أقيمت أمسية شعرية للشاعر هشام الجخ، مساء أمس الخميس، بنقابة الصحفيين تحت عنوان "أوجاع مشتركة"، وسط حضور جماهيري مكثف، ضم عددا كبيرا من حركات سياسية معارضة. وامتلأت قاعة المسرح الكبير بالنقابة بما يزيد على ألفي متفرج، كان أبرزهم الشاعر عبد الرحمن يوسف وأفراد من الجمعية الوطنية للتغيير وشباب حركة 6 أبريل. 24 شارع الحجاز وبدأت الحفلة بعزف موسيقي على العود، قبل أن يدخل هشام القاعة مرددا كلمات قصيدته 24 شارع الحجاز التي تبدأ ب" إدلعي واتبغددي واتفاخري واتباهي وقولي لكل الناس دة عشقني والله". وشهدت القاعة تفاعل الحضور مع كلمات الجخ، حيث ردد الجمهور كلمات القصائد وراء الشاعر فيما كانت القاعة تضج بالتصفيق الحاد كلما أنهى الشاعر جزءا من قصيدته. جحا وإسقاطات سياسية وشرع الجخ في إلقاء قصيدته السياسة "جحا"، وقبل أن يبدأها داعب الجمهور: "حضرولي غيارين وابقوا زوروني"، وتحوي القصيدة الكثير من الإسقاطات على الواقع السياسي في مصر، تنتقد كلماتها ما وصلت إليه البلد في كل النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. وبدأ الجخ كلمات القصيدة: "شعور سخيف، إنك تحس بإن وطنك شئ ضعيف، صوتك ضعيف، رأيك ضعيف، إنك تبيع قلبك وجسمك وإنك تبيع قلمك واسمك، ما يجيبوش حق الرغيف"، ويستكمل هشام: "أنا اللى صاحب البيت، عايش بدون لازمة ولما مرة شكيت، إدونى بالجزمة، أنا اللى زارعك دهب، بتأكلينى سباخ، إن كان دة تقل ودلع بزيادة دلعك..باااخ، لا شفت فيكى هنا ولا شفت فيكى ترف كل اللى فيكى..قرف، كرامتنا متهانة واللقمة بإهانة بتخلفينا ليه لما أنتِ كارهانا". ويستمر الشاعر في سرد قصيدته قائلا: "يعنى إيه تبقى أنتِ هبة النيل يا بوبة وكل يوم المية تقطع!؟، يعنى ايه لما اشتكى غلو الفاتورة يقولوا تشكى بس تدفع!؟ ويعنى ايه لما ابقى ماشى في حالي أتشد اشتباه؟ يعنى إيه لما أتحبس 4 سنين حبس احتياطي، يعنى إيه مش حاسة بالعمر وغلاوته!؟ بتصبى مر العمر ليه!؟ دة أنا كنت هاوهب لك حلاوته". علمونا ازاى نخاف أما أقوي مقطع في القصيدة تفاعل معه الجمهور فكان "كل الكلام أتقال والشعر بقى ماسخ والصبر علو جبال والظلم شيء راسخ، وطن وغرقان في النطاعة، كل شىء ريحته نطاعة، علمونا بالعصاية ورضعونا الخوف رضاعة علمونا في المدارس يعنى إيه كلمة قيام، علمونا نخاف من الناظر فيتمنع الكلام، علمونا ازاي نخاف وازاى نكش بس نسيوا يعلمونا الاحترام، فمتزعلوش لما ابقي مش بسمع كلامكم وما تزعلوش لما ابقى خارج عن النظام"، وهنا ضجت القاعة بالتصفيق الحاد والهتاف المؤيد لما يقول الشاعر. ومن أشهر قصائد الجخ "أيوه بغير"، "3 خرفان"، "الجدول"، "شيماء يا مكة"، "إيزيس"، "سكرانة"، "حلاقاتك برجالاتك"، "سري جدا إلي البحر"، بالإضافة إلي "جحا" و"24 شارع الحجاز". (آخر ما حرف في التوراة) ممنوعة بأوامر الأمن وأكد الشاعر في تصريح سابق أن الحفلة التي أقيمت في ساقية الصاوي في 7 يونيو الماضي، هي آخر حفلة أدى فيها قصيدة "آخر ما حرف في التوراة"، ولن يؤديها مرة أخرى لأن الأمن منعه من تأديتها، نظرا لما تحمله من صراحة شديدة تجاه القادة العرب ومهاجمة الكثير من مواقفهم السلبية من وجهة نظر الشاعر، ورغم ذلك طالب الجمهور الجخ بتأدية تلك القصيدة، إلا أنه صمت وابتسم ابتسامة خفيفة، ولم يجب ثم أدى قصيدة 3 خرفان لأنها أقل حدة من سابقتها. 3 خرفان وبدأ الجخ في إلقاء القصيدة، وقال: "3 خرفان ومعزاية وشجراية وبير بترول وديب فجعان 3 خرفان ما يتاكلوش في يوم واحد ما يتهضموش، راح للخروف اتخن خروف، قال يا خروف، عيال اخوك متنعنعين ومتنغنغين وانت هنا في أسوأ ظروف، يادي الكسوف، راح الخروف..علشان خروف..ضرب الخروف، الديب حيسكت!؟ راح للخروف تالت خروف..شفت الخروف..ضرب الخروف..احميك انا وابات معاك في الدار هنا واديني بس انت مكان، راح الخروف علشان خروف..إدّاه مكان". واستطرد الشاعر: "مانلومش ع الديب اللي خان، احنا اللي خرفان بالوراثة، الصبر وارثينه وراثة والطاعة وارثينها وراثة و"ال..." ثم توقف عن سرد القصيدة، فرد الجمهور قائلا: "والحكم وارثينه وراثة"، فقال الشاعر: "أنا ماليش دعوة أنا ما قولتش حاجة وأضاف مداعبا خليهم 6 غيارات". وانتهت الحفلة وسط هتاف وتصفيق من الجمهور، لإعجابهم بالأمسية التي تضمنت "أوجاعا مشتركة" وتدافعوا على هشام الجخ لتأييده في آرائه، ومطالبته بالمزيد من الحفلات والقصائد والتقاط الصور التذكارية معه. ويذكر أن الشاعر هشام الجخ يجهز لأمسية قادمة ستقام نهاية الشهر الجاري بساقية الصاوي ومن المنتظر أن تشهد إقبالا جماهيريا كبيرا.