أصبح الجمع بين الجودة العالية والتكلفة الانتاجية البسيطة أمرا صعبا في مجال الأغنية هذه الأيام خاصة في ظل ما يعانيه سوق الكاسيت من أزمات كساد جعلت الجمهور يتجه إلي البدائل الإلكترونية الأخري كالإنترنت لتحميل الألبوم الغنائي دون تقدير لمجهود الفريق الذي انتجه الأمر الذي أدي إلي القضاء التام علي ظاهرة الألبوم الكامل الأمر الذي يكبد شركات الإنتاج الغنائي خسائر فادحة ويجعلها تميل إلي إنتاج ألبومات بصورة سريعة تقل فيها مكاسبها . الأمر الذي جعلها أيضا تتجه إلي اصدار ما يسمي ب "الميني ألبوم " والذي يضم جرعة من الأغاني بسيطة لا تتعدي الأربع أغنيات تشعل نار المنافسة بين الفنانين حيث سيكون الاختيار فيها للأجود والتركيز علي الأغنية الأفضل وهذا العامل أصبح صعب المنال في حين ينتقد الكم الأكبر للاهتمام الكافي. وتؤكد الفنانة دوللي شاهين أن فكرة الميني ألبوم جديدة تستطيع من خلالها شركات الإنتاج القضاء ولو لفترة مؤقتة علي كساد سوق الكاسيت حيث يتطلب السوق حاليا التجديد والتغيير المستمر وهذا ما ينتجه هذا النوع من الألبومات للفنان من التنويع والتجديد بينما قد لا تعطيه الفرصة والمساحة الكافية للتغيير في شكل الأغاني كما أنها تقيد الفنان في عدد قليل ومحدود من الأغنيات . أما عن خوضها لهذه التجربة فتقول إنها ستقدم هذه الفكرة حين يكون عدد الأغاني التي تجدها جيدة قليلة حيث إنها لا تلجأ لملء ألبوماتها بعدد من الأغاني التي يطلق عليها مكملة للعدد لأن أسلوب الحشو هذا لا يناسب اللون الذي تقدمه ومن الأفضل نجاح الميني ألبوم الذي يحتوي علي عدد قليل من الأغنيات من نجاح أغنية أو اثنتين في ألبوم كامل فالتدقيق هو الخيار الأهم للفنان فضلا عن التنويع ما بين الكلمات والألحان وهذا ما يحدثه الألبوم الكامل . ويقول الملحن محمد رحيم إن ظاهرة "الميني ألبوم" هي الحالة والصورة الأفضل التي نتجت عن أزمة سوق الكاسيت لانقاذ الملايين الضائعة علي انتاج الألبومات . فبوجود الميني ألبوم يستطيع الفنان تحقيق المعادلة الصعبة وهي تواجد الفنان علي الساحة الغنائية بعدد أقل من الأغاني وبتكلفة إنتاجية تصل إلي النصف تقريبا. كما أن الفترة الزمنية لإنتاج الألبوم الكامل بجودة عالية من حيث الكلمات والألحان تستغرق وقتا زمنيا كبيرا يصل إلي عام أو عامين في بعض الأحيان ليكون الفنان خلالها قادرا علي جمع أكبر عدد من كلمات الأغنية مع وجود ألحان مناسبة لكل أغنية الأمر الذي يؤدي إلي غياب المطرب عن جمهوره لمدة زمنية طويلة . أما الميني ألبوم فإعداده لا يستغرق وقتا طويلا كما يمكن الفنان أيضا من التواجد مع جمهوره مرتين في العام الواحد والتواجد بعدد معقول من الأغنيات . أما فيما يخص الفنانين الجدد الذين يتطلب إنتاج ألبوم جديد لهم تكاليف إنتاجية عالية فهنا نجد عدم اقبال الكثير من المنتجين علي هذه المغامرة التي قد تؤدي إلي النجاح أو الفشل التي لم تعد مرتبطة بظروف صدور الألبوم علي قدر ارتباطها بجودة الأغنيات بداخله وتوقيت طرحه في الأسواق ونسبة المبيعات التي يحققها. ومن هنا يتطلب الأمر من المغرب الجديد تقديم لون غنائي يختلف عن المطروح في الساحة وتقديم أشكال مختلفة للجمهور تنال إعجابه ورضاه وتحقق الفائدة الترفيهية التي يرجوها ومن هنا نكون حققنا عناصر النجاح للألبوم من خلال التواجد المستمر للفنان والتكلفة الإنتاجية الأقل وسرعة صدور الألبوم للجمهور وتعريف الجمهور بالمطربين الجدد وانقاذ الملايين المهدرة في كساد سوق الكاسيت.