«اشترى أكثر بسعر أقل»، شعار الدورة الخامسة عشرة لمعرض سوبر ماركت هذا العام، الذى تم افتتاحه أمس، ويستمر لمدة خمسة أيام، ليختتم فاعلياته يوم الاثنين، عشية أول أيام شهر رمضان، ل«يكون بذلك فرصة للمستهلك المصرى، باعتبار أنه يركز على المنتجات الغذائية، خاصة تلك التى يتم استخدامها فى رمضان»، كما توضح هبة لطيف، رئيس مجلس إدارة الشركة المنظمة للمعرض. مَن مر أمس أمام مدخل الفنجرى (2) لقاعة المؤتمرات بمدينة نصر، وهو مدخل معرض سوبر ماركت، فقد وجد الطوابير ممتدة أمام البوابة منذ العاشرة صباحا، وذلك على الرغم من أن الموعد المحدد لافتتاح المعرض هو الثالثة ظهرا، وذلك، كما تقول آمال علام، ربة منزل، «علشان نلحق قبل الزحمة، ونخلص بدرى بدرى، المعرض به كل مستلزمات رمضان، والأسعار تكون مخفضة والعروض متنوعة. لازم نطلع موفرين، ومرة واحدة وخلاص». رمضان شهر تستعد له الأسرة المصرية استعدادا خاصا وتكرس له ميزانية منفصلة كل عام، «دائما ما تجتمع الأسرة خلال هذا الشهر لتناول الإفطار سويا، وهو ما قد لا يحدث بانتظام فى بقية أشهر السنة. بالإضافة إلى ذلك، هذا الشهر يمتاز ب«العزومات والولائم»، ومن ثم لابد أن «يكون لدى مخزون جيد من الطعام، ودائما ما أحاول شراءه بأسعار مخفضة»، تقول بسنت أسعد، موظفة بوزارة الزراعة، مشيرة إلى أنه على مدى السنوات الماضية كانت أسعار سوبر ماركت وعروضه هى الأفضل. ولا يقتصر الزحام السابق لرمضان على معرض سوبر ماركت، ولكنه يتمتد لمحال الهايبر ماركت الموجودة فى مصر مثل كارفور، وهايبر وان، وأبوذكرى، والهوارى وغيرها من سلاسل التجزئة التى تتبارى فى تقديم تخفيضات وعروض متميزة على المنتجات الغذائية ومستلزمات رمضان. وتقول لطيف: إن المعرض يتميز عن الهايبر ماركت «المعارض لها ميزة كبيرة خاصة تلك التى تقام قبل المواسم والأعياد، فهى تجمع فى مكان واحد جميع احتياجات الأسرة مما يوفر جهد الذهاب إلى أكثر من مكان، وهذا أيضا ما تستطيع أن توفره الهايبر ماركت الكبيرة، ولكن مع ميزة خاصة، فوجود العارضين بين الناس وتعددهم يجعلهم يتبارون فى تقديم التخفيضات والعروض، الأمر الذى يصب فى مصلحة المستهلك». ويضم المعرض السنوى هذا العام 265 شركة، مقابل 200 فقط العام الماضى، وتمتد مساحته على 20 ألف متر مقابل 13 ألف العام الماضى، وهذا، وفقا لصفوان ثابت، رئيس مجلس إدارة شركة جهينة، إحدى الشركات العارضة، «سعيا منا إلى البحث عن فرصة جيدة لمخاطبة المستهلك فى وقت تشهد السوق فيه ركودا نتيجة ارتفاع الأسعار». «توقيت سوبر ماركت، قبل شهر رمضان، يمثل لنا فرصة للوجود، فى زحمة تدافع المستهلكين عليه قبل هذا الشهر الكريم، الذى يرتبط بالغذاء. وبرغم ما نتحمله من أعباء نتيجة التخفيضات التى لا تقل عن 10%، وتصل على كثير من المنتجات إلى 30%، إلا أننا كمنتجين نجد فيه فرصة للتعامل مع المستهلك مباشرة والتعرف على متطلباته»، يقول ثابت. وتقول لطيف: «نحن لا نستطيع أن نشترط على المشاركين تقديم تخفيضات، ولكننا نلعب بكارت المنافسة من أجل ضمان لتقديم سعر أفضل للمستهلك. فهناك أكثر من شركة تعرض نفس المنتجات، ومن ثم تضطر كل منها إلى تقديم عروض أفضل من الأخرى من أجل اجتذاب شريحة أكبر من الزائرين فى ظل بحث المستهلك عن السعر الأرخص بعد موجة الارتفاعات الأخيرة»، تضيف لطيف، ضاربة المثل ببعض المنتجات الأساسية مثل الزيت، والسكر، والأرز، التى يعرض لكل منها خمس شركات على الأقل، الأمر الذى يلبى طلبات جميع فئات المجتمع. وكان معدل الزيادة فى أسعار المستهلكين قد عاود الارتفاع فى شهر يونيو الماضى، بعد انخفاض استمر لأربعة أشهر، ليسجل 10.7%، مقابل 10.5% فى الشهر السابق، بحسب ما جاء فى بيانات الجهاز المركزى التعبئة العامة والإحصاء، مدفوعا بالزيادة فى الرقم القياسى السنوى لمؤشر الطعام والشراب، التى بلغت نسبتها 18.5% على المستوى السنوى. وقد شهدت أسعار الألبان فى يونيو، وفقا لبنك الاستثمار فاروس، زيادة بنحو 10%، كما سجلت أسعار اللحوم والدواجن زيادة كبيرة خلال الشهر الماضى مقارنة بمايو. وزاد عدد الشركات المشاركة فى المعرض بما يتعدى الثلث هذا العام، ويأتى ذلك كما توضح لطيف، فى إطار خطة المعرض لتوسيع شريحة المستهلك الذى يخاطبه، وهو ما يجعله يجذب شركات تقدم مستويات متنوعة من السلع، وتتنافس فى الأسعار، «المنتجات الرخيصة تكون متوافرة لمحدودى الدخل، كما توجد المنتجات التى تتماشى مع متطلبات الطبقات الأعلى دخلا»، بحسب لطيف. ورغم تركيز معرض سوبر ماركت على المنتجات الغذائية، فإنه يضم منتجات أخرى، حيث يستهدف طلاب المدارس بالأدوات المدرسية، كما يقدم سلعا للمقبلين على الزواج وتأثيث المنزل، خاصة أن كثيرا منهم ينتظرون العيد لإتمام زواجهم، مثل الأدوات الكهربائية، وذلك فى سعى من المعرض فى توسيع شريحة الزائرين.