رغم أن المطرب محمد محيى حقق نجاحات كثيرة فى سوق الكاسيت منذ أغنيته الشهيرة «أعاتبك» وحتى آخر أعماله «مظلوم». فإنه يظهر ثم يختفى على فترات، وهو الأمر الذى لا يتناسب مع تلك النجاحات، التى حققها على مستوى البيع والانتشار. وربما هذا الأمر الذى دفعه لإنشاء شركة إنتاج خاصة به لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، خاصة أن حال الأغنية الآن يقول إن البعيد عن العين بعيد عن القلب، بالتالى أصبح لزاما عليه أن يوجد رغم مخاطرة العملية الإنتاجية الآن. فى البداية سألته: لماذا تأخذ وقتا طويلا فى تحضير ألبوماتك؟ الأمر كان يسير بمعدل طبيعى حتى سنة «2003»، حيث كنت أطرح ألبومى كل عامين، وهذا بالنسبة لى أمر مقبول لأننى أحتاج وقتا طويلا فى اختيار كلمات الأغانى ثم تحضير الألبوم إلى أن يصل إلى شكله النهائى، ولكن المشكلة الكبرى التى تواجهنى وتواجه كل المطربين الآن هى الجهة الإنتاجية، وهذا أيضا يعد من أهم الأسباب، التى أدت إلى تأخر ألبوماتى خاصة أننى تعاونت مع أكثر من شركة إنتاج لكن اختلاف وجهات النظر بيننا حالت دون إتمام المشاريع علما بأن آخر ألبوماتى كان «مظلوم» الذى طرحته 2008. وماذا عن إنتاج ألبومك الجديد؟ أقوم حاليا بعمل شركة إنتاج لألبومى الجديد وأيضا لإنتاج ألبومات لمن يرغب من المطربين، والآن نحن على وشك الانتهاء من تكوين فريق عمل للشركة من أصحاب خبرات من داخل مصر وخارجها حتى لا أقع تحت رحمة المنتج. لكن المطرب يجد صعوبة عندما يتجه لإنتاج أعماله؟ بالفعل هى تجربة صعبة للغاية خصوصا وهى تعد المرة الأولى، التى أقوم فيها بإنتاج ألبوم غنائى، ولكن السبب الذى دفعنى لذلك هو التحكم الذى نراه من جانب المنتجين، والذى يعانى منه المطربون هذه الأيام، وأتعجب من تدخلهم فى الحفلات، التى يقوم بغنائها المطرب والحصول على نسبة منها، وأيضا احتكار إذاعة أغانية على قناة الشركة فقط. فأرى أنها حجر على صوت المطرب وهذا غير منطقى، وهو ما دفعنى لعمل شركة إنتاج لأننى لا أحب الاحتكار. ألا ترى أن دخولك عالم الإنتاج فى ظل انهيار سوق الكاسيت يعد مغامرة؟ بالطبع سوق الكاسيت فى تدهور تام، وحاله يتدهور من سيئ إلى أسوأ، والسبب فى ذلك تسريب الأغانى عبر الإنترنت، والذى أرى أنها مشكلة من الممكن أن يتم حلها. ومن وجهة نظرى بأن يتم عمل «بلوك» على السيديهات لكى لا يتم تسريب الأغانى، ولكن للأسف يوجد بعض المنتجين من مصلحتهم أن يقوموا بضرب شرائط الكاسيت، وعندما تتحدث مع هذه الشركات عن الألبوم يتعللون بالخسارة، وهو ما يجعلهم يتحكمون فى المطرب ويجعلونه يوقع على الحصول على نسبة 50% من حفلاته، وهو ما يعد ظلما وإجحافا للمطرب. بما يتميز ألبومك المقبل؟ هذا الألبوم أقدم من خلاله مجموعة من الأغانى، التى انتهيت بالفعل من اختيار «5»، منها من أصل «14» أغنية يضمها الألبوم، وأتعاون فيه مع مجموعة كبيرة من الشعراء والملحنين منهم خالد عز، ومدين، وفهد، وأيمن بهجت قمر، وأقوم فى الألبوم بتلحين أغنيات عديدة. كما اتفقنا على عمل فريق من الشباب الصاعد، الذين صنعوا لى أغنيات أكثر جرأة مما قدمته من قبل. وهل سيأخذ الألبوم شكلا من التفاؤل بعكس ألبوماتك السابقة؟ أتناول فى أغانى الألبوم موضوعات جريئة بها معانٍ جديدة ومختلفة، وبها جانب كبير من التفاؤل بالفعل بعكس ألبوماتى السابقة، وهى من مفاجآت الألبوم وتتضمن مزيكا مختلفة، وهناك تجارب جديدة بجانب أغنية للشاعر الراحل مرسى السيد، الذى قدمت معه فى السابق أغنية بعنوان «أختى الصغيرة»، التى واجهت بسببها انتقادات لاذعة وهجوم شرس بسبب كلماتها، وبعد ذلك أعجب بها من انتقدنى. هل ترى أن ألبوم مظلوم لم يلق النجاح المتوقع له؟ على الرغم من أن ألبومى السابق اسم على مسمى فإنى أختلف معك، فمظلوم لاقى نجاحا وإعجابا جماهيريا كبيرا، وقدمت من خلاله أغانى جريئة، وأعتقد أن الألبوم ظلم فقط فى توقيت نزوله بالأسواق فضلا عن عدم وجود دعاية كافية له. وعن نفسى أحب أن أقدم ألبوما يعيش مع الناس وليس فقط هدفى طرحه بالأسواق، وهذا ما يجعلنى أتريث فى اختيار أغانى ألبومى. ولذلك فإن الجمهور لديه ثقة فى محيى وتقديمه لأغانٍ لها معنى. اختيارك للأغانى هل لها تجارب شخصية ومواصفات معينة؟ هناك أغانٍ واقعية مثل أغنية بعنوان «ده اللى انتى طايرة بيه» وهى تجربة لصديق مر بهذه الظروف وعن مواصفات الأغنية ممكن أختار أغنية مباشرة وجريئة، ووقت آخر اختار أغنية رمزية ولا تعرف المقصود منها. هل حددت موعد طرح الألبوم؟ سيتم طرح الألبوم إن شاء الله فى عيد الأضحى المقبل، وهذا لأننى أقوم بإنتاجه ولم يتحدد حتى الآن من الشركة، التى ستقوم بتوزيعه وإن كان هناك تفكير فى أن أقوم أيضا بتوزيعه. تنبأت بنجومية تامر حسنى وأظهرت شيرين فى دويتو غنائى معك، وحاليا أصبحا نجمين كبيرين فى رأيك لماذا محيى لم يصل لهذه المرتبة؟ بالفعل تنبأت بتامر الذى أرى أنه فنان متميز وأصبحت له شعبية كبيرة وجمهوره الخاص، وكان رأيى فيه صائبا وتنبأت أيضا بشيرين، وقدمت معها أغنية دويتو بعنوان «بحبك» وتوقعت أنها ستصبح من أهم المطربات الموجودات على الساحة فهما موهبان جدا. وعن نفسى أقول: أنا لست رقما ولا أحب أن أدخل فى تصنيف المطربين فعشقى الأول للغناء والجمهور الذى أعشقه، حتى وسط جيلى لا أحب تصنيفى بين المطربين، فكلهم أصدقائى وكل ما يشغلنى أن أكون محيى فقط. وهل عدم طرح ألبوماتك بشكل منتظم أثر بالسلب على وجودك بالشكل المطلوب؟ بالفعل هذا يؤثر علىّ ولكنى أعترف بأننى فنان «متقلب المزاج» أحب الإتقان فى عملى ولذلك أخذ وقتا طويلا فى تحضير ألبومى. هل الألبوم به دويتو غنائى؟ بالفعل الألبوم سيضم مجموعة من الدويتوهات مع عدد من النجوم، وهو ما سيكون مفاجأة للجمهور وأيضا مع من أحب أن أنتج ألبوماتهم. تسابق المطربون على حصد الجوائز.. فهل هذا الأمر يلقى اهتماما منك.. وأين أنت من ذلك السباق؟ بالتأكيد الجوائز فى حد ذاتها مهمة تتويج مجهود الفنان الذى بذله وعن نفسى أؤكد أن الجوائز مهمة بالطبع ولكنى لا أعيرها اهتماما، ولم أقم بشرائها فلابد أن تأتى للفنان الذى يستحقها، وبالطبع فترة ما بعد طرح الألبومات لها تأثير على ذلك، وفى النهاية أنا لا أهتم إلا برأى الجمهور وحبه لى ولأعمالى. وما رأيك فى التغيير الموجود حاليا فى كلمات الأغانى؟ هذا الكلام هو كلام العصر الذى نعيش فيه وإن كان لدىّ تحفظ على بعض العبارات والكلمات فى الأغانى، التى بها إسقاطات والمعنى فى بطن الشاعر. وقد أعجبتنى تجربة أبوالليف وتقديمه لأغانٍ واقعية تحدث فى مجتمعنا وموضوعات جريئة وخفيفة. لماذا لم تقدم أغنية سينجل كباقى المطربين بين فترة كل ألبوم؟ من السهل عمل أغنية سينجل كل فترة ولكنى أفكر فى الألبوم أكثر من ذلك. ولكنى قدمت من خلال الأفلام أغنيات درامية فى سياق العمل، وأغنية «اتخنقت» فى فيلم مطب صناعى، والتى أعتز بها وأرى أنها من الأغانى المتميزة بالنسبة لى. وأخيرا أغنية بعنوان «زمن الكبار» لفيلم «عذرا للكبار فقط»، وأنا سعيد بهذه التجربة لأن من شجعنى عليها هو المؤلف أيمن بهجت قمر، والملحن أحمد العدل والموزع تميم خصوصا بعد نجاح تجربتى الأولى معهم. بمناسبة تقديمك لأغنية دينية فى برنامج عمرو خالد هل ستقدم ألبوما دينيا؟ ولِمَ لا؟ فبعد انتهائى من ألبومى الجديد سأفكر فى تقديم ألبوم دينى خصوصا بعد إنشائى لشركة إنتاج.