه الرد من أن خمسة من الموقعين أعضاء فى الاتحاد والبقية غير أعضاء وتم وصفهم بأنهم «نشطاء سياسيون أو صحفيون». قال حسنى فى تصريحاته للمصرى اليوم إن الموقعين على بيان المطالبة ب«إقالتى ليسوا مثقفين، وأغلبهم أعضاء فى حركة كفاية ونشطاء سياسيون، وعدد قليل منهم فقط ينتمون لاتحاد الكتاب». وهنا يثور السؤال حول ما مدى استقلال اتحاد كتاب مصر عن وزارة الثقافة المصرية. وبسؤاله عن هذه القائمة أكد محمد سلماوى رئيس اتحاد كتُاب مصر أنه لم يقرأ ما نُشر، وأنه خارج القاهرة، ولم يكذب سلماوى أو يؤكد صحة الخطابات بين الوزير والاتحاد، أو كيف تم إجراؤها. أما الدكتور مدحت الجيار عضو مجلس الاتحاد فأكد أنه لا يعلم شيئا عن هذه القائمة، موضحا أنه لم يتصل حتى الآن بمحمد سلماوى لمعرفة رأيه فيما نُشر أمس الأول. وأضاف الجيار: «المقصود حسبما فهمته وأعرفه عن تفكير الوزير أنه أراد معرفة هل الموقعون قوة مؤسسية ذات كينونة تنتمى إلى اتحاد الكتاب أم أنهم ضمن تجمعات الرفض الجديدة التى يمثلها البرادعى أو حسن نافعة وغيرهما». وتعليقا على ذلك أكد الدكتور علاء الأسوانى أحد الموقعين على البيان أنه لا يجوز لأى نقابة أو هيئة إعطاء بيانات أعضائها إلا بأمر قضائى، متسائلا: وهل أعضاء الاتحاد هم فقط المثقفون، خاصة أن الاتحاد يعانى أصلا مشاكل كثيرة، وكلنا نعلم من هم بعض الأعضاء الذين انتسبوا له بكتب عن عسل النحل وأشياء أخرى تصب فى صالح العملية الانتخابية لرؤساء الاتحادات؟. وأكد الأسوانى أنه من حق الرأى العام معرفة علاقة وزارة الثقافة بكل من يدافع عن وزير الثقافة فاروق حسنى ووزارته. أما عمار على حسن أحد الموقعين على البيان والذى ذكره فاروق حسنى بأنه «صحفى» حسبما جاء إليه من اتحاد كتُاب مصر فقال إن تصريحات حسنى تثبت أنه رجل نطق فأظهر حجم ما هو مخبوء تحت لسانه لعدم فهمه معنى الثقافة والمثقفين، إذ حصر المثقف فى الموظف الذى يعمل معه أو عضو اتحاد كتاب مصر، رغم أن الوزير نفسه ليس عضوا فى الاتحاد. وأضاف عمار على حسن أن الوزير من الواضح أنه لا يتابع الحركة الثقافية فهو مثلا لا يعرف الدكتور عاصم الدسوقى المؤرخ الشهير الذى يتعاون مع المجلس الأعلى للثقافة، مشيرا إلى أن ما قاله حسنى يعد كارثة حقيقية فهو لا يفهم معنى الثقافة، ونحمد الله أنه لم يفز فى انتخابات اليونسكو؛ حيث كان من المتوقع أن يفعل حماقات وكوارث. وأشار عمار إلى أن فاروق حسنى نسى أنه كان قد وقف باهتا إلى جانب الأستاذ نجيب محفوظ ليسلمنى عام 1994 جائزة القصة القصيرة، فضلا عن أنه لا يتابع أنه صدر لىّ نحو عشرين مؤلفا، ستة منها فى الأدب وأنى حصلت على جائزة الشيخ زايد التى حصل عليها أمثال جمال الغيطانى وثروت عكاشة. وأكد عمار أن بيانات فاروق حسنى التى حصل عليها من اتحاد الكتاب غير صحيحة وغير دقيقة إذ يقول إن خمسة فقط من 102 مثقف أعضاء فى الاتحاد والحقيقى أن 50 من الموقعين أعضاء فى الاتحاد، و3 منهم أعضاء مجلس الاتحاد.