يبدو أن 2010 سيكون عام القمم والمؤتمرات الثقافية الكبرى، ففضلا عن القمة الثقافية العربية المقرر عقدها أواخر العام المقبل، بدعوى من اتحاد الكتاب والأدباء العرب، تزامن إعلان وزارة الثقافة المصرية عن موعد مؤتمر المثقفين الذى دعا إليه وزير الثقافة فاروق حسنى، ليكون عقب انتخابات الشورى نهاية العام الحالى، مع إعلان مؤسسة المورد الثقافى بالقاهرة عن تحديد يومى الاثنين والثلاثاء7 و8 يونيو الحالى موعدا لإقامة مؤتمرها الأول حول السياسات الثقافية فى المنطقة العربية، والذى تم تأجيله قبل ذلك بسبب بركان أيسلندا. المؤتمر الذى تقيمه المورد بالتعاون مع المؤسسة الثقافية الأوروبية ومؤسسة دون الهولندية والمجلس الثقافى البريطانى، سيعقد ببيروت وهو يهدف إلى مناقشة الوضع الحالى للسياسات الثقافية فى المنطقة العربية وانعكاساتها على العمل الثقافى فى المنطقة. ومن المقرر أن يشارك فى المؤتمر مجموعة كبيرة من المسئولين عن الثقافة بالدول العربية وممثلون من الجهات الحكومية المعنية بالثقافة فى مصر والأردن والمغرب وفلسطين وبعض المنظمات الثقافية الأوروبية مثل زافييه تروسار، رئيس وحدة السياسة الثقافية والحوار بين الثقافات بالمفوضية الأوروبية من بلجيكا ومن فرنسا روبرت بالمر، مدير الثقافة والتراث الحضارى والطبيعى بمجلس أوروبا واوسمان كافالا، رئيس مجلس إدارة مؤسسة أناضول كولتور من تركيا وزينب فرحات الخبيرة الثقافية ومديرة مسرح «التياترو» فى تونس وأمين الزاوى الروائى الجزائرى ورنا يازجى مديرة برامج فى الأمانة السورية للتنمية وغيرهم. يشهد اليوم الأول من المؤتمر عدة جلستين أولهما بعنوان السياسات الثقافية ووضع الثقافة فى المجتمع، فيما تأتى الجلسة الثانية تحت عنوان «التحديات التى تواجه العمل الثقافى على الصعيدين القومى والدولى الشروط القانونية اللازمة لوضع السياسات الثقافية» ويتحدث فيها روبرت بالمر رئيس الثقافة والتراث الحضارى والطبيعى بمجلس أوروبا. ويضم اليوم الثانى جلستين الأولى تحت عنوان: تمويل السياسات الثقافية وتنمية الموارد المالية والاقتصاد الثقافى، فيما تتناول الجلسة الرابعة والأخيرة: الفاعلين الرئيسيين فى الحقل الثقافى وأطر التعاون الثقافى على المستويات المحلية والإقليمية والدولية والمؤسسات والشبكات الثقافية. ويختتم المؤتمر أعماله الثلاثاء بمؤتمر صحفى، سيتم من خلاله طرح النتائج النهائية للأبحاث وإطلاق أول كتاب يرصد السياسات الثقافية فى الدول العربية، بعنوان: مدخل إلى السياسات الثقافية فى العالم العربى، من تحرير الكاتبة «حنان الحاج على». وطبقا لما أعلنته المؤسسة فإن المؤتمر هو نتاج مشروع إقليمى، بدأ فى أبريل من العام الماضى (2009) بمبادرة من مؤسسة المورد الثقافى. ويسعى المشروع إلى بناء قاعدة معرفية من شأنها دعم التنمية والتخطيط والتعاون الثقافى فى المنطقة العربية. وقد بدأ المشروع بمسح استكشافى للسياسات والتشريعات والممارسات الموجهة للعمل الثقافى فى ثمانى بلدان عربية: لبنان، سوريا، الأردن، فلسطين، مصر، الجزائر، تونس والمغرب. وفى نفس الإطار، يهدف مؤتمر بيروت إلى مناقشة نتاج هذا المسح للخروج بتوصيات ومبادرات فى اتجاه تطوير السياسات الثقافية فى المنطقة.